خبر كيف نمنع التصعيد في الجبهة الشمالية- يديعوت

الساعة 11:03 ص|29 أكتوبر 2017

فلسطين اليوم

صفقة رزمة مع بوتين

بقلم: غيورا آيلند

 (المضمون: وحده اتفاق امريكي روسي في سوريا لا يسمح بتواجد قوات أجنبية – باستثناء روسية - سيسمح لاسرائيل بتحقيق اهدافها الامنية -المصدر).

 

سلسلة الاحداث التي وقعت في الاسابيع الاخيرة بين اسرائيل وسوريا، بما في ذلك اطلاق النار على الاراضي الاسرائيلة، محاولة اسقاط طائرة اسرائيلية – وضرب بطارية مضادات الطائرات ردا على ذلك، خلقت احساسا بتدهور منتظر لدرجة خطر حرب في الشمال. وكان حتى من سارع الى اتهام رئيس الوزراء في أنه يسمح للوضع بالتدهور. ومع أن الوضع يستدعي بالفعل انتباها اقصى، الا انه بعيد عن تقريبنا من الحرب. وأكثر من ذلك، فاننا اذا عملنا على نحو صحيح، فمعقول الافتراض بانه سيكون ممكنا أيضا منع سوء الوضع.

 

من الصحيح تقسيم التهديد من الشمال الى قسمين: تهديد حزب الله من لبنان وتهديد أوسع من سوريا. في هذه المرحلة فان حزب الله ليس معنيا بالمواجهة مع اسرائيل. والسبب الاساس هو سياسي – اقتصادي. فقد فقدت المنظمة مئات المقاتلين في اثناء القتال في سوريا وعليها أن تدعم اقتصاديا عائلات القتلى، وكذا معالجة الاف الجرحى. اضافة الى ذلك فان الاف المقاتلين

 

الاوائل في المنظمة ممن انضموا اليها قبل نحو 35 سنة خرجوا منذ الان الى التقاعد. بمعنى ان على المنظمة ان تدفع لهم تقاعد. وهكذا، خيرا كان أم شرا فان حزب الله هو جيش اكثر مما هو منظمة ارهاب والضغوط الاقتصادية عليه كثيرة. وكذا الغضب الذي طفا من الاسفل على مئات الشبان الذين قتلوا في حرب ليست لهم في سوريا يخلق ضغطا لبنانيا داخليا بالامتناع عن مغامرة جديدة.

 

من شأن منظمة حزب الله أن توجد إذن في ضغط من اتجاهين: ضغط ايراني لشن حرب ضد اسرائيل حيال ضغط داخلي لبناني للامتناع عن ذلك. والسبيل الى الضمان بان يكون الضغط الثاني اكثر نجاعة يستوجب بالذات من اسرائيل ان توضح بان « حرب لبنان الثالثة » لن تكون بين اسرائيل والمنظمة بل بين اسرائيل ودولة لبنان. وفي مثل هذه الحرب سيعاني لبنان من خراب رهيب.

 

ثمة مبرر كامل لمثل هذا النهج على نحو خاص بعد أن اعلن الرئيس اللبناني بان « حزب الله هو جزء من قوة الدرع للدولة ضد اسرائيل ».

 

اما في سوريا فالوضع مختلف. ايران لا تخفي نيتها بان تقيم في سوريا « حزب الله 2 » – ميليشيا شيعية قوية تخضع لامرتها وغايتها الاساس هي مهاجمة اسرائيل عند حلول اليوم – حتى لو لم يخدم الامر ارادة الحكم في دمشق. مسؤولون اسرائيليون كبار، وعلى رأسهم وزير الدفاع، اعلنوا بانهم لن يسمحوا لهذا بان يحصل. ولكن المسألة هي هل يمكننا ان نمنع هذا.

 

الامر الاقصى الذي يمكن ربما لاسرائيل ان تفعله هو ان ترسم خطا في مدى 10 – 15 كيلو متر عن الحدود في هضبة الجولان وتهاجم كل تواجد أجنبي (اي ليس للجيش السوري) يكون فيه. ولكن واضح ان هذه الخطوة لا تكفي. والوحيد الذي يمكن أن يمنع ايران من تحقيق نواياها هو في واقع الامر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. فهل توجد له مصلحة في الوقوف جبهويا ضد حليفه في سوريا فقط لان هذا هام لاسرائيل؟ مشكوك جدا. والاستنتاج من ذلك واضح: وحده اتفاق شامل امريكي – روسي بالنسبة لمستقبل سوريا، اتفاق في مركزه يكون قول انه لن يسمح بتواجد قوات اجنبية (باستثناء روسية) يمكنه أن يسمح لاسرائيل بتحقيق اهدافها.

 

وبالتالي من الصحيح تركيز كل الجهود الدبلوماسية الاسرائيلية في هذه المسألة. على اسرائيل أن توقف الانشغال في الاتفاق النووي مع ايران، لانه غير قابل للتغيير وان تكف ايضا عن دفع الامريكيين الى الانشغال بذلك. يجب الانشغال فقط بما هو اهم وقابل للتحقق ايضا. امامنا تحديان سياسيان في الافق: فالابسط هو الشرح كيف ستكون « حرب لبنان الثالثة »، والاهم هو حث الولايات المتحدة على الوصول مع روسيا « الى صفقة رزمة » تضم في اطارها ايضا اتفاقا صريحا يضمن بعدم تواجد قوات اجنبية في سوريا.

كلمات دلالية