خبر احتفالات السخافة -هآرتس

الساعة 09:49 ص|28 سبتمبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

مساء أمس، بحضور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وبعض من وزراء الحكومة (ولا سيما من الليكود والبيت الحكومي)، عقد في غوش عصيون احتفال لاحياء « احتفالات اليوبيل بتحرير يهودا، السامرة، غور الاردن وهضبة الجولان ». واخرج المناسبة مركز الاعلام في وزارة الثقافة، ولما كان الحديث يدور عن مناسبة رسمية فقد تقرر بان يمثل قاض من المحكمة العليا السلطة القضائية، كما هو وارد في البروتوكول. غير أنه عندما اطلعت رئيسة المحكمة العليا مريم ناؤور على مضمون موضع الخلاف للمناسبة الغت مشاركة مندوب السلطة القضائية، القاضي نيل هندل. كما أن النائب عيسوري فريج من ميرتس توجه الى رئيسة العليا بطلب لان تلغي تمثيلها بدعوى ان هذه مناسبة سياسية.

 

خير فعلت ناؤور بالغائها مشاركة مندوب الجهاز القضائي في الاحتفال. يمكن لوزيرة العدل آييلت شكيد، وزير السياحة يريف لفين ووزيرة الثقافة ميري ريغف ان يدحرجوا العيون ويتهموا السلطة القضائية بالتسييس، ولكن هذا تلاعب كاذب. فالحديث يدور عن احتفال الرسمية بعيدة عنه، احتفال سياسي صرف يغير بشكل رسمي التعريف الرسمي للمناطق الى مناطق محررة.

 

ان الفكرة التي تقول ان إسرائيل ليست محتلة بل محررة تشكل الخلاف السياسي الداخلي المركزي في إسرائيل. فالمجتمع الإسرائيلي ممزق بالنسبة لمسألة المناطق وبالنسبة لمستقبلها. ولهذا فان « احتفالا » يغير الرواية الرسمية لدولة إسرائيل بالنسبة للمناطق لا يمكنه أن يكون رسميا. فالجمهور الديمقراطي والمحافظ على القانون، في البلاد وفي العالم لا يمكنه ان يقبل وضعا يكون فيه الاحتجاز بالقوة لملايين من بني البشر بلا حق مواطنة حالة رسمية شرعية.

لقد احتلت اسرائيل المناطق قبل 50 سنة ولو لم تكن منقسمة بالنسبة لملكيتها على المناطق، لكانت الحقتها منذ زمن بعيد واعلنت عليها السيادة ومنحت المواطنة لملايين السكان الفلسطينيين. ولكن حتى الحكومة الاكثر يمينية في تاريخ الدولة تفهم بان المناطق محتلة، تفهم بان

ليس لاسرائيل سيادة عليها وتفهم بان استمرار حكمها العسكري في المناطق وعلى السكان الفلسطينيين يتعارض والقانون.

ان مطالبة المحكمة بارسال مندوب لاحتفال الشغب القانوني الاكبر للدولة كانت مدحوضة منذ البداية. والسؤال الحقيقي ليس لماذا لا تشارك السلطة القضائية في مناسبة لاحياء 50 سنة على المشروع الاستيطاني بل كيف لا تخجل حكومة اسرائيل من عقد مناسبة كهذه. المشكلة الحقيقية ليست مع مريم ناؤور بل مع رئيس وزراء في وعده « الا يكون اقتلاع لبلدات في بلاد اسرائيل بعد اليوم »، مرة اخرى برهان على أن الميزة الاساس لفترة حكمه هي الانبطاح امام المستوطنين. امس وقع في غوش عصيون احتفال احتفل بالسخافة وبالظلم المستمرين منذ خمسين سنة.

 

كلمات دلالية