خبر خاتمة طيبة- معاريف

الساعة 10:15 ص|26 أكتوبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: النائبة آييلت نحميا - فيربن

(المضمون: بعد 23 سنة من ذاك اليوم التاريخي على حدود اسرائيل والاردن، محظور أن ننسى بان في الشرق الاوسط لا تكفي المصالح والقوة العسكرية بل مطلوب شبكة علاقات قوية وعميقة لضمان أمننا على مدى السنين - المصدر).

 

عندما جمع ايتان هابر رجال المكتب في غرفة الجلسات وقال لنا انه يحتاج الان لان يعنى كل واحد منا بأمر واحد فقط – الاستعدادات لاحتفال التوقيع على السلام مع الاردن - لم أسمع رفيف أجنحة التاريخ. فاليوم طواه الليل والليل طواه النهار، ونحن انشغلنا كخلية النحل في الاعدادات اللوجستية للاحتفال. وفقط عندما تلقيت الدعوة الجميلة التي صممها الحائز على جائزة اسرائيل دان رايزند وملأنا بعناية اسماء من سيحظى بالجلوس في مقدمة الاحتفال، بدأنا نفهم.

 

16 تشرين الاول 1994 كان يوما تاريخيا بالنسبة للشرق الاوسط. من الصعب بل وحتى من المخيف أن نتصور المنطقة دون هذا الاتفاق. ومع كل الارتفاعات والانخفاضات في العلاقات، فان الثبات النسبي على الحدود الشرقية هو أمر ذو أهمية استراتيجية. ولكن هذا لا يعني انه لا يمكن سحق هذه العلاقات بسهولة. فالعلاقات مع المملكة الهاشمية على مدى عشرات السنين قبل اتفاق السلام كانت وثيقة للغاية. وقد كان فهم بسيط في الجانب الاسرائيلي بانه فضلا عن المصالح، فان الاحترام ومنظومة العلاقات الشخصية هي المفتاح الدبلوماسي للهدوء النسبي.

 

لقد كتب الكثير عن شخصيات مركزية أدارت علاقات قرب مع القصر، ولا سيما مع الملك حسين الراحل – هكذا حُلت أزمات بحجم كبير كمحاولة اغتيال خالد مشعل. شبكة

 

العلاقات هذه تعاظمت الى جانب الجهود في الخلفية لحل النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني، الذي تسلل بل وسيتسلل الى اعماق العلاقة الاسرائيلية – الاردنية.

 

لقد أثارت الحادثة الاخيرة مع حارس السفارة الاسرائيلية في عمان، الذي عاد الى البلاد بسلام تساؤلات حول مدى فهم الحكومة الحالية للحاجة الى الحفاظ على بنية العلاقات مع القصر وتعزيزها. فلا بد أنه كانت حاجة لاعادة الحارس الى البلاد. ولكن صورته وهو يعانق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كانت كزق اصبع في عين الاردنيين – وهو أمر لم يكن ضروريا على نحو ظاهر.

 

كثيرون منا يتذكرون صورة اخرى من العام 1997: الملك حسين ينزل على ركبته في بيت شيمس امام عائلات البنات اللواتي قتلهن الجندي الاردني في نهرايم. وقد عبرت هذه الصورة ليس فقط عن الاحترام، الحزن والمشاركة في العزاء بل واهمية منظومة علاقات قوية ومتينة وحقيقة أنه رغم الفقدان والثكل، ثمة أمل وايمان بمستقبل افضل لابناء الشعوب في المنطقة. بعد 23 سنة من التوقيع على الاتفاق اياه والذي عرض فيه الزعيمان على « الام الاسرائيلية والام الاردنية »، مثلما قال رئيس الوزراء في حينه اسحق رابين في خطابه في الاحتفال، افقا سياسيا آخر فان مكان شبكة العلاقات هذه يتغير ويتوجب ان يقلق من يؤمن بالخيار الاقليمي. في نهاية ذاك الاسبوع الذي وقع فيه الاتفاق سافر رابين، لاول مرة دون أن يكون متخفيا، الى المغرب لحضور المؤتمر الاقتصادي الاقليمي الاول. عشرات السنين من شبكة العلاقات الخفية على العيان خرجت الى نور الشمس.

في الاحتفال اياه سمعنا رفيف أجنحة التاريخ، تماما مثلما سمع ايضا على العشب الاخضر في البيت الابيض في 1979 مع المصافحة الثلاثية لبيغن – السادات – كارتر. لاسفنا، ضعف رفيف الاجنحة جدا منذئذ، والحكومة الحالية لا تحاول خلق مسيرة سياسية طويلة المدى او تعميق موقعنا في المنطقة بوسائل دبلوماسية والدفع الى الامام بتسوية للمسألة الفلسطينية. بعد 23 سنة من ذاك اليوم التاريخي على حدود اسرائيل والاردن، محظور أن ننسى بان في الشرق الاوسط لا تكفي المصالح والقوة العسكرية بل مطلوب شبكة علاقات قوية وعميقة لضمان أمننا على مدى السنين.

 

 

 

كلمات دلالية