خبر حماس والتحدي القادم

الساعة 07:04 ص|29 سبتمبر 2017

بقلم

هل ستشارك حركة حماس في الانتخابات القادمة؟ وكيف ستكون مشاركتها في حال رغبتها في ذلك؟ هل بشكل مباشر؟ أي عن طريق وجوه حمساوية معروفة أم عن طريق دعمها لمستقلين؟ وهل ستشارك في كافة الانتخابات سواء تشريعية، رئاسية ومجلس وطني؟ أم ستنتقى جزء وتترك آخر؟ في حال مشاركتها وفوزها في الانتخابات الرئاسية والتشريعية كيف سيتعامل المجتمع الدولي مع المتغير الجديد؟ في حال عدم مشاركتها كيف ستكون علاقة الحركة مع الحكومة والرئاسة الجديدة؟ هل علاقة توافق وانسجام؟ أم علاقة تصادم؟ كيف ستتعامل الحكومة الجديدة مع مجموعات متطرفة « بدون حماس » وهي صاحبة تجربة في مواجهتهم ويوجد في سجونها عددا منهم، أم ستترك هؤلاء يناكفوا الحكومة والفصائل معا محدثين فوضى وإخلال بالنظام وإخلال بالتفاهمات السياسية التي أبرمت بواسطة المصريين. أسئلة من حقنا أن نطرحها.

أولا: لا نريد أن نسرد ما تعرضت له حماس والقطاع إثر فوز الحركة في انتخابات 2006 من حصار سياسي ومالي، ترتب على إثر ذلك أزمات ومعاناة وحروب، كل طرف يتحمل جزء منها سواء إسرائيل، المجتمع الدولي، الدول العربية، السلطة وحتى حماس نفسها.

ثانيا: معنى موقفنا القادم لا يعنى أننا نريد أن نلقى حماس في البحر كما يريد لها البعض، بل نريد هذه المرة منها أن تزن الأمور بشكل دقيق بدون اندفاع مراعية بذلك مصالح شعبنا ومحافظة على نفسها كحركة تحرر وطني بعيدا عن مشاريع الاحتواء التي تستهدفها وبعيدا على الرهانات التي تحاول حماس الرهان عليها من وقت لآخر.

ثالثا: يمكن القول أن مشاركة حماس بشكل مباشر في الانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة أن تقرر اجرائها أشبه بإنسان يلقى نفسه في النار مرة أخرى بعد أن تمرغ فيها فترة من الزمن. لماذا؟ لأن الظروف التي رافقت فوز حماس في 2006 لم تتغير بعد والتي جاءت بعدها لم تكن بأحسن حال منها بل أسوأ منها. فشروط الرباعية التي بسببها فرض الحصار كما هي، والموقف العربي زاد انهيارا وسوءا خاصة بعد ما سمى بالربيع العربي بل أصبح العرب أكثر هرولة نحو اسرائيل، وما الجولات السرية التي نسمع بها والرغبة الجارفة في التطبيع التي يخطط لها تسير على قدم وساق متجاوزة منظمة التحرير والمبادرة العربية التي تشترط حل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين مقابل التطبيع الكامل، وكذلك فوز ترامب وتصنيفه لحماس كحركة إرهابية بالإضافة الى تدهور العلاقة الحمساوية مع دول حاضنة لها كسوريا وتذبذبها مع دول أخرى كمصر (لا نضمن لهذه العلاقة الاستقرار لكنا نتمناه) . فعلى ماذا تراهن حماس إذن في حال مشاركتها وفوزها في الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة؟

لذلك من الأصوب إن أرادت حماس أن تبقى حركة تحرر وطني وان تحيد شعبنا مزيدا من الأزمات، أن تبتعد قدر الامكان عن تبعات الحكم المباشر « حكومة ورئاسة » في الوقت الحالي لأن الظروف السياسية لم تتغير بعد كما أسلفت بل مطلوب من حماس التعامل بحنكة من خلال مقاطعة الانتخابات باستثناء انتخابات المجلس الوطني، أو دعم مرشحين وطنيين مستقلين يكون لهم دور في التخفيف عن شعبنا في كل أماكن تواجده خاصة في قطاع غزة بعد أحد عشر عاما من المعاناة إثر الانقسام والأزمات والحروب مع التأكيد على ضرورة مشاركتها مع باقي الفصائل في انتخابات المجلس الوطني.

من هنا نرى أن حماس والكل الوطني الفلسطيني عليه أن يركز جهده في المرحلة المقبلة على:

1- إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير من خلال التوافق على برنامج وطنى في ظل التحديات الراهنة والمتغيرات في المنطقة خاصة في ظل تعثر مشروع التسوية وبحث البدائل الممكنة، وبحث قضايا ذات العلاقة مثل التهدئة والمقاومة بكافة أشكالها وهذا يتطلب تفعيل الإطار المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية وتفعيل المجلس الوطنى الجديد في حال انتخابه باعتباره مرجعية سياسية للجميع.

2- أن يتم بذل الجهود الكبيرة وتذليل العقبات أمام الحكومة الجديدة من أجل بث الحياة من جديد في عروق أهلنا خاصة في قطاع غزة وأن يتم تركيز برنامج الحكومة على الشؤون الخدماتية وتحييد نفسها عن القضايا السياسية التي سيتولى شؤونها منظمة التحرير بعد تفعيلها ومشاركة الكل الفلسطيني في اتخاذ القرار فيها.

3- أن تكون العلاقة بين الحكومة الجديدة والفصائل الفلسطينية علاقة توافق وانسجام خاصة في ملفات لها علاقة بفرض القانون والنظام والسلم الأهلي.

ما نخشاه هو محاولة احتواء حركة حماس في مشاريع إقليمية واستجابة الحركة بشكل مباشر أو غير مباشر لهذه المبادرات التي تصب جميعا في خدمة إسرائيل، تكون مشاركة حماس في الانتخابات مع توفر ضمانات لها في حال فوزها أحد إفرازاتها.

فهل حماس على درجة عالية من الحذر واليقظة بحيث لا تتكرر أخطاء منظمة التحرير التي تم بشكل أو باخر احتوائها وإخراجها من مضمونها لحساب وصالح السلطة التي على قول رئيسها لا هي سلطة ولا هي غير سلطة؟

كلمات دلالية