خبر من هو الصهيوني -هآرتس

الساعة 10:31 ص|30 أكتوبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

كشفت الصحيفة اليمينية « مكور ريشون » يوم الجمعة النقاب عن انه في العام 2009 شطب حزب ميرتس من برنامجه السياسي موقفه من الصهيونية وكف عن تعريف نفسه كصهيوني. وفي اعقاب النشر نشبت عاصفة اعلامية حول هوية ميرتس الصهيونية. ونفت رئيسة ميرتس زهافا غلئون ما نشر وقالت ان « ميرتس هو حزب يسار صهيوني »، وهو « حزب اسرائيلي يضم في عضويته يهودا وعربا »، وان مؤسسوه في العام 1992 قرروا بان يعرف كل واحد نفسه كما يفهم.

الحزب هو جسم يضم اناسا ذوي فكر مشابه وأهداف سياسية – سياسية، اجتماعية واقتصادية – مشتركة. والحزب يمثل ناخبيه وملتزم بهم قبل كل شيء. اما « التغيير » الدراماتيكي في ايديولوجيا ميرتس، والذي وقع ظاهرا قبل ثماني سنوات، وعرض كأنباء حديثة، فلم يستوعب هكذا في اوساط ناخبيه، الذين يبدو انهم حتى لم يلاحظوه. وبالتالي، فان مجرد الفحص الذي أجرته « مكور ريشون » في برنامج الحزب تنم عنه منذ البداية رائحة حملة صيد سياسية، كمحاولة لاستهداف الحزب وناخبيه كخونة، بروح التشهير والتحريض اللذين يميزان حكم بنيامين نتنياهو.

في ضوء ذلك، فان مجرد الحاجة الى اعلان ولاء من قادة ميرتس وامتشاق صيغ مختلفة للبرامج السياسية السابقة حيث تظهر مواقف من الصهيونية، تلعب في خدمة اليمين المتطرف. خير فعلت غلئون إذ قالت انها « غير مستعدة لتلقي علامات من اليمين يهتف من المدرج حين يحاول منتخبوه سن قانون القومية الذي شطب منه عن وعي قيم وثيقة الاستقلال ».

موضوعيا، ميرتس هو الحزب الوحيد في الخريطة السياسية الاسرائيلية الذي يدافع اليوم عن المشروع الصهيوني وذلك كونه الحزب الوحيد الذي يكافح بفخار، بصوت عال، دون غمزات نحو اليمين، من اجل حل « الدولتين ». وهذا الحل فقط يعطي جوابا للتطلعات القومية للشعبين، في اطار دولتين منفصلتين ومستقلتين – وبشكل عام يلبي هذا طموحات الشعب اليهودي في وطنه التاريخي. كل حل آخر سيجبر اسرائيل على الابقاء على الاغلبية اليهودية فيها بوسائل غير ديمقراطية، والتي هي وسائل غير قابلة للحياة على مدى الزمن على أي حال.

مثل دولة اسرائيل، في ميرتس أيضا يوجد أعضاء يهود وعرب، وهو يواجه هذا التحدي بالضبط مثلما اختارت اسرائيل ان تواجهه حين صاغت وثيقة الاستقلال. لقد شرح غلئون بانه بالنسبة لميرتس فان « وعد وثيقة الاستقلال بالمساواة والعدالة ليس ضريبة لفظية، بل فريضة ». هل يوجد حزب آخر في الخريطة السياسية الاسرائيلية – في اليمين، في الوسط وفي اليسار – يستجيب لهذه الفريضة غير ميرتس؟

كلمات دلالية