خبر عمل غير مفضل.. اسرائيل اليوم

الساعة 03:26 م|20 أكتوبر 2017

بقلم

(المضمون: آفي غباي تخلى عن المنافسة التي لا أمل منها في اليسار، وغمز لليمين وخرج للبحث عن اهداف جديدة. واستقالة زهافا غلئون هي خطوة في طريق اعتزالها للسياسة. خطة د. عنات باركو لنقل القرى العربية المحيطة بالقدس الى سيطرة مدنية عربية هو مثابة عقاب للعرب وليس فائدة لهم - المصدر).

للمرة الاولى منذ انتخاب نتنياهو لرئاسة الحكومة في 2009، يبدو أنه في معسكر اليسار بدأ العد التنازلي. فبعد ثماني سنوات من محاولة تسويق الاختيار بين « يأس نتنياهو » و« أملهم »، وسحروا بنظرية أكل لحوم البشر التي تقول إن على الحزب الكبير في الكتلة أن يكون هكذا بكل ثمن، ايضا على حساب شركاء محتملين من نفس المعسكر، جاء هذا الاسبوع آفي غياب وعمل المطلوب: ترك المنافسة التي لا أمل منها داخل اليسار وخرج للبحث عن اهداف جديدة من اجل أن يحتلها.

هذا الامر ليس سهلا. في السنوات الاخيرة سيطرت على الجناح اليساري تيارات راديكالية لا تمكن مرشح المعسكر، الاحرى من يترأسه، من الانحراف يمينا أو يسارا عن الطريق التآمري المشبع بالكراهية المفروضة عليه من الأعلى.

إن كل من يحاول الانحراف عن الطريق، فقط لاعتبارات تكتيكية وانتخابية، سيجد نفسه بسرعة وقد اجتث من اعمدة التحليل في « هآرتس » ومن الشبكات الاجتماعية الممولة من صناديق تؤيد العرب ومن قبل صحافيين كبار عزيز على قلوبهم مصير هذا المعسكر بشكل خاص.

من طريق ايديولوجي منظم ارتكز في الاساس على الاحلام، التي لها علاقة ما بواقع سياسي وأمني، تحول معسكر اليسار مع مرور الوقت الى جسم يشبه الطائفة.

ليس فقط بسبب فقدان العلاقة مع العالم الحقيقي، عندما يتمسك المتشددون بنهجهم من خلال رؤيا ايمانية، تقريبا دينية، والتي تتحطم المرة تلو الاخرى على ارض الواقع، ولكن في الاساس سبب النظام التراتبي الذي تملك المعسكر، مثل الترتيب العسكري لمليشيا عنيفة وفاسدة تفضل بين الفينة والاخرى تصفية خصومها، وتوجيه السلاح الى داخل البيت وتصفية رؤسائها.

إن تصحيح الخط يجب أن يكون كاملا. في المعسكر الليبرالي لا يوجد مكان لاستقلال التفكير، وإلا سيتم التشهير بك ويتم طردك من المعسكر. اسألوا يئير لبيد. لاعتبارات سياسية صحيحة اختار لبيد التصرف الرسمي، الذي أدى الى وصول نتنياهو الى الحكم: مهاجمة الحكومة فقط عند الحاجة، ادانتها عندما يكون ذلك مطلوبا، ترك الخطاب المليء بالكراهية، احتقار التقاليد اليهودية والقيم المحافظة.

هذا كان كافيا لهم من اجل تحويل لبيد الى شخصية للاستهزاء وتصويره كشخص ليس له رأي. هكذا ايضا عملوا ببوجي هرتسوغ الذي تجرأ على اجراء المفاوضات مع نتنياهو حول الانضمام الى الحكومة. وقبله مع شيلي يحيموفيتش التي اخفت موقفها اليساري بعد انتخابها لرئاسة حزب العمل.

الآن جاء دور آفي غباي. بعد أن تم حمله على الاكتاف كمخص المعسكر، وبعد أن فرضت عليه من قبل رؤساء المليشيا الليبرالية المشاركة في المظاهرة امام منزل المستشار القانوني للحكومة، تقريبا خلافا لارادته، قرر غباي في هذا الاسبوع شق طريق مستقل، أن يغمر لليمين وأن يمجد المستوطنات. وهذا لم يعجبهم.

الامر يتعلق بعمل لا يتم عمله حتى في خيالهم، حيث أن طريقة ابتلاع كل اليسار من قبل حزب واحد، فشلت ثلاث مرات – هذا لا يعنيهم. إن كراهيتهم لنتنياهو هي فقط تقويه وتعزز صورة المضطهد – هذا لا يجعلهم يغيرون القرص. هذا هو الاسلوب ولا يوجد غيره. والويل لمن لا يخضع.

إن تغيير الخط الذي اختاره غباي لا يضمن النجاح، ويبدو أن امكانية نجاح حزب العمل في الانتخابات ما زالت بعيدة. حيث أنهم في الليكود سيعملون كل ما في استطاعتهم لعرض غباي كيساري يلبس قناع مثل لبيد. لأنه خلافا لما يعتقدونه حقا في اليسار، فان الجمهور لا يصوت لنتنياهو فقط بسبب نتنياهو، بل لأنه يعتقد أن طريقهم خطيرة ومليئة بالكوارث.

غباي فهم في هذا الاسبوع ما ترفض الاغلبية في معسكره أن تفهمه، أنه في نظر جمهور واسع جدا، السيجار والهدايا ومنافع اخرى، لا تساوي شيئا مقارنة بالانسحابات والصواريخ التي سيسببها الطرف الثاني. ولكن غباي على الاقل تخلى عن الطريق التي فشلت.

لقد مرت ثماني سنوات منذ النصيحة التي قدمها حاييم رامون لتسيبي لفني، وهي عدم الانضمام لحكومة نتنياهو. لأنه « خلال نصف سنة سيسقط ». في هذا الاسبوع جاء رامون مرة اخرى وعبر موجات الاثير مع تسيبي لفني لتفسير لماذا غباي مخطيء.

تركت البوتيك

في حزب مثل ميرتس، لا يوجد الكثير من الاحتمالات لاحتلال العناوين وخلق الاهتمام بالاجندة اليومية للجمهور. لهذا كان مطلوبا من رئيسة الحزب، زهافا غلئون، القيام بخطوة دراماتيكية مثل الاستقالة من الكنيست.

غلئون تعتقد أنه في هذا الوقت، وصل حزب ميرتس الى نقطة الحسم، أن يكون أو لا يكون. أي « أكل لحوم البشر » لليسار هو الذي يمنع نمو ميرتس، حيث أنه مرة تلو اخرى ينجح الحزب الكبير في الكتلة في أخذ مقاعد على حساب ميرتس. لهذا فان غلئون لا تستوعب أنه ما زال في حزبها من يمنعون اجراء الانتخابات التمهيدية. استقالتها من الكنيست كانت الخطوة الاولى فقط، في الطريق الى اعتزالها من السياسة بشكل كامل.

القدس لن تقسم أبداً

قرر الكابنت في هذا الاسبوع عدم اجراء المفاوضات السياسية مع نظام يضم منظمة ارهابية، وذلك في اعقاب اتفاق المصالحة بين فتح وحماس. ولكن الآن بالتحديد، هناك في الليكود من يعملون على ضم قرى عربية في حدود العاصمة ونقلها الى سيطرة عربية مدنية. وحسب اقوال المبادرة لهذه الخطوة، د. عنات باركو، فان الخطة التي نشرتها تحظى بتأييد الليكود. ولكن في هذه المرحلة يخشى اصدقاءها من الحديث بشكل صريح عن تأييدهم للخطة التي تضم بنود لتقسيم القدس.

« كثيرون في الليكود يعتقدون أن قرى مثل جبل المكبر وصور باهر وشعفاط وقرى اخرى محيطة بالقدس، مع سكانها، لم تكن في أي يوم قبلة لصلاة اليهود نحو القدس »، قالت باركو.

حسب اقوال باركو « لا يوجد يهودي له عقل، لا يقوم بانتقاد الحياة اليومية في هذه القرى. هذه المناطق كانت جزء من ارض اسرائيل التوراتية، لكنها لم تكن في أي يوم جزء من القدس. »ضفتين لنهر الاردن، ضفة لنا والاخرى لنا« ، هذه مقولة أبدية، لكن الواضع يصفعنا على وجوهنا، لهذا يجب العمل من اجل أمن الدولة، ووفقا للحاجة ».

إن المطلع على الحقائق يدرك أن القرى المحيطة بالقدس تشكل عبئا امنيا وسياسيا واقتصاديا وديمغرافيا. إن مساعدة سكان هذه القرى للارهاب واضحة. والكثيرون منهم يتهربون من دفع الضرائب ويقومون بالبناء بلا ترخيص. من الجهة اخرى، تكلفة الحفاظ عليهم من حيث ما يدفع لهم من التأمين الوطني والتأمين الصحي والبنى التحتية ومصروفات اخرى، هي عبء كبير على الاقتصاد.

وحسب اقوال باركو « القدس لن تقسم أبدا، ليس البلدة القديمة وليس الحوض المقدس. الاحياء اليهودية المحيطة بها ستستمر في كونها جزء من القدس، الممر الى معاليه ادوميم »إي 1« سيقام، وكل هذه ستبقى تحت سيادة اسرائيل كجزء من عاصمتها الموحدة. التخلي عن القرى المحيطة ليست تنازلا للعرب، بل عقابا بالنسبة لهم. سيضطرون لتحمل مسؤولية توفير مصدر الرزق وادارة شؤونهم ».

كلمات دلالية