خبر غباي، القطار الى بلفور يمر عبر سخنين- هآرتس

الساعة 10:23 ص|16 أكتوبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: عودة بشارات

(المضمون: القطار الذي يوصل الى مقر رئاسة الحكومة يمر بالضرورة في القرى العربية، وليس عبثا أن يحاول اليمين منع مرور القطار الحقيقي في القرى العربية - المصدر).

عندما يصرح رئيس حزب العمل آفي غباي بأنه لن يكون في الحكومة مع القائمة المشتركة، فانه عمليا يتنازل عن رئاسة الحكومة، حيث أنه اذا لم تدعمه القائمة المشتركة فلن تكون له فرصة لتشكيل الحكومة. لأنه يوجد لليمين المتطرف اغلبية في اوساط الجمهور الاسرائيلي.

هناك من يقولون أن تصريح غباي هو خطوة تكتيكية تهدف الى زيادة فرصه في الوصول الى رئاسة الحكومة. وهو يعطي اشارات بأنه مصنوع من مادة قومية مناوئة للعرب، على صيغة اقوال اسحق هرتسوغ، الرئيس السابق لحزب العمل، بأنه محظور الظهور كمحبين للعرب. لذلك تنضج مناورة بارعة: عشية الانتخابات غباي يقصي العرب، وفي يوم الحساب واثناء تشكيل الحكومة ينضم اليهم ويحظى بالمنصب المرغوب فيه. واليكم تصريح آخر قاطع: كل تقنع بقناع اليمين يبعدك. صحيح أن الجمهور وطني لكنه ليس غبيا، فهو يفضل الأصل. من جهة اخرى هناك

 

من يقولون إن غباي من خلال تصريح الاقصاء تنازل عن امكانية أن يصبح رئيسا للحكومة، وفي هذه الاثناء يقوم بتأهيل نفسه كي يصبح جزء من الائتلاف المستقبلي مع اليمين. ومن المهم تذكر أنه عندما كان الوضع مختلفا فان رئيس الحكومة الذي انتخب في انتخابات مباشرة، اهود باراك، فضل الارتباط بحزب المفدال اليميني وابعاد الجمهور العربي الذي منحه 95 في المئة من اصواته.

 

أنا أراهن على أن هذه هي نية غباي، أن يعد نفسه ليكون جزء من العائلة. وعندما سأل الصحافي روعي كاتس، غباي – في نفس المناسبة في بئر السبع التي صرح فيها تصريحه الجاحد – عن تمكنه من اللغة الانجليزية (بعد طرح أحد مقربي نتنياهو هذا الموضوع العنصري)، بدل أن يرفض السؤال باستخفاف، انطلق غباي بحوار باللغة الانجليزية الطليقة وكأنه طالب في الصف الثامن، يريد اظهار قدرته أمام استاذه المحبوب. أجل، يا غباي، أنت اجتزت الامتحان. وشرقيتك لم تشكل عائقا أمام تقدمك نحو برج اليمين العاجي.

 

في الوقت الحالي يتوقعون من العرب أن يقول الواحد لصاحبه « سكوت، لا تقوموا بازعاج غباي، فبطلنا يخدع العدو، وعلينا أن نتحمل بصمت الاهانة والاعمال الجنونية. هذا هو الثمن الذي يجب علينا دفعه من اجل تحقيق هدفنا ». والمشكلة هنا هي أنه حتى لو تصرف العرب بأدب، فان اقوال غباي تقوم بتسميم الاجواء العامة. وكأنه لا يوجد ما يكفي من الضرر الذي تسببه الضجة الصادرة عن اليمين العنصري.

 

يجب علينا مع ذلك أن نذكر حقيقة اخرى وهي أنه يوجد للسكان العرب والعقلانيين اليهود في اسرائيل مصلحة مشتركة: ازاحة اليمين المتطرف. وهنا لا يصنع أحد معروفا للآخر. الجمهور العربي بحاجة الى حلفاء ديمقراطيين، والعقلانيين اليهود الذين يريدون اقامة مجتمع انساني يحتاجون الى الجمهور العربي. على هذا الاساس يمكن بناء شراكة. وبهذا يجب التوضيح لغباي أن قطار رئيس حزب العمل الذي سيصل الى شارع بلفور في القدس سيمر بالقرى العربية. هذا القطار يشبه القطار الحقيقي، لا مجازا، أن حكومة اليمين تهتم بأن لا يمر هذا القطار بالقرى العربية. نعم، يبدو لي أنه توجد علاقة بين القطارين. وعن هذا الاكتشاف العلمي سأكتب بشكل مستفيض مستقبلا.

 

اقوال غباي تثير الغضب في اوساط العرب والعقلانيين اليهود. ولكن محظور فقدان الاتجاه. يجب العمل من اجل توضيح اهمية هذا الارتباط للجميع. والعرب يقولون: « الوعاء الكبير يستوعب الوعاء الصغير ». وغباي ما زال طازجا في السياسة وسيتعلم أكثر. ولكن مع ذلك سنهمس في أذنه « هل بدأت منذ الآن في تحريم شركاء وتحليل شركاء آخرين؟ ». وبالنسبة للعرب، تحريم آخر لن يضيرهم، فهم دائما بعيدين عن الحكم. وحتى اللحظة التي سيطلب فيها منك تشكيل الحكومة ما زالت الطريق طويلة. والآن يفضل أن تكرس جهدك للمسخ اليميني. العرب، لا تقلق، سيقفون في كل مفترق طرق في المكان الصحيح. قم بقراءة القليل من التاريخ فهي لن تضر صحتك.

كلمات دلالية