تأتي في وقت مهم

خبر استهداف أبو نعيم رسالة لعدة جهات والوقت له دلالة مهمة

الساعة 04:04 م|27 أكتوبر 2017

فلسطين اليوم

يرى محللون سياسيون أن محاولة اغتيال اللواء توفيق أبو نعيم مدير قوى الأمن الداخلي في قطاع غزة بمثابة رسالة مهمة لعدة جهات فلسطينية.

ووفقاً للمحللين السياسيين، فإن الاحتلال « الإسرائيلي » يعمل دائماً على خلط الأوراق في الساحة الفلسطينية من خلال تنفيذ عمليات اغتيال سواء بتنفيذها مباشرة أو بإيعاز لعملائه أو جهات متطرفة تنتقم وتثأر لاعتقال قيادتها في القطاع.

وأوضح المحللون، أن وقت تنفيذ محاولة اغتيال أبو نعيم مهم وحساس جداً، ويأتي في ظل اقتراب انتهاء تنفيذ المرحلة الأولى من المصالحة الفلسطينية بين حماس وفتح من خلال تسليم واستلام الوزارات في إطار تمكين حكومة د.الحمدالله، كما أنها تأتي في ظل التقارب الواضح بين حركة حماس وجمهورية مصر العربية.

يُشار إلى ان اللواء أبو نعيم نجا من محاولة اغتيال عقب صلاة الجمعة على مدخل النصيرات وسط قطاع غزة، وأصيب بجراح متوسطة.

الهدف إحداث ارباك وفوضى أمنية في غزة

الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، يرى أن محاولة اغتيال اللواء توفيق أبو نعيم مدير قوى الامن الداخلي في غزة رسالة موجهة لعدة جهات مختلفة وتستهدف العملية بالأساس المصالحة الفلسطينية واستقرار أمن قطاع غزة.

وقال عوكل في تصريح لـ« فلسطين اليوم الإخبارية »: إن هدف محاولة اغتيال أبو نعيم إحداث حالة من الارتباك والفوضى الأمنية في قطاع غزة في ظل تنفيذ المرحلة الأولى من المصالحة الفلسطينية على أرض الواقع.

وأضاف: إن الجهات التي تقف خلف تنفيذ محاولة الاغتيال تريد أن ترسل رسالة تهديد وتحذير لحركة حماس وللتأكيد على قدرتها لإحداث اختراق أمني في صفوف الحركة كما فعلت عند اغتيال الأسير المحرر مازن فقهاء.

وعن الجهات التي من الممكن أن تقف خلف العملية يرى المحلل عوكل بأن « إسرائيل » هي أول الجهات المتهمة بالوقوف خلف عملية الاغتيال لتحقيق مصالحها وتنفيذ مخططاتها بإشعال الفوضى الأمنية في غزة وإفشال المصالحة الفلسطينية، مشيراً إلى أن الجماعات المتطرفة (داعش) هي ثاني الجهات المتهمة بالوقوف خلف العملية.

وتوقع المحلل عوكل، أن تكون محاولة اغتيال أبو نعيم هي رسالة مكملة للرسالة الأولى التي نفذتها « داعش » خلال عملية اختطاف ثلاثة شبان من غزة داخل نفق على الحدود المصري قبل أيام، وإعادتهم إلى القطاع.

وعن وقت تنفيذ العملية أكد عوكل بأن وقت تنفيذ محاولة الاغتيال له دلالة مهمة جداً خاصة في وأنها تأتي في ظل المرحلة الأولى من تنفيذ المصالحة الفلسطينية على الأرض، مشيراً إلى أن المصالحة في ظل هذه العمليات ستواجه مشكلات كثيرة تجاه افشالها أو تعطيلها أو خلق مناخ يعمق أزمة الثقة بين حماس وفتح.

المخطط لتنفيذ عملية الاغتيال مطلع بشكل دقيق على المشهد الفلسطيني

من جهته يرى المحلل والكاتب السياسي الدكتور ثابت العمور، أن محاولة اغتيال اللواء أبو نعيم تأتي في وقت مهم جداً من المصالحة الفلسطينية، وهي تؤكد بأن الرجل كان صمام أمان لتنفيذ المصالحة على أرض الواقع من خلال تسليم المقرات الأمنية والوزرات الحكومية.

وقال العمور، في تصريح خاص لـ« فلسطين اليوم »: إن منفذ محاولة الاغتيال مُطلع بشكل دقيق وبكل تفاصيل المشهد السياسي على الساحة الفلسطينية وهو يعلم جيداً أن اللواء أبو نعيم رجل مهني وطني يناضل من أجل القضية الفلسطينية والوحدة الوطنية، وأن أكثر المنزعجين من تحركاته هو الاحتلال « الإسرائيلي ».

وأضاف: الاحتلال هو المتهم الأول خلف محاولة اغتيال أبو نعيم، لأن الرجل، (أسير محرر- مناضل- يتقلد منصب وموقع أمني حساس في حكومة غزة)، مشيراً إلى أن المرحلة الحالية التي تشهدها الساحة الفلسطينية من عملية تسليم حكومة غزة وزراتها إلى حكومة د. رامي الحمد الله سبباً في اتاحة الفرصة للمتربصين باللواء أبو نعيم بتنفيذ مخططاتهم واغتياله.

وفيما يتعلق باتهام « داعش » خلف العملية يرى الكاتب العمور أن أبو نعيم مستهدف من جميع الجهات ولا يُستثنى أحد، قائلاً: إذا كانت داعش تقف خلف العملية ستعلن ذلك ببيان رسمي خلال الساعات القادمة كما تعودنا في السابق بأن أي عملية تنفذها « داعش » يعقبها بيان تبني المسؤولية« .

ثأر الاحتلال وانتقام داعش

بدوره كتب المحلل السياسي حسام الدجني، أن الاحتلال »الإسرائيلي« و »داعش« يقفان وراء محاولة الاغتيال الفاشلة للواء أبو نعيم لأسباب مختلفة.

ويرى الدجني عبر تغريدة له على الفيسبوك، أن الاحتلال »الإسرائيلي" يريد الثأر من اللواء أبو نعيم وتاريخه وحاضره، بينما داعش تريد الثأر من الإنجازات التي حققها أبو نعيم في التضييق عليهم واجتثاثهم من غزة.

ولم يستثنى الدجني، توجيه أصابع الاتهام إلى جماعات المصالح سواء المحلية أو الإقليمية كون أن اللواء أبو نعيم يتبنى المصالحة ويعمل على تحقيقها قولا وفعلا.

واختلف الكاتب ناصر اليافاوي مع التحليلات السابقة حيث يرى أن لا علاقة بين محاولة اغتيال توفيق أبو نعيم وملف المصالحة الفلسطيني.

وقال اليافاوي عبر صفحته بالفيسبوك: الأقرب للواقع أن العمل المشين تقف وراءه جهات معادية للقضية، وهذا السيناريو يتماهى مع تفجيرات سيناء التي تحدث بعد التقارب المصري الفلسطيني، وكون أبو نعيم يمثل أحد أركان التقارب؛ ونتيجة تمكنه من ضبط الحدود، وشد الثغرات والمنافذ أمام العديد من الجماعات المسلحة.

وأشار إلى أن محاولة الاغتيال جاءت بطرق جبانة لا تعبر عن نقاء وتوجهات شعبنا للعيش بكرامة واستقرار.

كلمات دلالية