مصالحة عباس ودحلان باتت ممكنة

خبر المؤرخ ياسين :المصالحة مفخّخة وتعترضها ألغام وإدراج د. شلح في إطار الهجمة على القوى الفاعلة

الساعة 07:56 ص|09 أكتوبر 2017

فلسطين اليوم

-لا شرعية لأي سلطة تحت حذاء المحتل ومصالحة عباس ودحلان باتت ممكنة

-العمق الاستراتيجي العربي للقضية الفلسطينية بات في حالة يُرثى لها

-إدراج د. شلح على قائمة المطلوبين لـ(FBI) يأتي في إطار الهجمة على القوى الوطنية الفاعلة

توقّع المؤرخ الفلسطيني المقيم بالقاهرة عبدالقادر ياسين أن الحَراك الذي تشهده المصالحة الداخلية الفلسطينية بدأ يجد طريقه إلى حيّز التنفيذ، بالرغم من الفشل الذي داهمها على مدار السنوات الماضية؛ إلّا أنه وصفها بـ« المصالحة المُفخّخة وستنفجر من داخلها ».

وفي حوار موسّع مع صحيفة « الاستقلال » عزا المؤرخ ياسين هذا الوصف لألغام عدّة، أولّها سريان العقوبات المفروضة ضد قطاع غزة من جانب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس « المنتهية ولايته ». على حد تعبيره.

وأضاف أن ثاني الألغام يتمثل بأغنية عباس « الممجوجة » وهي ضرورة سحب سلاح المقاومة، والإبقاء على ما يسميه « السلاح الشرعيّ »، مشيرًا إلى أن هذا السلاح يذعن لما يُملى عليه « إسرائيليًا ».

أما عن « اللّغم » الثالث في طريق المصالحة فرأى أن ذلك المتعلق بـ« الأجهزة الأمنية الحمساوية » التي تمارس دورها في قطاع غزة كما قال، متسائلًا: « ما هو مصير هذه الأجهزة خاصة وأن حركة »فتح« تمتلك أيضًا أجهزة أمنية موازية ؟، وهل سنكون إزاء ازدواج في الأجهزة الأمنية ؟

ورأى أنه »كان لا بدّ وقبل التوصل لاتفاق المصالحة العمل على حلّ القضايا العالقة كافّة، وتلقّي الدرس المهم من اتفاق « أوسلو »، الذي بقيت فيه القضايا المهمّة عالقة؛ فاستخدمها الإسرائيليون لصالحهم على النحو المعروف« .

ولفت إلى أن الإقبال الذي بدا واضحًا من حركتي »فتح« و »حماس« نحو المصالحة شجّع الوسيط المصري لبذل جهوده للدفع نحوها بشكل أكبر.

وعن الأسباب التي دفعت حركة »فتح« للمصالحة، تابع »أن الحركة استشعرت رغبة أمريكية لإنجازها وعدم اعتراضها بـ « الفيتو الإسرائيلي »؛ « فلم تجد قيادة »فتح« عمومًا وأبو مازن على وجه خاص مفرًّا من دخول المصالحة ».

أما عن المصالحة وأسباب توجّه حركة « حماس » نحوها، فقد رأى أن « حالة الاختناق التي وصلت إلى أعلى درجاتها بالنسبة للحركة نتيجة الحصار المفروض عليها من كل اتّجاه، فضلاً عن الحالة المعيشية الصعبة في قطاع غزة نتيجة نقص الكهرباء وغيرها من الأزمات الأخرى؛ كلها كانت أسباباً وراء إرغام »حماس« على تسليم السلطة، ولا شرعية لأي سلطة تحت حذاء المحتل ».

وحول دور القيادة السياسية الجديدة لحركة « حماس » وخصوصاً يحيى السنوار رئيس الحركة في قطاع غزة بالدفع باتجاه المصالحة قال: « لا شكّ أن لها حصّة ملحوظة، لكنه هناك حُصص للأمريكان والإسرائيليين ولبعض قيادة فتح فيما جرى ».

وذكر أنه من المبكّر تقييم شخصية السنوار من الناحية الإيجابية والسلبيّة، بيد أنه عبّر عن أمله في أن يتملك السنوار من الخبرات السياسية ما يعين الفلسطينيين على مواجهة فترة الانفجار اللاحقة« ، وفق وصفه.

مصالحة فتحاوية داخلية

وفي سياق المصالحة ولكن الفتحاوية الداخلية، توقّع قُرب إبرامها بين رئيس السلطة محمود عباس والنائب محمد دحلان، لافتًا إلى أن مصالحة الطرفيَن تُعد خطوة أولى من التجلّيات الثلاثة لما بات يُعرف بـ »صفقة القرن« ، فضلاً عن الخطوتين الأخيرتَين وهما إبرام مصالحة حماس – فتح، وتسوية إسرائيلية – فلسطينية.

وقال: »منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، اجتمعت الرباعية العربية (مصر، الأردن، السعودية، الإمارات)؛ للضغط على عبّاس من أجل إعادته إلى صفوف حركة « فتح » على اعتبار أن طرده من الحركة كان تعسفيًّا وبشكل غير قانونيّ، لكن عباس رفض ذلك وألمح بشكل إعلامي برفض هذه الخطوة من قبل تلك الدول، وتعقّدت العلاقات بينه وبين مصر والأردن على وجه الخصوص، إلى أن جاءت صفقة القرن؛ لتعود كلتا الدولتين للتواصل معه (عباس) من جديد« .

وفي الشأن السياسي، وصف من ينتظرون التوصل إلى تسوية مع الكيان الصهيوني بـ »الواهمين« ، في ظل الاختلال التام لميزان القوى العربي – الصهيوني لصالح الأخير.

وأضاف: » بالتالي لا يمكن أن تأخذ على مائدة المفاوضات أكثر مما تساوي في ميزان القتال، إضافة إلى أن الكيان الصهيوني يتعامل معنا بـ« معادلة صفرية »: إما هم وإما نحن« .

وأوضح أنه وفي ظل الوضع العربي المتهالك والفلسطيني الضعيف فإن الفرصة الآن باتت مواتية لواشنطن والكيان الصهيوني؛ لتصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائيّ، وتعمّد عدم تسويتها.

وأضاف: »الأطراف الساعية لإبرام صفقة القرن يسمون الصفقة تسوية، لكن في حقيقة الأمر هم يريدون تسويتنا بالأرض، وليس تسوية الصراع العربي – الصهيوني« .

العمق الاستراتيجي

»وتشهد القضية الفلسطينية تراجعاً في الاهتمام العربي والإقليمي والدولي، كان نتيجة ما أطلقوا عليه زورًا  وبُهتانًا  «الربيع العربي»، بحسب المؤرخ الفلسطيني.

وتابع أن « كل شعب عصف به هذا الربيع أغرقه في قضاياه الداخلية، كما أن الوضع العربي مفكك وهو في أسوأ حالاته، وبالتالي فإن العمق الاستراتيجي العربي الذي من المفترض أن يكون السند والداعم الأساس للقضية بات في حالة يُرثى لها ».

ورأى أن « إعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني يكون من خلال توحيد الساحة الوطنية عبر بناء جبهة واحدة على برنامج إجماع وطني، بعد إجراء مراجعة نقدية وشجاعة للمسيرة السابقة منذ العام 1964 حتى الآن ».

الهجوم على القوى الفاعلة

وفي سياق آخر، أكّد المؤرخ عبد القادر ياسين أن إدراج الدكتور رمضان عبد الله شلّح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، على قائمة المطلوبين لمكتب التحقيقات الفدرالية الأمريكية (FBI)، « يأتي في إطار الهجمة على القوى الوطنية الفاعلة، في إشارة منه إلى حركتي »حماس« و »الجهاد« فقط. على حد وصفه.

وأضاف: » أما عن باقي الفصائل الأخرى فكانت قوى وطنية فاعلة، وهي الآن تنتمي إلى التاريخ، ولكن تمّ احتواؤها وتكبيلها بما يتقاضونه من رئيس السلطة محمود عبّاس".

كلمات دلالية