خبر الغاء عرض فيلم في رام الله بزعم تشجيعه للتطبيع- هآرتس

الساعة 09:51 ص|24 أكتوبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: عميره هاس

(المضمون: بلدية رام الله بضغط من نشطاء حركة المقاطعة الاكاديمية لاسرائيل الذين هددوا بالتظاهر، قامت بالغاء فيلم « ملف رقم 23 »، ومن عارضوا هذا الالغاء اعتبروه انتصار للزعرنة والشعبوية الفارغة - المصدر).

 

في اعقاب مطالبة نشطاء المقاطعة الاكاديمية والثقافية لاسرائيل و« شباب ضد التطبيع »، قامت بلدية رام الله بالغاء عرض فيلم « ملف رقم 23 » للمخرج اللبناني زياد دويري، والذي اسمه بالانجليزية « الاهانة ». هذا الفيلم كان سيختتم يوم أمس مهرجان الافلام السنوي الرابع « ايام سينمائية » الذي اقيم في خمس مدن فلسطينية. وموضوع الفيلم هو مواجهة لفظية تطورت الى مواجهة جسدية وقضائية بين لاجيء فلسطيني ولبناني مسيحي.

 

نشطاء المقاطعة ومؤيدوها يرون في عرض الفيلم – في اطار مهرجان برعاية البلدية ووزارة الثقافة الفلسطينية – تشجيعا للتطبيع مع اسرائيل، لأنه قبل خمس سنوات صور المخرج فيلمه السابق « الهجوم » في اسرائيل، ورغم الانتقادات لم يتراجع عن ذلك حتى الآن. بلدية رام الله بررت هذا الموقف بضرورة الحفاظ على سلامة الجمهور. وحسب مصادر فلسطينية فقد ضغطت اجهزة

 

الامن الفلسطينية على البلدية من اجل الغاء العرض، لا سيما عندما علمت أنهم يخططون لاجراء مظاهرة احتجاج امام قصر الثقافة اثناء عرض الفيلم.

 

في الاعلان الاول لحركة « الحملة الفلسطينية للمقاطعة الاكاديمية والثقافية لاسرائيل » (باكبي)، الذي نشر يوم السبت، باركت الحركة المهرجان وباركت الممثل المقدسي كامل الباشا الذي حصل على جائزة الممثل المتميز في مهرجان السينما الدولي في فينيسيا (لكنها لم تشر الى أنه حصل على الجائزة بسبب مشاركته بفيلم « ملف رقم 23 »). وفي الاعلان بينت الحركة أن الفيلم الحالي لا يمثل التطبيع، خلافا لفيلم دويري السابق. « التعامل مع اسرائيل على أنها دولة طبيعية يعادل المشاركة في الحرب الاعلامية لها »، كتب في الاعلان الذي دعا الى نقاش مفتوح مع منتجي الافلام الفلسطينية حول مباديء محاربة التطبيع. وبعد احتجاج متصفحون كثيرون على أن موقف اعلامي غير واضح حول عرض الفيلم، نشر في اليوم التالي اعلان آخر للحركة طلبت فيه الغاء العرض « لمنع المخرج من استغلال عرض الفيلم في فلسطين المحتلة لتشجيع التطبيع في العالم العربي ».

 

قبل ذلك نشر « شباب ضد التطبيع » اعلانا بلهجة أكثر شدة من اعلان حركة المقاطعة، بل ودعوها للعمل حسب القواعد التي وضعتها. وقد كتب في هذا الاعلان أن ادارة المهرجان رفضت الغاء العرض. « عرض الفيلم في مهرجان فلسطيني يعتبر اهانة لجميع الفلسطينيين والأحرار الذين يؤيدون القضية الفلسطينية. ومن المخجل أن دويري الذي طرد من مهرجانات في لبنان وتونس، يتم عرض انتاجه في رام الله في مهرجان يدعو الى دعم السينما المقاومة ». هكذا كتب في الاعلان الذي كان كما يبدو الدفعة الاخيرة لقرار الغاء العرض.

 

وقد كتب ايضا في الاعلان أن « التبرير القائل إنه يشارك في الفيلم فنان فلسطيني لا يُحل التطبيع ولا يعفو عنه، بل فقط يثير تساؤلات الفنانين الفلسطينيين وحدود اختياراتهم في التعاون الفني. اعلان حركة المقاطعة اكتفى بالقول إن عرض الفيلم يشجع التطبيع. وحسب رأينا هذا القول كاف لالغاء العرض ». أول أمس بعد الظهر أعلنت البلدية عن الغاء العرض.

 

حسب ما نشر في الصحف الفلسطينية كرد على الغاء العرض، أعلن الممثل الباشا أنه سيقاطع من هذه اللحظة حركة المقاطعة الفلسطينية ولن يحترم قراراتها. النقاش في الفيس بوك الذي ركز في الايام الاخيرة على العرض نفسه، تطور الى نقاش حول الالغاء. والذين أيدوا الالغاء كتبوا

ملاحظات مثل « الغاء العرض يعتبر رسالة للمخرج وليس لفكرة الفيلم ». ومن عارضوا الغاء العرض رأوا فيه انتصار « للزعرنة والشعبوية الفارغة » ومس بحرية الرأي والتعبير.

كلمات دلالية