خبر دبلوماسيّ أمريكيّ سابق: أي "مبادرة تسوية جديدة قد تبدو مهمة حمقاء

الساعة 09:49 ص|01 أكتوبر 2017

فلسطين اليوم

حذَّر « دنيس روس » مبعوث الرئيس الأمريكيّ السابق، « باراك أوباما » لمنطقة الشرق الأوسط، من أي فشلٍ آخر للإدارة الأمريكية برئاسة « دونالد ترامب » لجهة حلّ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وقال روس في مقال نشره، « معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى »: « كوني أحد المفاوضين القدامى حول الصراع العربي- »الإسرائيلي« ، أُشيد بالجهود المبذولة لتحقيق السلام. إلّا أنَّني متنبّهٌ أيضاً بأنَّ أيَّ ضغط في هذا الاتجاه يجب أن يكون مترسّخاً في الاحتمالات الممكنة، لأنَّ أيَّ فشلٍ آخر لن يؤدي سوى إلى تعميق التهكّم الذي يشعر به الإسرائيليون والفلسطينيون. »

وأضاف روس في مقاله: « في الأسبوع الماضي التقى الرئيس ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس في اجتماعين منفصلين في نيويورك. وأعرب مجدداً عن تفاؤله بوجود »فرصة جيدة« لتحقيق ما يراه كـ »الصفقة النهائية« .

واعتبر روس أنَّه قد تبدو في الوقت الحالي،أيَّة مبادرة جديدة مهمَّة حمقاء.

وتابع: »وفي ما يمكن أن يُطلق عليه « الربط المعاكس »، فإنَّها لا تتعامل مع المسألة الفلسطينية التي سوف تقرّب بين السعودية والولايات المتحدة، بل إنَّ الولايات المتحدة هي التي تظهر أنَّها سوف تتصدى للتهديد الإيراني في المنطقة، حتى وإن كانت تتوقع من السعودية أن تتّخذ خطوات ملموسة في قضية السلام يمكن أن تستقطب إجراءات فاعلة دعماً لجهود إدارة ترامب. وبالطبع، سوف تحتاج المملكة إلى خطوات إسرائيلية تجاه الفلسطينيين لتبرير مد يدها لإسرائيل أمام الجمهور السعودي والعربي ككل. لكنَّ المحفّز بالنسبة لهم يكمن في رؤية أنّ الولايات المتحدة جادة بالفعل على المستوى العملي، وليس البلاغي فقط، في الحدّ من أعمال إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة.«

وأضاف في مقاله المطول: » ولنكون منصفين، فحتى لو قرَّرت إدارة ترامب أن تُبلّغ أنَّها سوف تلجأ إلى استخدام قوّتها الجويّة المتفوقة؛ لمنع إيران والميليشيات الشيعية من التوسع في سوريا بشكلٍ أكبر، فإنَّ السعوديين والإماراتيين وغيرهم لن يعمدوا إلى تطبيع علاقتهم مع إسرائيل. ومن أجل ذلك، سيكون من الضروري حلّ المسائل النهائية مثل قضية القدس. وبالتأكيد في هذه المرحلة، إنَّ القادة الإسرائيليين غير مستعدين لوضع قضية القدس على الطاولة.«

وزاد روس: »بيد أنَّه لا يزال بالإمكان العمل في هذا الصدد. فيمكن أن يُطلب من السعوديين أن يعلنوا أنَّهم سيرسلون وفداً إلى إسرائيل لمناقشة التهديدات المشتركة في المنطقة والضمانات الأمنية تحت عنوان « مبادرة السلام العربية ». وفي المقابل، بإمكان إسرائيل أن تعلن أنَّه نظراً لالتزامها بحل الدولتين، فإنَّها لن تقدم على بناء المستوطنات خارج الكتل الاستيطانية وتتنازل عن السيادة في المناطق التي تقع شرق الحاجز الأمني​​ - أو ما يصل إلى (92) في المائة من الضفة الغربية.«

»وهنا، سوف يؤدي السعوديون وغيرهم دوراً منتجاً للفلسطينيين ويمكنهم الانضمام إلى الولايات المتحدة في الضغط على الفلسطينيين لوقف سعيهم إلى نزع الشرعية عن إسرائيل في المحافل الدولية، وإنهاء المساعدات الاجتماعية التفضيلية المقدمة لعائلات الأشخاص المنخرطين في أعمال العنف ضد إسرائيل، والاعتراف بوجود حركتين وطنيتين وهويتين وطنيتين - يهودية وفلسطينية - وهو السبب وراء قبول إسرائيل بحل الدولتين.« بحسب روس.

روس الذي بدا متفائلًا في نهاية مقاله أضاف: »لن يحدث أيًّا من المذكور أعلاه من تلقاء نفسه. فمن الضروري استخدام الدبلوماسية الهادئة من أجل تسيير هذه التفاهمات وإعلانها في وقت واحد - ربما عند استئناف المفاوضات. وقد لا تكون هذه « الصفقة النهائية » التي يروج لها الرئيس ترامب ممكنة، بيد أنَّها قد تكسر الجمود الحالي وتُظهر أنَّ إدارة ترامب قد أحرزت تقدماً لم تتمكن من تحقيقه الإدارة الأمريكية السابقة."

كلمات دلالية