خبر لنصلح الديمقراطية- معاريف

الساعة 09:57 ص|24 أكتوبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: نداف هعتسني

(المضمون: رغم أقوال الرئيس، فان التشويش الخطير هذا الذي حل في نسيج الديمقراطية الاسرائيلية يجب اصلاحه. هذه هي المهامة الكبرى للائتلاف الحالي. مهامة ديمقراطية

عليا، طاهرة اليدين بقدر لا مثيل له. هذه مهامة ملزم كل انسان أن يتبناها حتى لو لم يكن تلميذ جابوتنسكي ومؤيد لبلاد اسرائيل الكاملة- المصدر).

 

كلام جميل كثير كان في الخطاب الدراماتيكي للرئيس في الكنيست أمس. ولكن اذا كان روبي ريفلين يريد ان يعرف كم أخطأ، والى اي زقاق مظلم علق في اقواله، فان عليه أن يستمع للثناء الذي اغدقوه عليه. وبالاساس عليه أن يقلق من مدائح السياسيين مثل تسيبي لفني التي تأثرت جدا من الرسمية الضائعة في خطابه. وكما ينبغي أن نتذكر فان لفني كانت من قادة المتآمرين الذين سرقوا اصوات مقترعي ومنتسبي الليكود، خانوا تعهداتهم الانتخابية واقاموا المخلوق الاسوأ الذي نشأ في اي وقت من الاوقات في السياسة الاسرائيلية – حزب كديما. مثل شارون، اولمرت، موفاز وآخرين، اجتازت لفني الخطوط وانضمت دفعة واحدة الى المعسكر المتنور، ابناء النور الذين يحمون باجسادهم « حماة الحمى ». هذا هو المعسكر الذي لا يكف عن الثناء لمن يفر من صفوف مؤيدي جابوتنسكي وبالتالي يخون كل ما أمل به فخامة الرئيس منذ البداية. وهذا هو المعسكر الذي صفق امس بجموعه لريفلين، وذلك فقط لانه عذب الائتلاف الحالي. فاي بهاء هناك في خيانة المباديء، في سرقة المقاعد، في هجر القواعد الايديولوجية التي ادعى ريفلين حتى اليوم بانه يؤمن بها؟ فليستمع الى المدائح ويبدأ بالقلق.

 

ولكن التشويش الاخطر لدى فخامة الرئيس لا ينبع من المجاملات، والبهاء الزائف. بلغة عالية وبذكر معارضته الشديدة للانقلاب الدستوري الذي أحدثه اهرون باراك، انضم ريفلين الى جوقة مناوئة. وبالفعل مثلما قال هو نفسه، فان القاضي باراك ورفاقه احدثا انقلابا ولكن لسبب ما لم يشدد على أن هذه خطوة غير شرعية، لم تنتهي ولن تصلح حتى اليوم. وقد قال ريفلين عمليا النقيض التام: قدم تأييدا لم هو نفسه هاجمه في الماضي. كان ملزما لان يقول ان هذا الانقلاب يقوض في كل يوم المبادىء الاساسية للديمقراطية، تلك الديمقراطية التي مجدها فخامة الرئيس. انقلاب اخذ الحكم من ايدي الناخبين ممن يفترض بهم ان يقرروا الطريق الذي تسير عليه الدولة والزعماء الذين يقودونها. وبدلا من أن يقول ان دولة اسرائيل لا يحكمها اليوم منتخبو الشعب، بل نخبة ضيقة، مهما كانت ذكية ومحترمة، دافع ريفلين عن المتآمرين وهاجم من جاء للاصلاح.

 

على مدى معظم السنوات التي سار فيها ريفليين في حقول الاسياسة الاسرائيلية، منذ 1977، تنزه الليكود في الحكم ولكنه لم يحكم حقا. فقد سيطر على الدولة مقررو الازمنة في المعسكر الخصم، وتحكمت بها نخب قضائية او سلطوية ليس هذا هو دورها. في كل تلك السنين، فان من أخصى قوة حكم « المعسكر الوطني » ومنعه من أن يقود وفق طريق اغلبية الناخبين، حظي بلقب « حماة الحمى » وارتفع الى مكانة القدسية. اما ريفلين فقد وفر أمس لهذا التشويه الختم الرئاسي.

 

رغم أقوال الرئيس، فان التشويش الخطير هذا الذي حل في نسيج الديمقراطية الاسرائيلية يجب اصلاحه. هذه هي المهامة الكبرى للائتلاف الحالي. مهامة ديمقراطية عليا، طاهرة اليدين بقدر لا مثيل له. هذه مهامة ملزم كل انسان أن يتبناها حتى لو لم يكن تلميذ جابوتنسكي ومؤيد لبلاد اسرائيل الكاملة.

 

ما الذي يجعل فخامة الرئيس ينسى من اين جاء والى اين يسير، ويتبنى عالما من المفاهيم معاكسا حول الديمقراطية يمكن لنا فقط أن نخمن. اذا كان السبب يكمن في الحساب العسير الذي لديه مع بنيامين نتنياهو، فقد حان الوقت لان يصحو. فنتنياهو بعيد عن ان يكون وليا. وبالفعل يوجد الكثير مما يمكن انتقاده في سلوكه، ولكن هذا ليس سببا لقلب العالم رأسا على عقب والوقوف ضد المهامة الاهم الا وهي اصلاح الديمقراطية الاسرائيلية.

كلمات دلالية