خبر العمل في الأنفاق والاتجار بالبضائع المهربة يجتذبان مزيداً من العاطلين عن العمل

الساعة 06:29 ص|18 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم-غزة

لم يعد العمل في أنفاق التهريب مقتصرا على فئة محدودة من الشبان كما كان سابقا، ذلك أن "مهنة الموت" كما يسميها البعض، أصبحت ملاذا لمئات الشبان، سواء أكانوا عاطلين أم خريجي جامعات أو حتى طلاب يسعون لتوفير رسوم الدراسة.

 

وأتاحت أعداد الأنفاق المتزايدة في محافظة رفح وما رافقها من عمليات تهريب تنفذ على مدار الساعة المجال لهؤلاء الشبان لإيجاد فرصة عمل فبدأوا بالتدفق من مختلف أنحاء محافظات ومدن وقرى القطاع للمدينة الحدودية.

 

يشير الشاب محمود ربيع، من سكان محافظة غزة، إلى أنه يعمل في مجال الأنفاق منذ أكثر من عام، موضحا أنه توجه لمحافظة رفح برفقة عدد من زملائه للعمل في حفر أحد الأنفاق وبعد عدة أشهر من العمل الشاق المحفوف بالمخاطر أنهوا الحفر.

وأوضح أنه كان من المفترض أن يبحث عن عمل في نفق آخر لكن مالك النفق اختاره مع اثنين من زملائه ليعملا في تهريب البضائع.

 

وأشار ربيع إلى أن عمله في سحب ونقل البضائع داخل النفق كان شاقا وخطرا في البداية، نظرا لعدم توفر الإمكانات وضعف بعض المناطق داخل النفق ما قد يعرضها للانهيار، لافتا إلى أن الأرباح التي جناها مالك النفق دفعته لتخشيب المناطق الضعيفة فيه وشراء معدات سحب ورفع يسرت العمل وقللت من المخاطر.

 

ولفت ربيع إلى أنه سعيد بعمله الذي يدر عليه دخلا ثابتا، لافتا إلى أنه لا يشعر بأي خطر خلال تهريب البضائع.

 

أما الشاب خليل حسنين من سكان محافظة خان يونس، فأكد أنه كان مترددا في البداية في العمل داخل الأنفاق نظرا لما سمعه عن مخاطرها والحوادث التي تقع فيها، مشيرا إلى أنه وجد نفسه مضطرا للعمل فيها بعد أن عجز عن إيجاد فرصة عمل رغم أنه حاصل على شهادة البكاليورس من إحدى كليات العلوم.

 

وأشار حسنين إلى أنه وافق على العمل خارج النفق في البداية وكان ينقل البضائع من فوهة النفق إلى الشاحنات والمركبات التي تقلها إلى مخازن أو أسواق في مدن القطاع، موضحا أن الأجرة القليلة التي كان يحصل عليها مقارنة بزملائه ممن كانوا يعملون داخل النفق دفعته للمجازفة وقرر الدخول إلى النفق والعمل بداخله.

 

وأشار حسنين إلى أنه استطاع إقناع عدد من رفاقه وبدأوا بالعمل معه، موضحا أنهم يتوجهون إلى محافظة رفح بصورة جماعية صباح كل يوم، قائلا: "العمل وسط الخطر أفضل بكثير من الجلوس في المنزل".

 

الشاب أحمد رشاد يشير إلى أنه رفض منذ البداية العمل داخل الأنفاق، معتقدا أن لا شيء يساوي تعريض حياته للخطر، ولفت إلى أنه فكر في استغلال الظروف التي آلت إليها محافظة رفح بعد أن أصبحت كما يسميها البعض "عاصمة غزة الاقتصادية".

 

وأشار رشاد إلى أنه فكر بالاستفادة من مبلغ صغير من المال قام بتجميعه وبدأ يتاجر في البضائع المهربة بمختلف أنواعها.

 

وأشار رشاد إلى أنه أقام علاقة مع بعض مالكي الأنفاق وكذلك مع تجار من مدن مختلفة، لافتا إلى أنه يشتري البضاعة من داخل الأنفاق ويبيعها للتجار أو في سوق البضائع المصرية المسمى محليا "سوق النجمة".

 

وقال رشاد: أعمل بشرف، وأكسب المال، دون أن اضطر لتعريض حياتي للخطر كما فعل الكثيرون.

 

يذكر أن آلاف المواطنين يتدفقون يوميا من مختلف أنحاء قطاع غزة إلى محافظة رفح للتسوق من "سوق النجمة" التي اتسعت خلال الفترة الماضية وزادت مساحتها وشهدت أنواع وكميات البضائع المعروضة فيها زيادة كبيرة.