مع مرور 100 عام

خبر تصريحات رئيسة وزراء بريطانيا ليست غريبة وهناك 4عوامل دفعتها للافتخار بوعد بلفور

الساعة 05:09 م|28 أكتوبر 2017

فلسطين اليوم

مع اقتراب مرور الذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم بإنشاء « وطن قومي لليهود » تستعد بريطانيا للاحتفال بالذكرى المشؤومة ضاربة بعرض الحائط جميع المطالبات الفلسطينية الرسمية بالاعتذار عن الوعد والاعتراف بدولة فلسطين.

وكانت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أعلنت الأربعاء الماضي خلال جلسة لمجلس العموم البريطاني أن بلدها ستحتفل بـ« فخر » بالذكرى المئوية لصدور وعد بلفور، وقالت « إننا نشعر بالفخر من الدور الذي لعبناه في إقامة دولة »إسرائيل« ، ونحن بالتأكيد سنحتفل بهذه الذكرى المئوية بفخر ».

وأمام استعداد بريطانيا بالاحتفال في الذكرى المئوية لوعد بلفور، فإن على الفلسطينيين وفقاً للمحلل السياسي ناجي شراب مواجهة التعنت البريطاني بطريقة استراتيجية أكثر عقلانية وبعيدة كل البعد عن التقليدية، بهدف تحقيق اختراق داخل المجتمع البريطاني لتأييد الموقف الفلسطيني.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي ناجي شراب، أن تصريحات رئيسة وزراء بريطانيا تأتي في سياق تحقيق وعد بلفور وهي تُعبر عن الإرادة الملكية البريطانية التي حققت ما أرادت بإنشاء وطن قومي لليهود عام 1917 في الأراضي الفلسطينية، وهي تصريحات ليست مستغربة.

وأكد شراب في تصريح خاص لـ« فلسطين اليوم الإخبارية » أن هناك عدة عوامل دفعت بريطانيا للاستمرار في الاحتفال بذكرى تحقيق وعد بلفور المشؤوم، موضحاً أن العلاقات التقليدية والتاريخية بين بريطانيا و« إسرائيل » من أقوى العلاقات الدولية وهي أولى العوامل التي تدفع بريطانيا للاحتفال بوعد بلفور.

وأشار إلى أن انتشار العنصرية والقومية في أوروبا هي إحدى العوامل، إضافة إلى ضعف وغياب الدور العربي والإسلامي في التأثير على الرأي العام العالمي بشكل عام والبريطاني بشكل خاص.

ولفت إلى أن التصريحات البريطانية المؤيدة لوعد بلفور تستوجب تفعيل دور الجاليات الفلسطينية والعربية والإسلامية في بريطانيا وتوضيح ما آلت إليه نتائج الوعد من تشريد شعب من أرضه وممتلكاته بالقوة، مبيناً أن ذلك يستوجب التعامل مع الوعد بطريقة غير تقليدية.

وفيما يتعلق بمقاضاة بريطانيا أكد شراب أن لا سلطة ولا أفراد يستطيعون محاكمة ومقاضاة بريطانيا في محاكم العدل الدولية، لأن ذلك يستوجب موافقة الطرفين، مبيناً أن من الصعوبة جداً وفقاً للمنظور السياسي والقانوني الذهاب إلى المحاكم الدولية لمقاضاة بريطانيا.

وطالب شراب إلى إيجاد استراتيجية عقلانية نستطيع من خلالها تحقيق اختراق كبير في المجتمع البريطاني من خلال الضغوطات السياسية والاقتصادية، وتحميل بريطانيا المسؤولية التاريخية والذنب التاريخي وبتشريد الشعب الفلسطيني، ومطالبة بريطانيا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية كالاعتراف بدولة « الاحتلال الإسرائيلي »، مشدداً على أن ذلك يحتاج إلى تفعيل دور الرأي العام وتغير مقتضيات الرأي العام.

من جهتهم، بدأ الفلسطينيون استعداداتهم لإحياء ذكرى مرور مئة عام على وعد بلفور على طريقتهم بتنظيم تظاهرات واعتصامات في المدن الفلسطينية تبدأ في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل وتستمر لسبعة أيام.

وفي هذا السياق، قال الأمين العام للمبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي إن هذه الفعاليات ستبلغ ذروتها في الرابع من الشهر المقبل في بريطانيا بمشاركة أحزاب بريطانية معارضة ونواب في مجلس العموم.

وقد عقد مسؤولون في منظمة التحرير الفلسطينية اجتماعا مع قناصل وسفراء دول أجنبية بينهم القنصل البريطاني في القدس للحديث عن تأثير وعد بلفور على الحالة الفلسطينية.

يذكر أن الثاني من نوفمبر يصادف الذكرى السنوية الـ 100 على وعد بلفور، وهو ما اصطلح على رسالة أرسلها وزير خارجية بريطانيا الأسبق آرثر جيمس بلفور عام 1917 إلى أحد زعماء الحركة الصهيونية العالمية اللورد ليونيل روتشيلد بتأييد بريطانيا لإنشاء « وطن قومي لليهود في فلسطين »، وتأكيدها أنها ستبذل جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية

وزير الشؤون الخارجية والمغتربين في السلطة الفلسطينية رياض المالكي أعلن أن السلطة ستقاضي بريطانيا على خلفية عزمها إحياء مئوية وعد بلفور الذي مهد لقيام دولة « إسرائيل » في فلسطين.

وندد المالكي في تصريحات للإذاعة الفلسطينية الرسمية بـ« تمادي الحكومة البريطانية بالإصرار على الاحتفال بمئوية وعد بلفور بدلا من الاستجابة للمطالب الفلسطينية بالاعتذار عنه ».

وقال: إن الموقف البريطاني « يمثل تحديا كبيرا لرأي الشعب البريطاني والمجتمع الدولي وفلسطين حيال الموضوع ويعكس لامبالاة حقيقية للمسؤولية التاريخية والجريمة التي ارتكبتها بريطانيا قبل مئة عام ».

كلمات دلالية