خبر دكتور بيبي والسيد نتنياهو- يديعوت

الساعة 09:48 ص|20 سبتمبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: يوعز هندل

(المضمون: رغم الخطابات الناجحة لنتنياهو في الامم المتحدة (11 في عددها)، ورغم أنه نجح في أن يرفع ايران الى جدول الاعمال الدولي منذ التسعينيات، إلا أن الميل في نهاية المطاف هو ذات الميل. ايران هي دولة حافة نووية تعيش وتتنفس مع العقوبات وبدونها - المصدر).

 

الامر الأبرز للعيان في خطاب نتنياهو في الجمعية العمومية هو الفجوة. المسافة الهائلة بين الخطاب الباعث على الالهام، اللقاءات مع زعماء العالم، النجاح كسياسي هو الأقدم في العالم الغربي وبين ما يجري عند عودته الى الوطن.

 

لا حاجة الى أن يكون المرء مراسل القناة 20 قد يقدر قدرات نتنياهو. فهو على ما يبدو الخطيب الافضل الذي أنتجته دولة اسرائيل، ورسائله تمثل معظم الاسرائيليين الاسوياء الذين يؤمنون بهذه الدولة، الايادي تتحرك بتزامن كامل، والاحابيل تنجح دوما. لا حاجة الى أن يكون المرء يساريا، ينتمي الى معسكر « كله إلا بيبي » كي يرى ما يحصل له حين يجتاز المحيط ويهبط في الارض المقدسة.

 

هذا وكأن لنا رئيسا وزراء. واحد يفعل كل ما هو صحيح ومناسب، ينجح في أن يربط رئيس الولايات المتحدة في دعم غير مسبوق ويحقق العلاقات العلنية مع الدول العربية المعتدلة. أما رئيس الوزراء الثاني فيعنى بمسؤول البيت السابق، بالوجبات السريعة وباحصاء عدد ذكر الاعلام له.

 

لقد ذكر نتنياهو العالم أمس بمساهمة اسرائيل، وذكر الاسرائيليين ايضا بالمناسبة، بنجاحاته كرئيس وزراء. وكان محقا حين تحدث عن ازدواجية الامم المتحدة ومحقا حين تحدث عن ايران، كان محقا في كل كلمة قالها، ولكن ما أن نزل عن منصة الخطابة حتى بقي الحق في الهواء فقط.

 

رغم كفاءات نتنياهو فان ما من شأنه أن يذكر من يوم أمس هو بالذات الخطاب الكفاحي لترامب ضد كوريا الشمالية. واذا ما حصل تغيير في الميزان النووي في العالم فانه سيأتي بالذات من التصعيد حول هذا الخطاب. أما نحن فنجد صعوبة في أن نقول هذا بصوت عال، ولكن ايران باتت قصة منتهية. الصينيون والروس يتعاونون معها منذ توقيع اوباما على الاتفاق. والمصالح الاقتصادية تتغلب على رغبة دول الخليج واسرائيل في أن ترى ايران ملجومة. وخطأ اوباما الاستراتيجي غير قابل للاصلاح، إذ أن الصينيين والروس سيمنعون هذا بخلاف موقفهم من كوريا الشمالية، ومشكوك أن يكون الخطأ قابلا للتغيير مثلما نطالب نحن. اضرار اوباما في الشرق الاوسط هي ليست جناح فراشة.

 

وهنا بالضبط المصيبة الاكبر لاسرائيل، رغم الخطابات الناجحة لنتنياهو في الامم المتحدة (11 في عددها)، رغم أنه نجح في أن يرفع ايران الى جدول الاعمال الدولي منذ التسعينيات، إلا أن الميل في نهاية المطاف هو ذات الميل. ايران هي دولة حافة نووية تعيش وتتنفس مع العقوبات وبدونها.

 

ايران هي مثيرة الارهاب الدولي – الذي يوجه بعضه ضدنا، ورغم ذلك ليس للأسرة الدولية مصلحة في أن تكون فرعا لاسرائيل. لقد أصبحنا أنبياء غضب، محللين كبديل عن اللاعبين النشطاء مع امكانية كامنة لهجوم عسكري مثلما كان الحال في ولاية نتنياهو الثانية. نحن بالفعل نور للأغيار في كثير من المجالات، ولكن لشدة الأسف هذا لا يكفي لتغيير الميزان الاستراتيجي. فالخطاب هو مجرد خطاب، وهو هكذا حين يكون مليئا بالتذمرات عن نشطاء الحزب، وهو كذلك حين يكون يملأ الاسرائيليين بالعزة الوطنية. نستحق جميعا – بما في ذلك خصوم نتنياهو – أن نقبل بشكل دائم نتنياهو الذي مثل اسرائيل في الامم المتحدة أمس. مجرب ورسمي. يكفي هذا كنتيجة عملية للخطاب.

 

كلمات دلالية