خبر أوساط أمنية إسرائيلية: لا هجوم على غزة فالوقت أصبح متأخراً ..القسام يحذّر الاحتلال

الساعة 05:25 ص|19 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم : القدس المحتلة

في وقت تبث وسائل الإعلام الإسرائيلية الانطباع بأن التهدئة في قطاع غزة انتهت وأن إسرائيل على شفا القيام بعملية عسكرية واسعة في قطاع غزة، يواصل أركان الدولة العبرية اعتماد لغة أكثر حذراً في تعاطيهم مع الموضوع، وسط تسريبات من المؤسسة الأمنية بأن الخطط جاهزة في الأدراج، لكنها في انتظار قرار سياسي بإخراجها إلى حيز الوجود.

ودافع وزير الحرب الإسرائيلي أيهود باراك في حديث مع صحيفة هآرتس ينشر كاملاً اليوم، عن قرار الحكومة قبل ستة أشهر في إبرام التهدئة في القطاع، وقال إن "القرار لم يكن خطأ"، وانه ما زال متفائلاً بعدم انهيارها.

وكرر: "إذا استمر الهدوء، فسيسود الهدوء، وإذا انهارت التهدئة، فسنتحرك"، وأضاف أن إسرائيل "لا ترتدع عن القيام بعمل عسكري واسع، لكننا لا نهرول نحوه ... نحن سنقرّ خطواتنا الصحيحة في كل مرحلة، وسنختار المكان والزمان المناسبين".

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن أوساط أمنية إسرائيلية أن المداولات المتواصلة لأذرع المؤسسة الأمنية أفضت إلى أن الجيش الإسرائيلي لن يقوم بعملية عسكرية واسعة في القطاع إلا في حال وقع عدد كبير من القتلى الإسرائيليين نتيجة قصف الصواريخ انطلاقاً من غزة.

وكتب المعلق العسكري في الصحيفة أليكس فيشمان أن "الوقت أصبح متأخراً لتقوم إسرائيل بهجوم على القطاع، فالأحصنة هربت من اسطبلاتها برعاية التهدئة"، كناية عن استعدادات المقاومة لصد أي عدوان.

على صعيدٍ متصل، أعلنت كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة "حماس" بأن التهدئة بينهم وبين دولة الاحتلال قد انتهت تماماً، ولن يتم تمديدها نتيجة لتنكّر الاحتلال لشروطها واستحقاقاتها الأساسية، محذرةً من أن أي عدوان سيفتح المعركة على مصراعيها وسيواجه برد مؤلم وقاس.

وأشارت الكتائب في بيان لها نشر على موقعها الإلكتروني، إلى أن اتفاق التهدئة الذي رعته جمهورية مصر العربية بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال ينتهي في تمام الساعة السادسة من صباح اليوم الجمعة وأن الاحتلال لم يلتزم بشروط التهدئة والمتمثلة في وقف العدوان ورفع الحصار وفتح المعابر ثم نقل التهدئة إلى الضفة الغربية.

وأفادت أنها رصدت خلال التهدئة انتهاكات خطيرة وفاضحة للاحتلال بلغت حد اغتيال وقتل أكثر من عشرين شهيداً، وجرح واعتقال العشرات، إضافةً إلى عشرات عمليات القصف والتوغل والاستهداف، مشيرة إلى أن الاحتلال تجاهل القضية الأساسية في هذا الاتفاق- بشهادة مصر - و هي إنهاء الحصار وفتح المعابر.

وحمّلت كتائب القسام الدولة العبرية المسئولية الكاملة عن خرق وانتهاك وإنهاءها، وقالت:"فقد أجهض الاحتلال هذه التهدئة مبكّراً وأوصد الأبواب في سبيل تمديدها أو تجديدها".

وأضاف البيان:" إن كتائب القسام – ومعها فصائل المقاومة- سوف تتصرف وتتحرك على الأرض بما تمليه مسئولياتها وواجباتها الوطنية في إطار مشروع التحرر الوطني الذي تعمل من أجل تحقيقه".

وحذّرت كتائب القسام الحكومة الإسرائيلية من أن أي عدوان على قطاع غزة أو ارتكاب جرائم جديدة فيه، مؤكدا أن ذلك سيفتح المعركة على مصراعيها وسيواجه الاحتلال بردٍ قاس ومؤلم.

وأكدت الكتائب أنهم سيبقوا الأوفياء لدماء الشهداء والجرحى، ولعذابات الأسرى وآلام وآمال أبناء الشعب الفلسطيني، وسيبقوا رافعين لواء الجهاد والمقاومة في وجه الاحتلال.