30 عاماً على فكر الجهاد ومقاومته

خبر القيادي قعدان: الجهاد الإسلامي لا زال يستظل بفكر ووعي الشقاقي

الساعة 06:00 ص|07 أكتوبر 2017

فلسطين اليوم

تمر الذكرى الثلاثون لانطلاقة حركة الجهاد الإسلامي في فلسطيني، وهو أول فصيل إسلامي مقاوم الصهيوني في فلسطين، على أحداث جسام تدور في فلك السياسة والقضية الفلسطينية، فمازالت انتفاضة القدس مشتعلة، والرهان على المقاومة التي كان ينادي بها مؤسسو الحركة هو الكاسب.

وعلى هدي الذكرى، كان لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" لقاء مع أبرز قادة الحركة في الضفة الغربية المحتلة، للحديث عن انطلاقه الحركة، وأهميتها وأبرز الأفكار التي ارتكزت ولا زالت الحركة عليها وكانت سبباً لتميزها على الساحة الفلسطينية بثبات والتحديات التي تواجهها اليوم.

يقول قعدان عن انطلاقه الحركة وأهمية هذه الانطلاقة في ذلك الوقت، أنه كان حدثاً مفصلياً ونقطة تحول في مسيرة الحركة الإسلامية في فلسطين، من حيث بلورت الأطر التنظيمية لحركة الجهاد الإسلامي كنتيجة وتطور وتتويج لرحلة البحث المتواصل في دوائر المعرفة الإسلامية.

وتابع:"أبناء الحركة وعلى رأسهم المعلم "فتحي الشقاقي" نقلوا القضية الفلسطينية نقلة نوعية للتأصيل الشرعي للجهاد في فلسطين، وفتح أفق العمل الإسلامي المنظم من خلال أطر هذه الحركة، انتصاراً للفكر الذي وضع معالمه الدكتور فتحي الشقاقي والأخوة المؤسسيين منذ أن كانوا في الجامعات المصرية، فكان التحول للفعل المقاوم والعمل لبلورة مشروع الجهاد الإسلامي المتفاني وكانت بداية الانطلاق والانعتاق والانتشار، الذي جاء في باكورته عملية " الشجاعية" التي أرخت لهذه الانطلاقة".

وبحسب قعدان، فإن حركة الجهاد الإسلامي جاءت على قدر من الله سبحانه وتعالى ووقت حاسم لمليء الفراغ، فعلى الساحة الفلسطينية كان هناك إسلاميون بلا وطن ووطنيون بلا إسلام، متزامناً مع اقتراب منظمة التحرير من مشاريع التسوية، " فكانت حركة الجهاد الإسلامي التي تجمع هذه المصالحة ما بين الفكر و الممارسة و القران والبارود، الرد الطبيعي و النخبوي العميق لجدلية الفراغ الفلسطيني في الإجابة على السؤال الفلسطيني ومقاومة الاحتلال على أرض فلسطين، وامتداداً طبيعياً للفكر الإسلامي الواعي المتعمق بمضامين القصية الفلسطينية وابعاد الصراع وجوهره وتشكل نداء الاستغاثة لتكون على قدر مع الرسالة المحمدية".

وأكد قعدان، على أن شعار الحركة "الإيمان والوعي والثورة " لم يكن عبثياً وإنما ترجمة لفعل هذه الحركة في ملئ الفراغ وشغل الحيز وتقول إن الصراع لن ينتهي إلا باسترداد الحقوق وتجاوز أزمة التحدي والاستكبار الغربي المعاصر.

صوابية الدكتور الشقاقي وإخوانه في تأسيس الحركة في تلك المرحلة ساهم في انطلاق حركات إسلامية أخرى كان لها دورها في الساحة الفلسطينية كما يقول قعدان، مؤكداً على أنه " لولا تأسيس حركة الجهاد الإسلامي لتأخر الإسلاميون كثيراً في التصدي للسؤال الفلسطيني وممارسه الجهاد عملياً على الأرض كواقع معاش".

وبعد هذه السنوات فإن الجهاد الإسلامي يوماً بعد يوم ثبتت انحيازها الكامل للهدف الذي قامت له، ولمقولات فتحي الشقاقي وأطروحاته التي قبت بالدليل القاطع والموضوعي إن هذا الصراع لا حل له إلا بالإسلام عقيده ومنبثق فكري والجهاد ممارسة والإبقاء على القضية قضية مركزية للأمة والشعب الفلسطيني، وإن هذه المنطلقات الفكرية الأكثر قبولاً وحصوراً ومنطقية وانسجاماً مع طبيعة الصراع وجوهره و أنه لا يزال أميناً على أدامة هذا الصراع فالتاريخ سيثبت أن الحركة قادرة على صوغ معادلة الصراع بكل وعي و عقلانية وواقعية و ستحقق ما تريده من إحقاق الحق والانتصار على العدو.

وأضاف قعدان:" واليوم الجهاد الإسلامي لا يزال أميناً لهذا الإرث ووفياً ومنحازاً للمستضعفين ووفياً للأسرى والمسرى ووثيق الصلخ بمنهج الله والقضية الفلسطينية والأكثر وفاءً وجاهزية، انسجاماً مع المبادئ والأطروحات التي طرحها الدكتور الشهيد فتحي الشقاقي بمعيارية ثابته وخطى واثقة بأن النصر حليف المستضعفين، وإن النهايات الحتمية التي سيفضي إليها هذا المشروع هو تحرير الأقصى والتمكين للمشروع الإسلامي النهضوي والتنويري الصادق الذي صاغ بيعته أبناء الحركة مع الله بالدم والشهداء".

وحول تقييمه لوضع حركة الجهاد اليوم يقول قعدان:" حركة الجهاد الإسلامي لا زالت التنظيم الأكثر حضوراً جهادياً وتضحيةً وجهوزيةً للتضحية والأكثر إقداماً وانحيازاً للقضية الفلسطينية، وبشهاده الجميع العدو قبل الصديق، فهي الحركة التي لم تلتفت يوما لأي مكاسب سياسية ومطامع حزبية أو تحقيق أهداف حزبية ضيقة".

وفي النقد الذاتي لنقاط ضعف الحركة الأم يقول قعدان:" لربما لا يرتقي الوضع التنظيمي في حركة الجهاد الإسلامي لمستوى أفكاره العظيمة والراقية والكبيرة، فالحركة بحاجة لمزيد الترتيب الداخلي ليكون على مقدار ما قال به الدكتور فتحي الشقاقي من أفكار ومفاهيم، ورغم ذلك أنا كلي ثقة أن الجهاد الإسلامي أكثر التنظيمات صدقية مع الجماهير وثباتاً على المواقف وانحيازاً لمبادئ والأبعد من بين الجميع عن التفكير بضيق أفق ونرجسية تنظيمية".

وحول إرث الشقاقي واقتداء أبناء الحركة فيه، قال قعدان:" الشقاقي كان سابقاً لعصره ونافذ البصيرة والنظرة والزاوية التي دقق بها بمجمل القضية الفلسطينية كانت زاوية دقيقه وبقي الجهاد حتى الآن الأفكار والمقولات والرؤيا ومجمل الفهم الإسلامي الواعي لطبيعية القضية الفلسطينية من كل مفصل من مفاصلها، يرجعون لهذه المقولات ويستظلون بظلها و يستلهون معانيها الصادقة، ومن وحييها استطاعوا التعامل مع اللحظة السياسية الراهنة بمزيد من الوعي، فهذه المقولات لم تكن كلمات مجردة و إنما منهجية في التفكير والتعاطي مع الأمور ومنهج للتفكير الصادق الواعي و المبتعد عن الاختلاف على المكاسب الدنيوية".

ومن أهم هذه المقولات التي أثرت بشخص قعدان، وكثير من أبناء الحركة كما يقول مقولة "نحن نهضنا لقتال العدو وما دون ذلك هوامش" والتي كانت الحدي في ظل الصراع الفلسطيني الفلسطيني، ومقولة "ليس المشكلة إقامة الدولة الفلسطينية وإنما إزالة هذا الكيان الغاصب عن أرض فلسطين" و"الدم يطلب الدم والشهيد ينادي الشهيد والتاريخ لا يرحم"

وعن التحديات التي تواجه الحركة قال قعدان:" الجهاد الإسلامي لا يزال رأس الحربة ويقابل الكثير من التحديات ثمناً لمواقفه، من الاحتلال ومن السلطة ولكنه فصيل يقدس الدم الفلسطيني والعلاقة البينية مع كل الفصائل بمزيد من الاحترام والاستيعاب للأخر ومنفتح على كل الاتجاهات، ورغم كل التحديات ليس في تفكير الجهاد الإسلامي الصدام مع أي أحد فلسطيني، وسيبقى صدامه الوحيد مع الاحتلال وهو الصدام المادي المسلح، لكنه بالمقابل لن يسمح لأحد أن يفرض عليه سياسته و برامجه وسيبقى مجاهداً في سبيل الله والقصية المقدسة مقدماً الواجب على النفس و الروح".

 

كلمات دلالية