خبر المنشَد.. صاحب الحكم الفصل.. في قضايا العرض والقتل

الساعة 01:18 م|16 أكتوبر 2017

فلسطين اليوم

أثارت قضية الاحكام الصادرة عن المنشَد العشائري في قضية مقتل المغدورة نفين العواودة من بلدة دورا جنوب مدينة الخليل جُملةً من الاستفسارات حول ماهية المنشَد في القضاء العشائري الفلسطيني وظروف انعقاده والأحكام الصادرة عنه.

 والمنشَد هو أعلى سلطة في القضاء العشائري، ويتم اللجوء إليه في حل الخلافات التي يستعصي حلها في جلسات القضاء العشائري العادية، أو يُخص المنشَد بها وتحديدا عندما يتعلق الأمر في قضايا تتعلق بالعرض والشرف وحالات القتل، ليتم إصدار عقوبات صارمة، للحد من انتشار الجريمة.

 وأوضح القاضي العشائري ضيف الله أبو داهوك، قاضي منشَدْ المغدورة نفين العواودة، أن “المنشَد أعلى مرتبة في القضاء العشائري، ويكون حكمه مغلظاً في كل حالاته، وقاضي المنشد هو تشريعي يشرع تشريعا في أحكام مغلظة”.

الحالات التي يعقد فيها

ولفت إلى أنه عادةً ما يُصدر حكماً مغلظاً في القضايا التي يتم اللجوء فيها له، ويعقد بالعادة في القضايا المتعلقة بالشرف والعرض والقتل، وفي حالات الاعتراف، ويستخدم في حماية كفالة “الوجه” والدخالة، وحماية حرمة البيوت.

 أضاف أن المنشد له ميزاته، من حيث كفلاء الدفع، وأحكام القهوة وأحكام الطعام، والرايات البيضاء، وأن هناك جاهات تعمل على تخفيف الحكم، تحديداً في القضايا المادية، وأنه في النهاية يتم تخفيضه، إلا أن الهدف منه هو الردع والتخفيف من الجريمة.

 وأكد أبو داهوك إلى أن الهدف من المنشَد هو تحقيق حكم رادع، وأنه يتم اللجوء عليه بالعادة للمحافظة على الأعراض، حتى لا يتم الاعتداء عليها.

 

 

آليات المنشد

وبين المؤرخ الراحل عادل محمد حجة في كتابه عن القضاء العشائري أنه نظراً لاهتمام العرف العشائري بقضايا العرض فقد أسند أهم قضاياه وبخاصة صائحة الضحى إلى موقع عشائري متميز هو المنشد، ودور المنشد نوع من التحكيم لكنه مستقل بقضايا العرض للحفاظ على الشرف والكرامة ورد الاعتبار، والتأديب والردع، خوفاً من انتشار الفاحشة.

والمنشد يقوم بعلاج الأمر بطريقة حازمة وعقوبات مشددة، وغالباً ما يكون دور المنشد في قضايا الاعتراف، أو فيما يحيله القضاة إليه من قضايا العرض، وفي حالة اعتراف الجاني بالاعتداء على العرض وإصرار صاحب الحق، المعتدى على عرضه بطلب الحل عن طريق المنشد فله ذلك.

قاضي المَنشَد

ويقوم بدور المنشد شخص من الوجوه العشائرية ذات الموقع المتميز بقدرته وكفاءته في ميدان العرف العشائري، أجمع عليه المجتمع، وأجمع عليه أهل الحل والعقد في الأمور العشائرية، ليكون حَكماً في قضايا العرض، ويكون كذلك مرجعاً لما ضَلَ عنه القضاة والمحكمون.

 أما في حال وجود لجنة للإصلاح فيمكن أن تتولى مجتمعة القيام بدور المنشد، أو أن تختار أحد أعضائها ليقوم بهذا الدور على أن يكون

مسؤولاً عن قراراته أمام تلك اللجنة بما يشبه الحق المنشود عنه لضمان العدالة والإنصاف.

يذكر أن القانون العشائري في فلسطين جزء من النظام العام، وشكلت السلطة الوطنية الفلسطينية دائرة شؤون العشائر وألحقتها بوزارة الداخلية في العام ١٩٩٤، تأكيداً على أهمية القضاء العشائري جنباً إلى جنب مع القانون المدني.

كلمات دلالية