التربية والتعليم تمنع طواقم الاقتصاد من التفتيش

خبر « مقاصف المدارس » تتحول إلى أماكن « ممنوع التفتيش »!

الساعة 10:55 ص|23 سبتمبر 2017

فلسطين اليوم

أثارت مراسلة مُسربة موجهة من مدير التربية والتعليم في غزة إلى مديري المدارس ومديرياتها بضرورة منع الطواقم التفتيشية التابعة لوزارة الاقتصاد الوطني من دخول المدارس والتفتيش على المقاصف جدلاً حاداً على صفحات التواصل الاجتماعي، وطرح مختصون سؤالاً عريضاً لماذا ترفض وزارة التربية والتعليم دخول الإدارة العامة لحماية المستهلك إلى المقاصف؟! خاصة أن المقاصف قطاع مؤثر في الصحة العامة.

« فلسطين اليوم » حصلتْ على مراسلةٍ موجهةٍ من مدير التربية والتعليم في غزة أ. أشرف رياض حرزالله يطلب فيها من مديري المدارس المعنية ومديراتها بضرورة عدم السماح للطواقم التفتيشية لوزارة الاقتصاد الوطني بدخول المدارس، الامر الذي أثار جدلاً واسعاً، ما دفع المجلس التشريعي للدخول على الخط.

المراسلة الداخلية جاءت في أعقاب جولة تفتيشية نفذتها دائرة حماية المستهلك على المقاصف، وجاءت الجولة بعد كتاب ارسلته دائرة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد الوطني إلى وزارة التربية والتعليم بضرورة السماح للدائرة بتنفيذ حملات توعوية وتفتيشية على المقاصف المدرسية.

مدير حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد الوطني رائد الجزار، يقول « قبل عيد الأضحى المبارك توجهنا بكتابٍ رسمي إلى الإدارة العامة للصحة المدرسية بضرورة الحرص على تفتيش المقاصف والبسطات القريبة من المدارس –هنا لا ننكر دورهم- والكتاب تم توزيعه على المحافظات الخمسة، وعلى ومدراء المدارس.

الجزار: المقاصف تعاني من أوضاعٍ صحية صعبة وتعدد الرقابة يخدم المجتمع

وأوضح الجزار أن عدد من الشكاوى وصلت إلى دائرة حماية المستهلك تتعلق بالمقاصف، الأمر الذي دعا الإدارة العامة إلى توجيه كتاب رسمي آخر إلى وزارة التربية والتعليم تطلب منهم السماح لمفتشي الدائرة بتنفيذ حملات توعوية وتفتيشية على المقاصف.

وذكر »أن وزارة التربية والتعليم لم ترد على الكتاب الوزاري، واعتبرنا أن ذلك إشارة لممارسة التفتيش الرقابي الذي يخدم شريحة واسعة من المجتمع« ، مشيراً إلى »أنهم فتشوا على بعض المقاصف، وتم تحرير محضري ضبط بحق مخالفين« .

وأوضح أن المقاصف تعاني من أوضاعٍ صحية صعبة، ولا تتوافر فيها شروط النظافة العامة والشروط الصحية اللائقة، إذ تباع فيها أصناف غذائية منتهية الصلاحية، ويستخدم فيها زيت القلي لعدة مرات، داعياً إلى تكاثف الجهود لإصلاح المقاصف المدرسية على صعيد النظافة، والمعايير الصحية التي يجب ان تتوافر فيها، لافتاً إلى أنها مسؤولية مجتمعية متكاملة وليس حكراً على أحد.

واستغرب الجزار منع وزارة التربية والتعليم لمفتشي حماية المستهلك من التفتيش على المقاصف، متسائلاً، لصالح من يتم منع الرقابة على المقاصف؟!، مشيراً إلى أن تعدد الرقابة يخدم بالدرجة الأولى المجتمع.

وذكر ان الإدارة العامة للتربية والتعليم طلبت حضوره شخصياً واصرت على الأمر، مشيراً إلى ان انشغالاته داخل الإدارة ومتابعة بعض المرافق تفرض عليه نظام عمل محدد في ظل قلة الكوادر البشرية، لافتاً أن هناك من ينوب عنه داخل الإدارة، إلا أن الإدارة العامة للتربية والتعليم أصرت على ضرورة أن يحضر هو شخصياً.

ودعا الجزار الصحفيين إلى ضرورة تسليط الضوء على المقاصف من جميع النواحي، لحماية صحة أطفالنا، وللارتقاء في هذا المرفق المهم والمؤثر صحياً في المجتمع.

وشدد على »أهمية الرقابة على المقاصف للاطمئنان على صحة الطلبة« ، وذكر أن الاونروا رفضت تمامًا التفتيش على مقاصف مدارسها.

عاطف عدوان: التشريعي سيتابع خلال الأسبوع الحالي عرقلة دخول طواقم حماية المستهلك للمقاصف

وأشار إلى أن الإدارة العامة لحماية المستهلك حققت إنجازاتٍ ملحوظة في الآونة الأخيرة على صعيد تحسين معايير الصحة والبيئة في المرافق المختلفة في قطاع غزة، نظراً للرقابة المشددة والتوعية المتواصلة، على الرغم من قلة الكوادر العاملة في الإدارة، مشيراً إلى ان الحصار والاحتلال والانقسام معوقات تقف امام تطوير الدائرة، التي بحاجة إلى موارد مالية، وبشرية، ولوجستية.

بدوره، أكد النائب في المجلس التشريعي ومقرر اللجنة الاقتصادية د. عاطف عدوان ان من حق وزارة الصحة والاقتصاد المراقبة على المقاصف الحكومية لحماية المجتمع من الأمراض والآفات، مستغرباً منع وزارة التربية والتعليم لطواقم حماية المستهلك من الرقابة على المقاصف.

وذكر عدوان أن المجلس التشريعي سيتابع عن كثب خلال الأسبوع الحالي عرقلة طواقم الإدارة العامة لحماية المستهلك من الدخول والتفتيش للمقاصف، مشيراً إلى انه لا يوجد سبب مقنع لمنع وزارة التربية والتعليم طواقم حماية المستهلك من التفتيش على المقاصف.

استشاري تغذية: المقاصف قطاع مهم ومؤثر على الصحة العامة

من جانبه، شدد استشاري التغذية والصحة العامة دعدلي سكيك على ضرورة أن تتوافر معايير صحية وبيئية في المقاصف المدرسية، لتأثيراتها الكبيرة على الصحة العامة.

ودعا استشاري التغذية إلى ضرورة تكثيف الرقابة على المقاصف المدرسية للتأثيرات الضارة التي قد تحملها بعض الأغذية داخلها، مؤكداً ان بعض المقاصف تخالف المعايير البيئة والصحية، بينها تكرار استخدام زيت القلي في مرات تتجاوز المسموح به.

ويعتمد غالبية الطلبة في المراحل الدنيا على المقاصف المدرسية كمصدر رئيس لوجبة الإفطار والتي تعد الأهم بالنسبة للأطفال بحسب خبراء الصحة والتغذية.

لكن وبعكس المتوقع أثبتت دراسة علمية صادرة عن وزارة الصحة إصابة أعداد كبيرة من الطلبة المدارس خاصة المرحلة الأساسية (من الصف الأول إلى السادس) بمرض فقر الدم »انيميا".

 

 

كلمات دلالية