خبر أردان يهمل مرة أخرى- هآرتس

الساعة 10:18 ص|25 سبتمبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

بعد ظهر يوم الاربعاء، في الوقت الذي انكب فيه معظم الاسرائيليين على اعداد وجبات العيد لاستقبال السنة الجديدة، اقتحم مجهولون كنيسة القديس ستفانوس المجاورة لبيت شيمش ودنسوها. فقد حطموا زجاج العرض واغراض مقدسة اخرى – بينها تمثال للقديسة مريم. « لا أعرف من يمكن ان يفعل أمرا كهذا »، قال بعد الحدث رئيس الدير. واذا استندنا الى تجربة الماضي، يبدو ان احتمالات ان يكتشف الاب انطونيو في اي مرة من أفسد الموقع المقدس طفيفة. فحسب معطيات وزارة الامن الداخلي التي نشرت في « هآرتس » أمس فانه منذ 2009 فتح 53 تحقيقا على احراق وافساد مواقع مقدسة للمسيحيين والمسلمين. منها 45 اغلقت مثلما فتحت. ومنذ 2009 رفعت النيابة العامة 9 لوائح اتهام على افساد مواقع مقدسة – وادين 7 أشخاص. والمعنى هو أن 85 في المئة من ملفات التحقيق اغلقت دون أن يحاسب احد عليها.

 

لقد درجت قوات الامن على التباهي في مكافحتها للجريمة القومية في إسرائيل. ففي العام 2013، العام الذروة من ناحية افساد في المواقع المقدسة، حسب المعطيات – تشكلت وحدة خاصة للجريمة القومية مسؤولة عن تقديم المجرمين الى المحاكمة ولكن يبدو ان الفخار باقامة هذه الوحدة مبالغ جدا فيه. ففي الواقع، لم تتوقف اعمال الافساد – بل تعاظمت منذ قيام الوحدة. وهكذا بين 2014 و 2017 افسد بالاجمال 26 موقعا، مقابل 17 في اعوام 2009 – 2012، حين لم تكن الوحدة قائمة.

 

للمعطيات التي انكشفت في اطار استجواب رفعه النائب ايتسيك شمولي الى وزير الامن الداخلي جلعاد اردان ارفق كتاب عن الوزير. وتضمن الكتاب تصريحا غريبا جدا يقول انه « حسب النتائج التحقيقية المختلفة، نفذت الاحداث بدوافع مختلفة، ابتداء بالاهمال، عبر المرض النفسي وفي حالات متطرفة يدور الحديث عن احداث احراق بدت مقصودة ». هذا القول الغريب من وزير الامن الداخلي لا يستند الى الحقائق. فنشطاء اليمين المتطرف ومنظمات مدنية تتابع هذه الاحداث لا تتذكر حالات احراق مقصودة لاماكن مقدسة كنتيجة لـ « امراض نفسية » والمتابعة التي تجريها منظمة « تاغ مئير » تبين انه في اغلبية اعمال الافساد رشت كتابات أو حطمت اغراض بشكل لا يدع مجالا للشك في أن هذا ليس اهمالا. يجب ان نذكر اردان بان مهام منصبه ليست التشخيص النفسي بل الادارة الشرطية. لقد حان الوقت لان يتفرغ للقيام بعمله حتى حين لا يكون مصابي الجريمة يهودا.

 

كما حان الوقت لان يعمد رئيس اردان، رئيس الوزراء بينامين نتنياهو الذي يتباهى من على كل منصة بحرية الدين والامن الذي توفره اسرائيل لابناء كل الديانات، الى الاعتراف بالفشل ويحث الشرطة على القيام بمزيد من الجهود للقضاء على هذه الظاهرة المعيبة.

كلمات دلالية