خبر كتب خالد صادق : على رسلك يحيى السنوار

الساعة 11:08 ص|30 سبتمبر 2017

فلسطين اليوم

عندما لا تستفيد الحركة الإسلامية من تجاربها قي مصر والجزائر والأردن وغيرها من البلدان العربية والإسلامية, وتبقى تمارس نفس الدور والأداء بشكل روتيني ومكرر, فإننا سنبقى نتوقع الإخفاق تلو الإخفاق, والفشل تلو الفشل, والموت تلو الموت, من لم يتعلم من تجاربه السابقة فسيكون هدفا سهلا لخصمه, يستطيع ان يفعل به ما يشاء, وقتما يشاء, وكيفما يشاء,  فهناك من يتعامل مع القياديين الإسلاميين بمنطق انه « رجل طيب بتضحك عليه بكلمتين, وبتاخد اللي بدك إياه منه بسهولة, وبترمي له شوية فتات », ولو ما قبل به تستطيع ان تفعل به ما تشاء, قتل , سجن, إبعاد, تصفية, فكل شيء مباح حتى الجريمة تصبح مباحة عندما يتعلق الأمر بحركة إسلامية موصومة « بالإرهاب ».

من منا لم يناد بالمصالحة الفلسطينية, من منا لم يحث عليها ويسعى إليها, من منا لم يحلم بها ويتمناها, من منا لا يريد تخفيف الأعباء عن شعبه,  وتحريك اوضاع الناس وحل مشكلاتهم المعيشية, كلنا مع هذا التوجه, وكلنا ندعمه, ولكن ليس على حساب ثوابتنا الوطنية, ومقاومتنا الباسلة, وحريتنا المنشودة, فالسيد يحي السنوار مسؤول حركة حماس في غزة, يريد ان يفرض المصالحة بالقوة على الجميع, ومن يقف في وجه المصالحة سيتم محاسبته بقوة, مهما كان موقعه, دون حتى ان يضعنا أو يضع فصائل المقاومة الفلسطينية’ في صورة ما تم التوافق عليه في المصالحة الثنائية بين فتح وحماس.

أخي أبا إبراهيم هلا تضعنا في صورة الاتفاق, وتقول لنا ما مصير التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال, وكيف سيمضي التنسيق الأمني بينهما, في ظل إصرار السلطة على استمراره, والسعي للامساك بزمام الأمور بيدها بعيدا عن أي تدخلات لا من حماس ولا غيرها.

هلا تخبرنا عن سلاح المقاومة, وكيف يمكن ان تحفظه, وما رأيك في الدعوات التي أطلقت لترسيمه, ودمج المقاومين في جهاز امني يعمل تحت سيطرة السلطة ووفق سياستها.

هلا أخبرتنا عن الاعتقال على خلفية الانتماء السياسي, أو حرية الرأي والتعبير, وهل هو متاح لأجهزة امن السلطة في غزة عندما تتسلم زمام الامور, وهل لها ان تعتقل من تشاء, وتلاحق من تشاء, وتستدعي لمخابراتها وأجهزتها الأمنية أي شخص وتستجوبه كما يحدث ألان في الضفة الغربية؟.

هلا أخبرتنا عن مصير معسكرات التدريب التابعة للمقاومة الفلسطينية بكافة اذرعها العسكرية, وهل ستسيطر عليها السلطة الفلسطينية, وماذا عن شبكة الأنفاق, ومستودعات السلاح والمخازن, هل ستقبل بها السلطة, أم أنها كما قالت لن تقبل بقوة موازية لها في القطاع.

هلا أخبرتنا عن مصير العملاء الذين اعتقلتهم الداخلية في قطاع غزة, وهل سيبقون تحت سيطرة أجهزة امن حماس, أم ستسلمونهم لأمن السلطة, التي ستقوم بإطلاق سراحهم لأنها لا تعتبرهم خطرا على امن البلاد, ووفق التنسيق الأمني مع الاحتلال  لا يجوز إبقائهم داخل السجون الفلسطينية.

هلا أخبرتنا أخي أبا إبراهيم عن مسلسل السلام الممهور دائما بالتنازلات الرسمية الفلسطينية لصالح الاحتلال, وهل سيترك المجال للسلطة لتقدم المزيد من التنازلات لصالح الاحتلال الصهيوني, وهل سيكون السلام على حساب حقنا في مقاومة الاحتلال والرد على جرائمه بحق شعبنا الفلسطيني, وقدرتنا على إطلاق الصواريخ تجاه العدو الصهيوني, أم ان هذا سيدخل ضمن العطايا التي يمكن تقديمها مجانا للاحتلال.

هلا أخبرتنا عن الجنود الصهاينة المحتجزين لدى كتائب القسام, وهل هم خارج اتفاق المصالحة, أم في عمقها, وهل للسلطة الحق في الإمساك بملفهم, باعتبارهم السلطة الشرعية الوحيدة في غزة, وهل ستسمح لهم بإعادتهم لإسرائيل سواء جثثا أم أحياءا, كما يحدث كل يوم في الضفة, عندما تعيد السلطة المستوطنين الذين يتسللوا للمدن لارتكاب جرائم  للاحتلال دون أي مقابل.

هل من حقنا ان نسأل عن كل هذا, آم ان هذا ليس من حقنا, وستفرض علينا المصالحة كيفما كانت, ودون ان ننتظر إجابة عن أسئلتنا, إذا كانت الأسئلة ليس لها من إجابة عندك, فإننا سننتظر مصيرنا ونمضي نحو المجهول, وقد ندفع أثمانا باهظة, ولكن عليك أبا إبراهيم ان تعلم ان مصير آلاف المجاهدين والثوار أصبح أمانة في رقبتك ورقبة حماس, وان مصير المقاومة وسلاحها وعدتها وعتادها أصبح أمانة في رقبتك ورقبة حماس, ومصير الشرفاء والأحرار والثوار من أبناء شعبنا الذين تحملوا ويلات الحصار وصمدوا في الحروب صمودا أسطوريا أصبح معلقا في رقبتك ورقبة حماس, ومصير القضية الفلسطينية أصبح معلقا في رقبتك ورقبة حماس, ان كنت واثقا سيدي من خطواتك, وضامن لها فنحن معك وسنقف إلى جانبك, وسنعزز المصالحة ونعمل على إنجاحها بكل ما أوتينا من قوة, أما ان كنت تقامر بمصيرنا وتفترض حسن النية لدى الآخر دون ان تكون متمكنا من النتائج وضامنا لها, فنقول لك انك تقودنا إلى المجهول, ولا نريد ان نستمر في تكرار مسلسل الضربات الموجعة للحركة الإسلامية دون ان نتعلم من أخطائنا.

عليك ان تعلم انك تتعامل مع أوصياء فرض علينا ان يكونوا مسؤولين عن قضيتنا الفلسطينية, لهم برامجهم وأجنداتهم الخاصة, والتي تعمل وفق مصالح إقليمية وبتبعية كاملة متكاملة مع الإدارة الأمريكية, عليك ان تعلم ان حجم التكالب على فلسطين وقضيتها كبير جدا, وهو اكبر بكثير من قدرات حماس وفتح, عليك ان تعلم ان العمل جاري على قدم وساق لتحقيق صفقة القرن, لا نريد ان تنتهي تضحياتنا على مدار عشر سنوات ويزيد, والتي تخللتها ثلاثة حروب طاحنة بهزيمة, لأن هذا سيمثل انتكاسة كبيرة لفلسطين وقضيتها.    

نحن مع المصالحة الواضحة بتفاصيلها وبنودها, التي تلقى قبولا من كافة الفصائل الفلسطينية, مصالحة تراعي أوضاعنا السياسية والأمنية, مصالحة لا تلقي الخوف في قلوبنا من مصير مجهول قد لا يحمد عقباه, مصالحة تنتصر للجميع وتسخر لمواجهة الاحتلال وأخطاره ومؤامراته, وتضع حدا لأطماعه في تحقيق ما تسمى بصفقة القرن, التي بدأت فصولها مع تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرئاسة الأمريكية.

كلمات دلالية