خبر التمكين للحكومة... كتب رئيس التحرير خالد صادق

الساعة 01:00 م|16 أكتوبر 2017

إذا أردت إفساح مجال للمناورة والمماطلة والتسويف, فأطلق مصطلحا فضفاضا يمكنك ان تناور به وتستخدمه كيفما تشاء وتبقى تدور في محيطه دون ان تصل لخط النهاية, واليوم أصبحنا نسمع مصطلحا جديدا يردده طرفا الانقسام بشكل مستفز وهو ان النقطة الأولى في الحوار بين الطرفين كانت عن مرحلة التمكين لحكومة الوفاق قبل الشروع في أي خطوات ايجابية لرفع العقوبات التي فرضتها السلطة على قطاع غزة, والحقيقة ان المواطن اخذ يضرب أخماسا في أسداس ليعرف ما معنى التمكين, فهو بحسن نيته كان يعتقد ان التمكين للحكومة يعني حل اللجنة الإدارية, واستلام حكومة الوفاق لمهامها, خاصة بعد ان أبدت حماس استعدادها للتسليم فورا دون قيد أو شرط, لكن المواطن البسيط «صاحب التفكير المحدود» لم يكن يدرك مفهوم السادة الوزراء وحكومة الوفاق للتمكين, فطالب بأن يفهم معنى التمكين للحكومة حسب رؤيتهم, فاختلفوا في التعريف, منهم من قال حتى يقول سيادة الرئيس محمود عباس بوضوح باشروا مهامكم, ومنهم من قال نتسلم الوزارات والمعابر ونديرها بأنفسنا دون تدخل من احد, ومنهم من قال حتى نتسلم الأموال والضرائب والصكوك, دون شراكة مع احد, ومنهم من قال حتى نسكن الموظفين التابعين لنا في مناصبهم دون اعتراض من احد, ومنهم من ذهب لأبعد من ذلك وقال حتى نرى حلا لمشكلة موظفي غزة, ومنهم من اجمع على كل هذه الخطوات جملة واحدة دون التنازل عن أي منها.

هذا يا سادة يعني بوضوح ان المواطن الغزي سيبقى تحت طائلة العقوبات المفروضة عليه, بحجة مرحلة التمكين, وسيبقى تحت رحمة هذا وذاك إلى ان تجمع الآراء على انتهاء مرحلة التمكين والدخول في مرحلة جديدة من الحوار الثنائي بين طرفي الانقسام, وهى مرحلة «الجدية», والتي تعني البدء في مناقشة القضايا الخلافية كقضية الموظفين, والمعابر, والأمن, والغريب ان حماس ناقشت في بداية الحوار تفاصيل كل الملفات المطروحة, وأبقت العقوبات المفروضة من السلطة على قطاع غزة لحسن نية محمود عباس, رغم ان محمود عباس قال بوضوح ان هذه العقوبات هي التي أجبرت حماس على السعي للمصالحة وإنهاء الانقسام, وهذا يعني انه سيبقيها ورقة في يده للضغط على حركة حماس,وانتزاع المزيد من التنازلات منها, خاصة في تلك القضايا العالقة والتي تحتاج إلى جهود مضنية للتغلب عليها.

ان الذي أدخلنا في ما تسمى بمرحلة التمكين, هو سوء النوايا وعدم الثقة بالطرف الأخر, لأن هناك من وزراء حكومة الوفاق من يعتقد ان الشيطان دائما يكمن في التفاصيل, وهم غير واثقين من خطوات التسليم والتسلم التي اتخذتها أو ستتخذها حماس, خاصة مع عودة موظفي رام الله لاستلام مهامهم, حيث يمكن لهذا ان يؤدي لبدء الصراعات والتنافس بين الطرفين, ويخشى مسؤولون في «فتح» أن يتوقف الاتفاق عند المرحلة الأولى التي ستتحمل فيها حكومتهم الأعباء الكبيرة , ويذهب بعضهم إلى حد اعتبار مثل هذه السيناريوهات فخاً من حركة «حماس» للتخلص من أعباء الحكم وإلقائه في حضن السلطة, لذلك يحاولون وضع كل الضمانات الممكنة للاستمرار في تطبيق كل مراحل الاتفاق, وهذا يتطلب حسب رأيهم استمرار العقوبات على غزة حتى الوصول إلى المراحل النهائية للتسليم والتسلم التي ترضي السلطة ورئيسها ورئيس وزرائها والوزراء.

أخيرا فان الناطق باسم حكومة الوفاق الوطني يوسف المحمود قال: «إن اتخاذ الحكومة لأي إجراءات عملية في سياق تفاهمات المصالحة الفلسطينية مرهون بقرار من القيادة، ونحن بانتظار تعليمات وقرارات القيادة لتفعيل الحكومة ولا نعرف متى من الممكن أن تصدر عن القيادة الفلسطينية قرارات بشأن التعامل مع مختلف الملفات في قطاع غزة وعلى الرغم من ذلك إلا أن الأمور تسير بإيجابية كبيرة منذ توقيع تفاهمات القاهرة» طيب إذا كان هذا الموقف متخذاً والأمور تسير بايجابية كبيرة, فكيف سيكون الموقف ان كانت هناك عقبات أو خلافات تعترض المصالحة, لا ادري هل هو سؤال مشروع أم ان هناك من يسوؤه مثل هذه التساؤلات, لكن إذا اعترضنا احد من هؤلاء, فنتمنى عليه ان يحدد مفهوما واضحا لتعريف كلمة «تمكين الحكومة» حتى لا نبقى ندور في دوائر مغلقة ليس لها نهاية, وندرك بالفعل أننا وصول لمرحلة التمكين.

كلمات دلالية