خبر السيد « نصرالله » يرسل رسالة مهمة إلى « إسرائيل ».. فما هي؟

الساعة 11:11 ص|02 أكتوبر 2017

فلسطين اليوم

أكد اللواء المتقاعد واصف عريقات، أن تصريحات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ضد حكومة الاحتلال تدلل على أن المقاومة اللبنانية في حالة تطور وتحسن مستمر على كافة الجوانب العسكرية.

ويرى اللواء عريقات في تصريح لـ« فلسطين اليوم » مساء الاثنين، أن المقاومة اللبنانية والفلسطينية في تطور دائم ومستمر وهذا ما يعترف به « جيش الاحتلال الإسرائيلي » بنفسه وأن المقاومة تختلف عن الحروب السابقة.

وكان السيد نصر الله قال في كلمة له في ذكرى عاشوراء: إن رئيس الحكومة « الإسرائيلية » بنيامين نتانياهو يدفع المنطقة إلى حرب على لبنان وسوريا وغزة بدواع كاذبة وبعناوين دفاعية وحرب استباقية، ولا يعرف نتنياهو وجيشه كيف ستنتهي الحرب إن أُشعلت؟« .

ولفت عريقات إلى أن الذي دفع السيد نصر الله للحديث عن الحرب، إضافة إلى المناورات العسكرية لجيش الاحتلال »الإسرائيلي« التي وصفت بمناورات العصر والأعظم منذ 19 عاماً وتهديدات نتنياهو بشن حرب استباقية، مبيناً أن السيناريو المحتمل في المناورة هو لبنان وحزب الله ومن هذا المنطلق جاء توضيح السيد نصر الله للقيادة الإسرائيلية.

وأشار عريقات إلى أن السيد نصر الله وجه رسالتين إلى الداخل »الإسرائيلي« أولها بأن نتنياهو يقود »الإسرائيليين« واليهود إلى الجحيم، والرسالة الثانية إلى قادة الاحتلال بأن ينتبهوا جيداً لأن المساس بحزب الله يعني اللعب بالنار وأن الحرب التي تبدأ لن تعرف »إسرائيل« متى وكيف ستنتهي؟، مؤكداً أن السيد نصر الله جاد في تهديداته.

ووفقاً لعريقات فإن »إسرائيل« تدرك تماماً تهديدات السيد نصر الله وهي تمتلك مفاتيح الحرب من ساعة الصفر لكنها لا تستطيع أن تتحكم في مجرياتها ونهايتها، مؤكداً أن المقاومتين اللبنانية والفلسطينية تعلمتا من الدروس السابقة واستفادوا منها كثيراً وتمكنوا من تطوير أنفسهم وقدراتهم العسكرية في ميدان المعركة.

وشدد على أن التدريبات والمناورات العسكرية ليست المعيار الحقيقي أو المقياس لقوة الجيش، وإنما المعيار الحقيقي هو في أرض الميدان، مشيراً إلى أن الجندي »الإسرائيلي« أثبت بعد التدريبات والمناورات العسكرية بأنه لم يكن على قدر المسؤولية التي أوكلها له الجهور الداخلي للاحتلال الإسرائيلي ».

وبين أن أداء الجندي « الإسرائيلي » لم يتطور ولم يتحسن عن ذي قبل، وفي المقابل فإن المقاوم الفلسطيني واللبناني بحالة تطور دائم وهذا ما يقوله الإسرائيليون بأنفسهم.

يذكر أن التقديرات « الإسرائيليّة » تقول إن هُناك أكثر من مِئة ألف صاروخ في حَوزة “حزب الله”، وعَشرات الآلاف من القذائف المَدفعيّة، ناهيك عن ثلاثة أو أربعة أضعاف هذا العدد، وفي حال اشتعلت الحرب فإن جُزء كبير منها سيَهطل كالمَطر فوق تجمّعات اليهود في فلسطين المُحتلّة.

الكاتب عبد الباري عطوان أكد في مقالة له، أن خِطاب السيّد حسن نصر الله الذي ألقاه في ذِكرى العاشر من محرم (عاشوراء)، ليس كُكل خِطاباته السّابقة، لما تضمّنه من مفاصلٍ، وتحذيراتٍ، وتنبؤاتٍ، ومَواقف صريحةً، وواضحةً وقويّة، تَصلح في رأينا لقراءة مُستقبل المنطقة العربيّة، وما يُمكن أن تَشهده من حُروبٍ وتغييرات رئيسيّة في الخرائط والحُدود.

وأشار في مقاله إلى أن السيّد نصر الله مَيّز للمَرّة الأولى بين الصهيونيّة واليهوديّة، فالأولى حركة احتلالٍ عُنصري، والثانية ديانة سماويّة تَستحق الاحترام، وأكّد أن المَعركة هي مع الصهاينة وليس مع اليهود، ولكنّه حذّر اليهود من الانجرار إلى مُخطّطات أمريكيّة تُريدهم وقودًا لحُروبها القادمة في المَنطقة.

وقال: السيد نصر الله لم يتوقّف مُطلقًا في جميع خِطاباته السّابقة، عن الحديث عن حُروبٍ مُقبلةٍ، وهذا أمرٌ مُتوقّعٌ من زعيم حركةٍ مُقاومةٍ خاضت وتَخوض حُروبًا، مُباشرةً وغير مُباشرة، مع دولة الاحتلال الإسرائيلي وعُملائها، ولكن الجديد في هذا الخِطاب، وفي يوم عاشوراء، يوم التضحيّة والدّفاع عن المَظلومين، وحديثة عن الحَرب كما لو أنّها ستَبدأ غدًا، أو في أيّ وقتٍ عندما قال بالحَرف “حُكومة نتنياهو تُخطّط للحَرب، وإذا أشعلوا نارها لا يَعرفون أين ستَنتهي وأي مساحاتٍ ستَشمل”، وشَرح هذهِ النّقطة بشكلٍ واضحٍ عندما قال “نتنياهو فَشِلَ في مَنع التوصّل إلى اتفاقٍ نووي، والآن يَعمل مع الرئيس دونالد ترامب لدَفع المَنطقة إلى حربٍ جديدة”.

وأوضح أن حركة المُقاومة، أي حزب الله، حَركة مُؤسّسات، وبنوك عقول، ومراكز أبحاث ورصد، وأقرب إلى تركيبة الدّولة منها كحَركةٍ مُقاومة، وتُقيم علاقاتٍ تحالفيّةٍ قويّةٍ مع قِوى إقليميّة عُظمى مثل إيران، ولا بُد أنّها تَملك المَعلومات، ودراسات تقدير المَوقف، تَجعلها قادرةً على بِناء استراتيجياتها الدفاعيّة والهُجوميّة بناءً على ذلك.

ويرى عطوان إلى أن السيّد نصر الله عندما يُطالب اليهود إلى مُغادرة فلسطين إلى البُلدان التي جاءوا منها، (وهي نغمةٌ جديدةٌ لا يَجرؤ أحد غَيره على ذِكرها هذهِ الأيّام من الزّعماء العَرب)، حتى لا يَكونوا وقودًا لأيّ حربٍ تجرّهم إليها حُكومة نتنياهو “الحَمقاء”، ويُحذّرهم بأنهم ربّما لن يَكون هُناك وقت لهم لمُغادرة فِلسطين المُحتلّة، ولن يكون لهم أيّ مكانٍ آمنٍ فيها، فإن هذا لا يأتي في إطار الحَرب النفسيّة، وهي حربٌ مَشروعةٌ، ولكن في إطار من يُخطّط لخَوض حربٍ يَرى أنها وشيكةً.

وبين أن تحذيرات السيد نصر الله يجب أن تُؤخذ في سياق القرار الذي اتّخذه الرئيس الأمريكي ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي تحت ذريعة عدم التزام إيران ببنوده، ومن المُقرّر إعلانه، أي القرار، مُنتصف شهر أكتوبر الحالي أثناء المُراجعة الدوريّة له في الكونغرس.

وتوقع عطوان أن الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي هو إعلان حربٍ، لأنه سيُعيد العُقوبات الاقتصاديّة المَفروضة على إيران إلى وَضعها السّابق لما قبل توقيع الاتفاق، ممّا يَدفع إيران إلى الرّد بالعَودة إلى تخصيب اليورانيوم بمُعدّلاتٍ مُرتفعة الأمر الذي يَجعل احتمالات المُواجهة العَسكريّة أقوى من أيّ وقتٍ مَضى، خاصّةً مع قُرب انتهاء الحَرب على الإرهاب.

وقال: لا نُجادل مُطلقًا في أهميّة ما قاله السيد نصر الله من أن استقلال كردستان العراق هو مُؤامرة أمريكيّة لتقسيمه وتفتيت المنطقة، وأن هذا التقسيم لن يكون قَصرًا على العراق، وربّما يَمتد إلى المملكة العربية السعوديّة ودول عربيّة وشَرق أوسطيّة أُخرى، ولكنّنا نَجزم بأنّ الحَرب المُقبلة، ووفق ما جاء في خِطابه، سَتكون على أرض فلسطين، لضَرب هذا المُخطّط التقسيمي الأمريكي الإسرائيلي في مَنبعه، أو على رأسه، أي دولة الاحتلال الإسرائيلي.

إنه خطابٌ خطيرٌ، من رجلٌ يقول ويَفعل، ولم يَخض حربًا إلا وخَرج منها مُنتصرًا، ابتداءً من حَرب تحرير جنوب لبنان عام 2000، وانتهاءً بحَرب تموز (يوليو) عام 2006، التي أذلّت الجيش « الإسرائيلي » وقيادتيه السياسيّة والعَسكريّة.

« إسرائيل » تُحرّض أمريكا على الحَرب، وتَستخدم وَرقتي استقلال شمال العراق، والاتفاق النووي الإيراني كذريعةٍ وغِطاء، فلتَفعل، إنها تَرتكب خطيئة العُمر، وهو عُمرٌ قصيرٌ على أيّ حالٍ، والحَرب المُقبلة إذا اشتعلت لن تتوقّف، وسَتكون أشرس من كُل الحُروب السّابقة، هذا إذا لم تَكن الحَرب الأخيرة في المنطقة فِعلاً، وأي أحد يَضع نفسه في مكان اليهود في فلسطين المُحتلّة فإن عليه أن يَقرأ هذا الخطاب، وما بين سُطوره جيّدًا، وأكثر من مرّة.

وفي ختام مقاله أكد عطوان أن هذا الرّجل يَقول ويَفعل، ولم يَخض حَربًا إلا وانتصر فيها، هذا هو تاريخه أو (His Track Record) الذي يُعتبر مِفصليًّا في تقدير هويّة الأشخاص وشخصيّاتهم في الغَرب خاصّةً.. والأيام بيننا.

كلمات دلالية