لقاء الفرصة الأخيرة

تحليل تصريحات « فتح وحماس » مبشرة والمواطن سيلمس النتائج بعد لقاء القاهرة

الساعة 07:56 ص|09 أكتوبر 2017

فلسطين اليوم

« مرحلة الجد، ابتدى المشوار، اللقاء الحاسم، وقتٌ مفصلي، القطار تحرك ويتزود الوقود من القاهرة » كلمات مركبة أطلقها الغزيون على اللقاء المزمع عقده بين حركتي « فتح » و« حماس » في العاصمة المصرية القاهرة غداً الثلاثاء؛ لاستكمال نقاشات المصالحة التي بدأت الأسبوع الماضي بإلغاء اللجنة الإدارية واستلام حكومة الوفاق الوطني إدارة قطاع غزة لتقديم مسؤولياتها تجاه السكان.

ويخيم الأمل على الغزيين حول النتائج المرتقبة من اللقاء الهام بين فتح وحماس، في ظل التصريحات الإيجابية لكلا الحركتين من قبل قيادات وازنة وكبيرة قبل يومين من لقاء القاهرة.

وكان رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار قال في تصريحات سابقة: « سنقدم تنازلات كبيرة جدا وكل تنازل سيكون صاعقا ومفاجئا أكبر من الذي قبله، لكي نحقق المصالحة ويجب أن ينتهي الانقسام في أقرب وقت ممكن »، بينما أكد الرئيس محمود عباس، أن حركة فتح ستذهب للقاءات القاهرة بأقصى درجات الإيجابية، والتعاون لتمكين فعلي لعمل الحكومة بغزة كما هو الحال بالضفة، لتكون هناك سلطة واحدة، وقانون واحد، وإدارة واحدة، وسلاح واحد، وبكل تأكيد برنامج سياسي، يستند لبرنامج منظمة التحرير الفلسطينية.

المحلل السياسي إبراهيم ابراش، أكد أن تصريحات فتح وحماس الإيجابية مبشرة خاصة وأنها تبتعد عن التحريض الإعلامي وأصبح الحديث بينهم موحد على إنجاح المصالحة رغم التحديات التي ستواجه الطرفين.

وقال: هناك تحديات كبيرة ستواجه لقاء حركتي فتح وحماس في القاهرة غداً الثلاثاء بسبب تداخل بعض الملفات، والتي من بينها البحث في مبادرة الرئيس محمود عباس والبحث في اتفاق القاهرة بين الحركتين عام 2011، إضافة إلى استحقاقات التسوية السياسية أو ما تُسمى بالصفقة الكُبرى.

وأوضح ابراش في تصريح لـ« فلسطين اليوم »، أن اللقاء قد يكون أخر فرصة إذا فشل الطرفان في تحقيق المصالحة، لأن مصر لن تفتح الملف مرة أخرى، والوقت لن يسمح بذلك وسيتم فرض الأمر الواقع على الطرفين، مشدداً على أن هذه المصالحة ستكون تحت الإكراه لأن جميع الأطراف تشعر بالخوف والقلق ولا يريد أحد أن يتحمل مسؤولية الفشل.

وأشار إلى أن جزء من التحديات التي سيبحثها الطرفان في القاهرة يمكن أن تحل، والجزء الأخر من الصعب أن يُحل دون موافقة الدول المانحة و« إسرائيل »، والدول المستفيدة من استمرار الانقسام.

وفيما يتعلق بإجراءات الرئيس عباس يرى ابراش، أن إلغاء الإجراءات ضد موظفي السلطة يتداخل مع ملف موظفي حركة حماس، متوقعاً أن يحدث صفقة بين الطرفين لحل ملف الموظفين على أن يتم تسريح جزء من موظفي السلطة وتوظيف عدد من موظفي حماس في السلطة، مشيراً إلى أن المواطن سيلمس النتائج على الأرض بعد اللقاء.

من جهته أشار الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني، إلى أن اللقاء المرتقب بين فتح وحماس في القاهرة بالغ الأهمية على كافة الاتجاهات السياسية والاقتصادية والحياتية، وأن أي نتائج إيجابية يتم اتخاذها من الأطراف سيشعر بها فوراً المواطن الفلسطيني في قطاع غزة.

وقال الدجني في تصريح لـ « فلسطين اليوم »: إن الاجتماع الذي عقده أمس الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع جميع أركان الأمن القومي ورئيس المخابرات ووزير الدفاع والداخلية يُعطي زخم وأهمية كبري للقاء بين فتح وحماس على أنه لقاء يخدم الأمن القومي المصري وأنه لا يمكن الفشل في هذا الملف.

وأوضح أن البيئة الدولية مواتية حالياً للمصالحة إضافة إلى البيئة الإقليمية الداعمة والبيئة الداخلية بين الفلسطينيين، على أن الجميع بات يدرك أهمية تحقيق المصالحة لحماية المشروع الوطني وحل الأزمات الحياتية التي تعصف بالوضع الاقتصادي والاجتماعي في قطاع غزة.

وتوقع الدجني، أن يخرج لقاء الثلاثاء بنتائج إيجابية بين فتح وحماس سيشعر بها المواطن الفلسطيني، مؤكداً أن تصريحات حركتي فتح وحماس قبل اللقاء مبشرة وتدلل على أن القادم أفضل.

وكان نائب رئيس حركة حماس في قطاع غزة خليل الحية قال: حماس ستذهب للقاهرة للنقاش مع حركة فتح في ملف قيام الحكومة بواجباتها تجاه القطاع، ولوضع خارطة طريق لتفاوض الفصائل الفلسطينية على تطبيق الاتفاقيات، التي من بينها: (حكومة الوحدة - الحريات - المصالحة المجتمعية - الانتخابات - منظمة التحرير).

ومن المقرر، أن تبدأ وفود حركتي فتح وحماس بمغادرة الأراضي الفلسطينية، اليوم الاثنين، متوجهةً للعاصمة المصرية القاهرة لاستكمال ملفات المصالحة الوطنية، التي بدأت مؤخراً وأثمرت عن زيارة حكومة التوافق لقطاع غزة في زيارة تعد هي الأولى بهذا المستوى منذ عام 2014.

كلمات دلالية