خبر المطر والبرد.. ضيوف ثقيلة على الأسرى

الساعة 08:02 ص|11 أكتوبر 2017

فلسطين اليوم

« هبي يا دنيا هبي وهاتي رياح الحرية.. إمي في البيت بتبكي ابني طول عليا ».. على صوت زخات المطر التي ملأت شوارع ومخيمات قطاع غزة، وتركت آثارها في مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، صدح أهالي الأسرى بصوتهم العالي ليطلبوا العون من الله للإفراج عن كافة الأسرى في سجون الاحتلال « الإسرائيلي ».

فالبرد والريح والمطر، لم يمنع أهالي الأسرى من الحضور لمقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، للتضامن مع أبنائهم القابعين في سجون الاحتلال، ولسان حالهم يقول: كيف لا نحتمل البرد والمطر وأجواء الشتاء وأبناؤنا يأنون ويعانون.

فوالدة الأسير أحمد غنيم تقول : ماذا نقدم أمام ما يعانيه أولادنا في السجون الذين يأنون من برد الشتاء وحر الصيف في سجون لا تعرف الرحمة والعطف.

وغنيم البالغ من العمر (29 عاماً) يقبع في سجن نفحة الصحراوي، ومحكوم 15 سنة، حيث اعتقل قبل 12 عاماً في الثامن من فبراير 2006، بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي وقد تبقى له 3 سنوات، في كل دقيقة ساعة من الانتظار واللهفة لرؤيته واحتضانه. تقول أمه لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية ».

وتشير إلى معاناتها من قبل إدارة السجون التي رفضت زيارة نجلها، ولم تزره سوى مرة واحدة، ولا تستطيع الاطمئنان عليه وعلى وضعه في فصل الشتاء سوى من أصدقائه في السجون، وتضيف أن معاناة الأسرى في الشتاء تحديداً لا تخلف لهم سوى الأمراض الدائمة.

تقطن عائلة غنيم في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وهو أعزب، ولا تتمنى والدته سوى أن يفرج عنه من سجون الاحتلال لتفرح به، مناشدة المؤسسات الحقوقية والإنسانية بالتحرك العاجل لإنقاذ حياة الأسرى الذين يعانون من قلة الأغطية والملابس في فصل الشتاء.

الأسيرة المحررة زهية نوفل من سكان مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، قضت في سجون الاحتلال « الإسرائيلي » ثلاثة سنوات على ثلاثة فترات وكانت تبلغ من العمر 16 عاماً أنذاك، حيث اعتقلت من سنة 1969-1970، كما أسرت من سنة 1971- 1972، وأسرت في عام 1973.

تقول لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية » عن فصل الشتاء: كانت إدارة السجون تتعمد تعذيب الأسرى جميعاً وخاصةً النساء فتمنع عنهم الأغطية والملابس، فكانت تقدم لهن أغطية ممزقة لا تؤمن من برد، وكانت كل غطاء يكفي لثلاثة أو أربع أسيرات.

وتشير إلى أن فصل الشتاء أو الصيف كان يسبب للأسرى الأمراض الكثيرة، فيخرج الأسير من سجنه وقد حرر من القيود ولكن يبقى مسجوناً بالأمراض.

من جهته، اعتبر طارق أبو شلوف المتحدث الإعلامي باسم مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى، أن هذه المشكلة قديمة جديدة، حيث تتضاعف معاناة المعتقلين في سجون الاحتلال « الإسرائيلي » في فصل الشتاء، فيحتاجون للأغطية والملابس، التي يرفض الاحتلال إدخالها، ويراوغ ويماطل فيها، وهو أمر يخالف الأعراف والقوانين الدولية، التي نصت على ضرورة توفير الأغطية ومستلزمات الشتاء للمعتقلين في السجون.

وأشار أبو شلوف في تصريح لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية » إلى عدم توافر مستلزمات الشتاء والأغطية والملابس والتي نتج عدم توفيرها للمعتقلين عن أمراض خطيرة تظهر في فصل الشتاء، كالبرد والأمراض الجلدية، علاوةً عن الإهمال الطبي المتعمد من أجل قتل الأسير الفلسطيني، وتحويله لجثة هامدة.

وبين، أن سجون الاحتلال تفتقد لأدنى مقومات الحياة، وغير مهيأة للشتاء أو الصيف، لكن إرادة الأسرى بانتزاع حقوقهم بالأمعاء الخاوية والرسائل المتواصلة للمؤسسات هي من تكسبهم حقوقهم المسلوبة من إدارة السجون.

وأوضح أبو شلوف، أن مؤسسته تناشد بشكل مستمر المؤسسات الإنسانية والحقوقية المحلية والدولية، بفضح ممارسات الاحتلال ومحاسبته.

مأساة المعتقلين الفلسطينيين تتفاقم، بسبب سوء معاملة إدارة السجون للمعتقلين، ولكنها لم تعد تحتمل خاصةً في فصل الشتاء حيث البرودة القارصة وعدم تجهيز السجون من قبل إدارة مصلحة السجون لاستقبال فصل الشتاء تجهيزا مناسباً.

كلمات دلالية