خبر عصر شي في الصين- يديعوت

الساعة 10:22 ص|19 أكتوبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: تداف ايال

(المضمون: خطط شاي الطموحة – الطريق الحريري، بنك التنمية الصيني – ستشكل انفاقا هائلا للدولة ونتائجها ستأتي على ما يبدو بعد عقود. اضافة الى ذلك، هناك عدم استقرار اساسي في كل دولة ليست ديمقراطية؛ فهو يختبىء عن العين الى أن يتفجر - المصدر).

ذات مرة أشرت الى صديق من الصين بان زعيم الدولة الحالي، الرئيس شي جن فينغ، هو الاقوى منذ مؤسس الصين الشيوعية ماو تسي تونغ. فأجاب الصيني « أو لا، تماما لا. فالرئيس شي اقوى بكثير من رئيس الحزب ماو. فماو لم يعرف ما يفكر به الناس – أما شي فيعرف ».

 

كان هذا القول رنين ايقاظ دقيق. فقبل خمس سنوات تسلم الرئيس شي مهام منصبه رسميا، واكتشف دولة وحزبا في سياقات اهتزاز عميقة: قصص الفساد نشرت عن المستويات الاعلى في النظام، ومعها انكشفت مؤامرات بيزنطية من القتل والتنحية. الحزب – الهيئة الاهم في الصين – كان محملا بالاجنحة وفروع الاجنحة. في دولة صغيرة من السهل نسبيا أن نفهم السياسة المحلية، اما في الصين فأكثر من 1.3 مليار نسمة والحزب الشيوعي يعد بالملايين. وتنقسم القوة بين اقاليم كبرى، وتتوزع من اللجنة الدائمة حتى أمين سر الحزب في قرية نائية في شمال الصين. في مثل هذا الواقع، فان التحدي الاكبر لكل زعامة صينية هو أولا وقبل كل شيء فهم خرائط القوة، تشخيصها واستخدامها من أجل البقاء.

 

لقد تسلم شي مهام منصبه بعصف، باسلوب مختلف جدا عن كل اسلافه – على الاقل حتى ماو. فقد خافت الزعامة الصيني جدا من تركيز القوة في يد شخصية فرد – الدرس البشع من الثورة الثقافية الاجرامية التي حركها ماو في نهاية الستينيات. فمبدأ القيادة الجماعية يعتبر مقدسا، ولكن عندها جاء الامين العام الجديد شي وحطمه تماما. القيادة الجماعية انشأت عالما من الانقسام وعليه فقد بدأ الرئيس الجديد يجمع اليه القوة – في الجيش، في الاقتصاد، في التعليم وفي العلوم.

 

وقد نفذ خطة تعسفية لمكافحة الفساد وأبلغ النشطاء الشبعى من الحزب الشيوعي بان امسيات الشرب واللهو انتهت. وأمر كبار رجالات الحزب بمشاهدة افلام عن انهيار الاتحاد السوفياتي وشرح لهم شي بان هذا ما يمكن ان يحصل في الصين اذا فقد الحزب نفوذه في الجمهور. وتقلصت حجوم حرية التعبير، والصين تستخدم استخداما واسعا الشبكات الاجتماعية من أجل ملاحقة مواطنيها (هكذا يعرف شي ما يفكر به الناس). وقد تم هذا ليس فقط للتجسس على معارضي النظام بل وايضا، وبالاساس، لفهم ما هو الرأي العام، ما هي نقاط الغضب والفرح العامة، ولتوجيه مقدرات الحزب.

 

بعد خمس سنوات من ذلك، في نظرة خارجية، يخيل أن شي نجح في عملية تركيزه للقوة. فالحملة ضد الفساد مسجلة على اسمه، وولايته الثانية مضمونة. المؤتمر الـ 19 للحزب، والذي انعقد هذا الاسبوع، من المتوقع أن يؤدي الى مكتب سياسي كله وكليله من الموالين لشي. فقد انتهت ايام الحلول الوسط بين الاجنحة الحزبية: يوجد فقط جناح واحد. جناحه. ستسمعون الكثير من الانباء في الاسابيع القريبة من العالم ولكن الاهم بينها هي التطورات في هذا المؤتمر. فسياسة ومكانة شي ستؤثران اكثر من كل تغريدة لترامب على الاقتصاد العالمي، الامن الدولي – وملف تقاعدكم.

 

ان التحديات التي تقف امام الصين هي تحديات هائلة. فأكثر من ثلث من المليارات في العالم هم صينيون، ولكن بتعابير الناتج للفرد لا تزال هذه دولة فقيرة. فسياسة الطفل الوحيد التي اتخذها النظام الشيوعي خلقت حفرة ديمغرافية ستؤدي الى مشاكل حادة في سوق العمل. وقد اعتادت الصين على مدى عقود على نمو من منزلتين تقريبا، والان، بشكل شبه طبيعي لنجاحها، هبط النمو بشدة. فالدور الحكومة في الاعمال التجارية الخاصة لا يتقلص، بل يتعزز، مشكلة فائض الانتاج (مؤشر على اعتبارات ليست العرض والطلب) يواصل الاثقال على امكانيات الاقتصاد السليم. وخطط شاي الطموحة – الطريق الحريري، بنك التنمية الصيني – ستشكل انفاقا هائلا للدولة ونتائجها ستأتي على ما يبدو بعد عقود. اضافة الى ذلك، هناك عدم استقرار اساسي في كل دولة ليست ديمقراطية؛ فهو يختبىء عن العين الى أن يتفجر.

 

مقابل هذا تضع القيادة الصينية فكرة « الحلم الصيني »، تحسين الحياة للمواطن الصيني وخلق طبقة وسطى مستقرة، وكذا الرغبة في تحويل الصين من قوة عظمى قيد الانتظار الى قوة عظمى، نقطة. هذه رحلة استثنائية مع رؤيا تاريخية طموحة، والرحلة اليها تبدأ هذا الاسبوع في مؤتمر الحزب في بيجين.

كلمات دلالية