خبر محمود الطيطي.. شهيد ليس عادياً أنموذج في النصرة والتضامن

الساعة 09:11 ص|27 سبتمبر 2017

فلسطين اليوم

لم يكن الشهيد محمود عادل الطیطي من مخیم الفوار جنوب الخليل بالضفة المحتلة، شخصاً عادياً فقد كتبت تفاصيل حياته نهايته الجميلة التي تمناها طويلاً، فهو يجمع بين الأسير والشهيد واللاجئ والمقاوم، بعد أن تربى على نهج المقاومة الذي لا حراك عنه لتحرير الأرض والمسرى والأسرى.

كان الطيطي الذي یعود مسقط رأسه إلى أراضي فلسطين المحتلة عام 1948 « عراق المنشية »، أنموذجاً في التعاون والنصرة والتضامن، عاش من أجل القضية واستشهد لأجلها، بطل في عيون أهله وأصدقائه وكل من عرفه، فهو مؤسس ورئيس الحراك الشبابي للأسرى المحررين في الضفة الغربية المحتلة.

تقول أخت الشهيد: كان محمود نموذجاً في النصرة والتضامن، فهو أسس صفحة على الفیس بوك تدعو لنصرة الأسرى، وخرج في مسیرات كثيرة، منذ أن بدأ التضامن مع الأسرى المضربین، مروراً باستشهاد الأسیر عرفات جرادات في سجون الاحتلال، وصولاً إلى استشهاد الطالب الجامعي محمد عصفور، ومن قبل ذلك كان یهب نصرةً لقطاع غزة في معركة حجارة السجیل، لیكون في كل مرة مثالاً على رجل مقاوم لا یعرف الكلل والملل« .

تضیف أخت الشهيد: كان يحلم محمود أن يتعلم الصحافة والإعلام، في جامعة خارج الوطن، إلا أن تنغیص الأجهزة الأمنیة الفلسطينية والاحتلال كان مانعاً في كل مرة یحلم فيها بذلك.

اُعتقل محمود لمدة ثلاثة أعوام، حيث أُفرج عنه في عام 2009 بعد أن خرج لتنفيذ عملية طعن فدائية في الحرم الإبراهيمي، حيث تم القبض عليه بعد محاولته الطعن لكن لصغر سنه وقتها، لم يتمكن من إصابة الجنود.

ووفقاً لشقيقته، تعرض الطيطي، للاعتقال على ید السلطة، وتحديداً جهازي الأمن الوقائي والمخابرات، كما أن عدة استدعاءات جلبت له، من قبل الأجهزة، حتى استشهاده قبل أن یحضر محكمة له في الخلیل، على ید ذوي القربى.

فيما يقول والد الشهيد عادل الطيطي: في كل مرة كان يتم اعتقال الشهيد محمود كان يزداد صلابة وإصرار على إكمال مسيرته التي بدأها فتقاربه الكبير من الفصائل الإسلامية خصوصاً أنه كان أحد أبناء الجهاد الاسلامي المميزين والمهذبين والذين تربوا على موائد الرحمن داخل مساجد المخيم كان طليعة ونبراساً في العمل الوطني والتطوعي وكان سباقاً في كل مناسبات الوطن

فيما يقول صديق الشهيد المقرب أبو يوسف عن الشهيد محمود: صعبة هي الكلمات عندما تخرج في حضرة الشهداء وخصوصاً عندما يكون الشهيد صديقاً بل أخاً عزيزاً. »

ويضيف أبو يوسف: عندما يرحل شهيد صديق ترجع الذاكرة إلى الخلف يبطئ وحذر تستحضر الذكريات الجميلة، وكثيراً ما حدث لي ذلك ولكن عند (محمود الطيطي) يختلف الأمر كيف لا ؟؟ وقد عرفته وهو صغير ولكنه كان يحمل حمل الكبار.

وأوضح أبو يوسف، أن محمد كان يعشق الجهاد والمقاومة وكان كل حديثه عن الجهاد الشهادة، بل كان يعشق الشهداء، حيث عندما كان يتحدث عنهما كنت أرى بعينيه دموع تريد أن تخرج ولكنه يمنعها ولكنها تصر على الخروج مرة أخرى ولكن كانت رجولته تأبى أن يرى أحد دموعه فيقوم متحججاً بأي أمر.

لقد عُرّف الشهيد الطيطي مجاهداً فذاً، ومدافعاً صلباً عن شعبه وقضيته، وعاش هموم الأسرى ومعاناتهم؛ وبرز مؤخراً نشاط الشهيد في فعاليات إسناد أبطال معركة الإرادة في سجون الاحتلال، التي نُظمت في محافظة الخليل وفي أنحاء الضفة؛ حيث كان له دورٌ كبير في الإشراف عليها، وتعبئة الجماهير للمشاركة فيها وتنظيم الوقفات الدورية في كل أسبوع والاغرب من ذلك أنه كان يقف بنفسه وحيداً ليرفع لافتات مكتوب عليها كلنا للأسرى فداء.

تقول والدة الشهيد: كان محمود يردد عبارته المشهورة « يافلسطين احنا عشقنا الشهادة ».. وليلة استشهاده رددها بعد أن قام بالاغتسال والصلاة ولبس أجمل الثياب عنده وتزين بأجمل العطور.

فقالت له أم محمود – الحديث على لسانه والدته- كأنك خارج كي تزف لعرسك يا محمود فيرد عليها إني ذاهب لكي ألقى أجمل عروس فترد عليه قائلة إني أخشى أن لا أراك بعد هذه المرة، وكان قلبها قد حدثها بحدث جلل ليبدأ اقتحام مخيم الفوار جنوب فلسطين.

فتقول أم محمود: ما بدأ الاقتحام للحظات حتى بدأت أصرخ أين محمود: « هاتولي محمود » فسمعت صوت أزيز الرصاص وعم السكون في المنطقة وهي تنظر للأعلى وتقول اللهم إن كان من اخترت محمود اليوم فاعلم أني راضية صابرة محتسبة لوجهك الكريم"

وماهي إلا دقائق حتى جاءها خبر استشهاد محمود بعد أن قام قناص صهيوني بانتظار اللحظة التي يباغت فيها محمود فيطلق عليه رصاصه الحاقد فتخترق جسده الطاهر رصاصتان في الرأس كانت كفيلة بإنهاء حياة محمود عن هذه الدنيا ولقاء الله عز وجل.

رحل محمود تاركاً ورائه قضية طالما حلم أن تتحقق وهو في الدنيا.. الأسرى والمسرى لكن من لهما غير الله يا محمود والمقاومة.



الشهيد محمود عادل حمدان الطيطي 2

الشهيد محمود عادل حمدان الطيطي 1

الشهيد محمود عادل حمدان الطيطي

كلمات دلالية