خبر « نفـق الحـريـة ».. طريـق التـحريـر

الساعة 03:21 م|01 نوفمبر 2017

فلسطين اليوم

رجال الأنفاق عرفهم باطن الأرض أكثر من ظهرها, جادوا بأوقاتهم ودمائهم واصلوا الليل بالنهار وهم يحفرون الصخر بأياديهم , لا ينظرون إلى الخلف رغم الصعوباتِ وقلةِ الإمكانيات, يمضون كالأسود بصمتٍ في ظلام الأرض, لينيروا الطريق لغيرهم من المجاهدين من أجل تحرير الأسرى والمسرى.

وفي لقاء خاص أجراه موقع الإعلام الحربي مع « أبو محمد » أحد قادة وحدة الأنفاق, أكد  أن ارتقاء الشهيد القائد عرفات أبو عبد الله وإخوانه المجاهدين داخل نفق الحرية وهم يعدون العدة للمواجهة لن يزيدنا إلا إصراراً وثباتاً على طريق المقاومة والتحرير.

وقال:« الشهادة في سبيل الله لن تفت من عزيمة الرجال , فاليوم هذه الثلة المجاهدة يدفعون ضريبة الأنفاق بتضحيتهم بأنفسهم ودمائهم ليؤكدوا لنا أن مرحلة الإعداد والتجهيز ستبقى مستمرة حتى دحر الاحتلال الصهيوني عن كافة أراضينا المحتلة ».

وأكد أبو محمد بأن مجاهدي وحدة الأنفاق يواصلون الليل بالنهار بحفر باطن الأرض, وإعداد الأنفاق دون كللٍ وملل, وأنه بفضل الله وجهود رجال الأنفاق المخلصين , انتقلت سرايا القدس والمقاومة نقلة نوعية في إعداد وتجهيز الأنفاق.

وشدد على أن أي معركة مقبلة ستكون معركة أشباح من داخل الأرض وفوقها, فاليوم أصبحت الأنفاق أعظم سلاح تمتلكه المقاومة الفلسطينية وهي السلاح الاستراتيجي الذي تواجه وتقهر به العدو الصهيوني.

وتابع أبو محمد بالقول:« ستواصل السرايا طريقها في حفر الأنفاق رغم هذا المصاب الجلل, وأن ارتقاء القائد عرفات أبو عبد الله وإخوانه لن يثنينا عن السير في هذا الطريق ».

وأضاف: أن الشهيدين القائدين عرفات أبو عبد الله وحسن أبو حسنين بدمائهم وبشهادتهم, شكلوا نموذج القائد الفذ الذي يضحى بنفسه من أجل رجاله وشبابه, ويعكس الصورة الحقيقة لقيادة سرايا القدس أننا نقدم قبل الجند قادتنا سباقاً إلى المنون نحو مولانا, فمجرد سماعه الخبر ولأنه يدرك كما قيادة سرايا القدس حجم التضحية والعمل وما يعانيه المجاهدين داخل الأنفاق, لم يتوانَ للحظة واحدة وهب مسرعاً لينقذ المجاهدين, ليرتقي إلى ربه شهيداً وليقول لنا جميعاً بأن القائد يجب أن يكون حيث يكون جنوده في كل الميادين.

ولفت القيادي أبو محمد بأن نفق الحرية الذي استهدفه الاحتلال الصهيوني, والذي كان يعده مجاهدو وحدة الأنفاق كان الهدف منه خطف الجنود وتحرير الأسرى ولم ولن يكون الأول والأخير, موضحاً أنه منذ انتهاء العدوان الأخير على قطاع غزة وحتى هذه اللحظة أعد مجاهدو السرايا من الأنفاق ما يشفي صدور قوم مؤمنين, وسيرى شعبنا وأمتنا أثرها إن فرضت علينا المعركة.

وأشار أبو محمد إلى الدور البارز والفعال لهذه الأنفاق التي حفرت وعبدت بدماء المجاهدين الذين منهم من ارتقى داخل هذه الأنفاق أمثال الشهداء القادة عرفات أبو عبد الله وحسن أبو حسنين وحسام السميري واحمد أبو عرمانة وعمر الفليت وشهداء الواجب والإنقاذ الإخوة مجاهدي كتائب القسام مصباح شبير ومحمد الأغا لتكون دمائهم سراجاً ونوراً يضيء لإخوانهم الطريق في باطن الأرض, فكانت من خلال هذه الأنفاق العمليات النوعية لفصائل المقاومة, ومن خلالها خطف الجنود لتحرير أسرانا.

يشار إلى أن سرايا القدس خلال مرحلة تدشين أنفاق التحرير قدمت العديد من أبنائها شهداء على طريق القدس والتحرير كان آخرهم شهداء نفق الحرية , معاهدة ً الله السير على خطاهم ومواصلة حفر الأنفاق حتى النصر والتحرير بإذن الله, وسائلةُ الله عزوجل أن يحفظ المجاهدين الذين مازالوا مفقودين داخل نفق الحرية وأن يخرجهم ويعيدهم إلى أهلهم ومقاومتهم سالمين غانمين, وأن يتغمدهم بواسع رحمته إن كانوا شهداء.

ومن الجدير ذكره أن طائرات الاحتلال الصهيوني استهدفت ظهر يوم الاثنين الموافق 30/10/2017م نفقاً لسرايا القدس شرق خانيونس, الأمر الذي أدى إلى فقدان الاتصال بمجموعة من المجاهدين ممن كانوا بداخل النفق, واستشهاد سبعة آخرين أثناء محاولتهم الإنقاذ من بينهم القائد عرفات أبو عبد الله ونائبه حسن أبو حسنين.

كلمات دلالية