خبر التحريض يشجع -معاريف

الساعة 10:42 ص|27 سبتمبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: النائب يعقوب بيري

نائب من كتلة يوجد مستقبل ورئيس المخابرات سابقا

(المضمون: عملية قاسية ونتائج مأساوية كهذه محظور أن تهز محبي الاستقرار والسلام على جانبي المتراس - المصدر).

القتلى في العملية القاسية في هار أدار هم من قوات الامن والحراسة في دولة إسرائيل. تفانيهم واخلاصهم لمهامهم، العادي والمضني، جديران بتقديرنا جميعنا. كل شعب اسرائيل حزين على هذا الفقدان القاسي ويحترم ذكراهم بأسى وحزن.

صحيح أن كل معطيات التحقيق الميداني ليست امامي، ولكننا ملزمون بان نحقق ونسأل اذا لم يكن هذا قصورا يتوجب علينا أن نتعلم دروسه ونستوعبها. ففتح محور أو موقع متقدم، منصوب في اقصى بلدة تقع على التماس بيننا وبين السلطة الفلسطينية اصبح موضوعا عاديا،

 

ندفع لقاءه على مدى سنوات طويلة ثمنا دمويا كبيرا وأليما. والعجب كيف ينجح مخرب فرد في أن يفاجيء ويقتل افراد شرطة وحراس معتادين على الحياة اليومية في تلك النقطة – عجيب. يجب ان يُسأل ويفحص السؤال كيف فوجئوا ولماذا لم يردوا ويحيدوا المخرب؟

 

لقد اعتدنا في السنوات الاخيرة على ان سرعة رد وجرأة رجال قوات الامن ابقت القليل من المخربين على قياد الحياة عند محاولتهم القتل. أعرف واؤمن بان التحقيق الميداني سيفحص هذا العجب بعمق. فتصاريح العمل في اسرائيل او في خطوط التماس ليست لاسفنا ضمانة لمنع خلية او مخرب فرد من تنفيذ عمليات ارهابية. وحقيقة أن اسرائيل تساعد الاقتصاد الفلسطيني على تؤثر على منظمات المخربين أو المنفذين الافراد للعمليات ممن قاموا في الماضي ولاسفي في المستقبل ايضا بمواصلة المساعي لضربنا وقتلنا.

 

السلطة الفلسطينية ليست ناجعة، على اقل تقدير، في حربها ضد الارهاب. لا شك ان التحريض يشجع اولئك الذين يبغون الشر لنا ولكنها مصلحة اسرائيلية في منع البطالة واليأس في المناطق والعمل على تخفيض مستوى الدافعية لتنفيذ العمليات الارهابية. اما العقوبات والردود الشديدة فلن تكون ناجعة بل ربما ستضر اكثر مما تساعد.

 

المخابرات، الجيش، الشرطة، قوات حرس الحدود والحراس المدنيون يقومون بواجبهم بالتفاني الجدير بكامل التقدير، ولكن الاستخبارات ليست أمرا مطلقا، ودوما ستكون هناك ثقوب.

 

ان ضم الاراضي سيثقل على اسرائيل ويحملها مسؤولية الحكم لملايين الفلسطينيين الذين لن يقبلوا هذا ابدا وسيردون بالقتال وسيصعدون عمليات الارهاب. صحيح أن القيادة الفلسطينية ليست مستقرة وسيصعب عليها قبول حلول سياسية، ولكن محظور على دولة اسرائيل وعلى حكومتها ان تكف عن محاولاتها الوصول الى حل وسط سياسي مع السلطة الفلسطينية. فدوما سيبقى متطرفون لن يقبلوا حلا سياسيا ولكن معقول ان يتقلص عددهم بالتدريج.

 

عملية قاسية ونتائج مأساوية كهذه محظور أن تهز محبي الاستقرار والسلام على جانبي المتراس.

 

كلمات دلالية