خبر البناء، بالذات في هذا الوقت- معاريف

الساعة 10:28 ص|04 أكتوبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: كارني الداد

(المضمون: نحن المستوطنين بحاجة الى البناء الفعلي وليس الى التصريحات واعلانات الحكومة التي سرعان ما تتراجع عنها بحجة هذا العذر او ذاك. البناء الان دون أي عذر -

أمس فقط صرح بنيامين نتنياهو في معاليه ادوميم عن نيته بناء مئات وحدات السكن في المدينة وان يؤيد خطة « القدس الكبرى ». صحيح أن هذه تصريحات ووعود متكررة ولا يزال – هذه فكرة ممتازة، يا دولة رئيس الوزراء. فعندما قرعت أجراس اليوبيل في غوش عصيون، وروى واضعو النص في الاحتفال الرسمي الذي مولته حكومة اسرائيل، كم هم المستوطنون أبطال وعن بلاد الاباء والاجداد التي عدنا اليها، وعن الاشواق وعن الصهيونية والرؤيا، كان هذا مثيرا للانفعال حقا. اما نحن، المستوطنين، فنعرف كل هذا، ولكن لم نعرف ان الحكومة تعرف. لم نعرف أنه بات مسموح لها أن تقول هذا.

لا، نحن لسنا في نشوى بسبب العناق الرسمي الحار. نحن على وعي تام بالوضع على الارض في مقابل الوعود. لحقيقة ان على الورق توج الاف وحدات السكن تحتاجها الارض حاجة ماسة، ولكن في الارض لا يزال الحال جافا. ولا يزال، فان هذه الاجواء الايجابية كفيلة بان تؤدي حتى الى فعل ايجابي.

في كل مرة يقيمون فيها صف تعليم أو كشك حارس في يهودا والسامرة، يصرخ اليسار على الفور ويهرع الى الامريكيين والى وسائل الاعلام. فالسؤال الذي يطرح نفسه في برامج الصباح في الغداة يقول "لماذا الان بالذات، في هذا الاوان بالذات، فهذا كفيل بان يخرب على مساعي اتفاق السلام القائمة/يمس بالامريكيين/يخرب على تغيير اتفاق القوى العظمى مع ايران/يدفع الادارة الامريكية الى وقف المساعدة، او لا سمح الله، يدفعهم لان يمتنعوا في التصويت التالي في مجلس الامن في الامم المتحدة والا يستخدموا الفيتوا المخلص لنا في كل يوم من التوبيخ الخطير. صحيح؟

 

إذن نحن نقول – نحن، في هذا الاوان بالذات، وليس لان كل هذا ليس هاما، بل لانه توجد دوما ذريعة لماذا لا. ولكن الان، حين تكون الادارة الامريكية هي الاكثر عطفا التي يمكن لنا ان نتخيلها – وليس لان هذا شرط في نظري، نحن دولة سيادية يفترض أن تحرص على مصالح مواطنيها وليس على ضغط دم عضو الكونغرس هذا أو ذاك – ونحن اقوياء، وحكومتنا يمينية، صهيونية وعاطفة. وبالتالي فاننا الان بالذات يجب أن نبني.

تريدون البناء في البلدات القائمة فقط؟ خسارة. توجد الكثير جدا من الجبال لاسكانها، ولكن حسنا. تعالوا نبدأ اينما اتفق. فأزمة السكن في البلاد كلها تجتاز الخط الاخضر، حيث أن المشكلة ليست السعر بقدر ما هو التجميد. نحن نريد أن نصدق وزير الدفاع ليبرمان الذي يقول ان هذه السنة توجد بدايات بناء هي الاكثر منذ العام 2000. نحن نريد أن نصدق نتنياهو حين يعد بان ها نحن لتونا سنسمع ضجيج محركات التراكتورات وطرقات الحافرات في الجبل. نحن نريد أن نشم هذا الغبار. فضلا عن البناء، وفي تواصل مستمر منه، هناك حاجة للسيادة. ومرة اخرى، اذا كان مريحا اكثر للحكومة ان تبدأه في البداية في المناطق ج فقط، فلا بأس. هذا سبيل جيد للبدء وللفحص. ولكن الوضع المعطى فشل في كل جانب ممكن، وهو واجب التغير. نعم، في هذا الاوان بالذات. أما التأجيل فسيكون تفويتا للفرصة وبكاء للاجيال.

 

كلمات دلالية