خبر مشهد الاثنين ..بقلم/ د.أحمد الشقاقي

الساعة 06:54 ص|28 سبتمبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم/ د.أحمد الشقاقي

وصلت تفاصيل المشهد السياسي بغزة الى ذروتها، وباتت آمال الجماهير العريضة بتحقيق المصالحة تنتظر اجراءات الحكومة في غزة. زوايا الصورة رسمتها عشرات الأخبار التى تحدثت عن جدية الأطراف المنقسمة وسط ارتفاع محاذير الشك لدى المواطن الذي خاض تجارب الاعلان عن مصالحات وهمية دون أن يلمس الوحدة الوطنية واقعاً وسلوكاً وممارسة.

سقف التوقعات من المصالحة المرتقبة يكاد يصل عنان السماء بعد أن تعلق حل كل الأزمات بإنهاء الانقسام السياسي، وهذا يخالف حقيقة الواقع الذي تتحكم بتفاصيله دولة الاحتلال، وبالتالي فإن مسألة تجاوز الأزمات التى تُطبق على صدور أهالي غزة متعلقة بموقف الاحتلال، وهذا يقدم استفهاماً كبيراً حول موقف الاحتلال من هذه التفاهمات، وما هي الصيغة التى تحاول الأطراف الإقليمية والدولية تمريرها لدفع الاحتلال لتقديم بعض من «التسهيلات».

مواكب الوزراء التى تستعد شاشات التلفزيون لنقلها ستتحرك بوقود شعبي، ويُنتظر منها أن تقدم جديداً وفور توقف عجلات هذه المركبات أمام مجلس الوزراء بغزة سيكتشف هؤلاء القادة أن أمامهم سيلا جارفاً من الهموم والمتاعب والتفاصيل التى لا نهاية لها. مئات التعليقات وآلاف الاستفسارات تنتظر حكومة تسيير الأعمال وعليها أن توفر الاجابات والحلول سريعاً حتى لا تقع فريسة لشيطان الانقسام الذي ما زال يخيم على الأجواء وينتظر فرصته للانقضاض على هذا الاتفاق الضبابي؟!

ما وفره طرفا الانقسام من معلومات حول تفاصيل الاتفاق وآليات التنفيذ يوحي بأن مشهد الاثنين وما بعده بغزة سيكون له ما بعده، وبالتالي التأسيس لمرحلة جديدة عنوانها الانتقالي رفع العقوبات عن غزة وعنوانها المرحلي الانتخابات الشاملة. لكن هذا المشهد الذي سيتخلله اجتماعات وصفتها بعض المصادر بالعنقودية تدلل على تداخل المشهد وتشعب التفاصيل الى أدق مجريات العمل الحكومي بالقطاع سواء معابر أو وزارات وسلطات أمنية وقضائية.

حركة حماس وقائدها السنوار قدمت خطاباً إيجابياً في سياق الترحيب بحكومة تسيير الأعمال ووجدنا توجيهات للقائمين على العمل الحكومي بغزة تطالبهم بالانسجام مع «الضيوف» بعيداً عن إثارة الخلاف أو الصدام. بدروها اعلنت فتح والحكومة أن لجاناً محددة المهام قد شكلت للبدء الفوري بإدارة الشأن الحكومي وهو ما يوحي بشكل مختلف في التعامل مع المصالحة المعلنة!

ان المطلوب من كافة التوجهات السياسية والتكتلات الشبابية أن تتجاوز منطق بيانات الترحيب إلى مربع الرقابة الفعلية لتحقيق مصالحة بعيدة عن الاشتراطات السياسية، فلا يعقل أن يقبل الفلسطيني المقاوم بأن يقدم تنازلات في مواقفه السياسية بعد هذا الصمود الأسطوري الذي استمر طوال سنوات الحصار ليؤسس بيئة مقاومة وينسلخ منها فجأة تحت مبررات العلاقات مع الاقليم.

نستطيع القول إن»الاستجلاء» هو الهدف الرئيس لزيارة الوفد الحكومي الى غزة، وطبيعة التعامل مع مجريات الأمور ستكون على إثر الاختبار الذي يخضع له القطاع، وبالتالي فإن الفترة الحرجة الأولى لعودة حكومة تسيير الأعمال الى القطاع ستكون بانتظار نتائج ايجابية من دوائر العمل الحكومي، بالاضافة الى تتابع الوصول الى نتائج ايجابية من زيارة وفود الفصائل الفلسطينية الى القاهرة خلال الفترة القريبة القادمة.

الموقف المصري من المصالحة في حلقته الأخيرة شكل تطوراً مهماً في سياق الرعاية للمصالحة الفلسطينية، وجعل امكانية تلكؤ أحد الأطراف مسألة محرجة أمام الشارع الفلسطيني، وبالتالي فإن قدوم الوفد الأمني والإداري للإشراف على تنفيذ المصالحة مؤشر ايجابي لكن في نفس الوقت يثير جملة من التساؤلات حول قدرة هذا الوفد على تحقيق اختراق بما يتعلق بالمسائل الأمنية وبالتحديد شكل الأجهزة الأمنية وفلسفة عملها.

ان التوافق الفلسطيني الذي تم عام 2011 في القاهرة على اثر جولات مكوكية للجان المصالحة سواء المتعلقة بالأمن او منظمة التحرير وحتى الحكومة والمصالحة المجتمعية ينتظر تطبيقاً خلال الفرصة القادمة وإن تعثرت المركب خلال المحطة المرتقبة فإن أسهم الإحباط التى ستضرب الجمهور ستكون قاسية على كافة الأطراف السياسية.

كلمات دلالية