خبر اشكالية دعم اسرائيل للاكراد- هآرتس

الساعة 10:32 ص|03 أكتوبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم:مئير مسري

(المضمون: يجب على اسرائيل أن تكون لها سياسة خارجية واضحة وغير مزدوجة تجاه الانفصال القومي عن الدول، ومن مصلحتها أن لا تؤيد الاكراد في انفصالهم عن العراق - المصدر).

 

الاستفتاء الشعبي الذي قامت به كردستان العراقية في الاسبوع الماضي ليس الاستفتاء الاول منذ سقوط صدام حسين في 2003. ولكن في هذه المرة أجري الاستفتاء بدون موافقة الحكومة المركزية في بغداد. السلطات في اربيل اعلنت عن نيتها في التقدم نحو الانفصال – من المهم التأكيد على أنهم تحدثوا عن « انفصال » وليس عن استقلال. حسب القانون الدولي، الانقسام يعبر عن انفصال أحد مكونات الدولة.

 

اسرائيل تقيم علاقة استراتيجية منذ سنوات كثيرة مع الاكراد بشكل عام ومع اكراد العراق بشكل خاص. عليها احترام ارادة الشعب الكردي والاعتراف بدولته، لكن من الافضل أن تقوم بذلك مع باقي المجتمع الدولي، شريطة أن يتم الانفصال بصورة قانونية وليس عنيفة. تصريحات

 

رئيس الحكومة نتنياهو في صالح انفصال الاكراد تطرح سؤال هل دعم انفصال الاكراد أحادي الجانب يخدم المصالح الاسرائيلية. والجواب على ذلك سلبي.

 

أولا، من غير المعقول أن حكومة اسرائيل التي تعارض التدخل الاجنبي في كل ما يتعلق بمصير المناطق الفلسطينية تؤيد بموازاة ذلك مشاريع انفصالية اقليمية. لا سيما ازاء حقيقة أن تقدم المسيرة السلمية بين اسرائيل والفلسطينيين نحو الحل الدائم حسب مبدأ الدولتين، يعتبر أمرا ملحا وشرعيا أكثر من الانفصال الكردي في شمال العراق. اضافة الى ذلك، يوجد للاكراد في العراق الآن مواطنة، وهم يشاركون في السلطة هناك، في حين أنه لا يوجد للفلسطينيين حقوق مدنية في اسرائيل.

 

ثانيا، الاكراد يلعبون دورا مركزيا في النظام العراقي منذ العام 2003، وفقا للدستور العراقي، وهم يتمتعون بحكم ذاتي واسع يحافظ على التوازن في النسيج السياسي العراقي. فهم يتولون عدد من المراكز الحساسة، من رئاسة العراق وحتى الاجهزة الاستخبارية. انفصال الاكراد سيحول العراق الى دولة عربية ذات اغلبية شيعية حاسمة، ستمهد الطريق لسيطرة ايرانية على الدولة. على اسرائيل أن تسأل نفسها ما هو الافضل بالنسبة لها – علاقة دبلوماسية وتعاون أمني مع دولة اسلامية آسيوية مثل اذربيجان أو علاقة خاصة مع مكون مؤثر في قلب دولة عربية مهمة مثل العراق، يكون بالامكان مستقبلا اقامة علاقات رسمية معهم.

 

ثالثا، من الافضل أن لا تقوم اسرائيل بتغذية الاعتقادات السائدة في المنطقة بأنها تحاول تشجيع الفوضى والانقسام. يجب أن نتوقع منها التصرف كدولة مسؤولة تحترم وحدة وسيادة الدول المجاورة، بالضبط مثلما تعارض، وعن حق، تدخل الدول المجاورة في شؤونها.

 

رابعا، سياسات اسرائيل السابقة نحو توجهات انفصالية في العالم كانت قائمة في معظم الحالات على احترام القانون الدولي وسيادة الدول. الانفصال أحادي الجانب للاقليم الكردي يشكل خرقا للدستور العراقي، الذي يقضي بأن اجراء استفتاء شعبي حول تقرير المصير يحتاج الى اجراءات قضائية لم يتم احترامها من قبل حاكم اربيل، الذي انتهت ولايته في 2013.

 

اسرائيل لم تعترف بالانفصال أحادي الجانب لكوسوفو في 2008، واشترطت اعترافها بها بموافقة الحكومة الصربية والامم المتحدة. لماذا هي تنتهج اذا نهجا مزدوجا؟ اسرائيل بحاجة الى سياسة خارجية متزنة وثابتة توجه بواسطة مباديء واضحة، وليس من خلال ردود فعل عشوائية.

 

الشعب اليهودي يؤيد الحرية، وقد قدم الكثير من الضحايا من اجل الحصول على دولة خاصة به. ولكن الفرق بينه وبين الاكراد هو أنه لم يكن له خيار. شعوب المنطقة رأوا فيه عدوا، فاضطر الى حمل السلاح وتحقيق حريته بالقوة من خلال احترامه لقرارات الامم المتحدة. الاكراد في العراق الآن، في المقابل، يقفون أمام فرصة تاريخية لبناء كيان وطني من خلال التعاون مع مكونات عراقية أخرى، في الوقت الذي يحظون به بصلاحيات واسعة في اطار النظام الديمقراطي الفيدرالي القائم في العراق منذ سقوط نظام البعث.

 

من واجبنا الآن أن نقول لاصدقائنا الاكراد إنه لا يوجد مستقبل لاستقلال اقليم كردستان العراق بدون تعاون اقليمي وموافقة حكومة بغداد. وكما هو معروف، اذا تمسك الاكراد بالانقسام، واستمروا في السير نحو دولة مستقلة وفقا للقانون الدولي وبموافقة بغداد، مثلما تصرف جنوب السودان، فسيجدون اسرائيل على رأس قائمة المؤيدين لهم من اجل تحقيق تطلعاتهم القومية.

كلمات دلالية