خبر لا يمثلنا -معاريف

الساعة 09:25 ص|18 سبتمبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: شلومو شمير - نيويورك

(المضمون: مفهوم أن نتنياهو سيكرر ايضا تطلع اسرائيل للسلام مع الفلسطينيين واستعداد الدولة لمفاوضات بدون شروط مسبقة. هذا مضمون جدي جدا سيجد رئيس وزراء متورط مع القانون صعوبة في تسويقه واقناع مستمعيه به - المصدر).

يلقي رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو غدا خطابا أمام الجمعية العمومية الـ 72 للامم المتحدة، والتي تنعقد هذه الايام في نيويورك. غير أن برأيي، فان زعيما تجري شرطة بلاده ضده تحقيقات في ملفين؛ مسؤولون سابقون عملوا في حضرته وعلى مقربة منه يخضعون للتحقيقات كمشبوهين بأعمال جنائية في قضية الغواصات، قضية الفساد الاكبر في تاريخ اسرائيل، وزوجته ستقدم الى المحاكمة في قضية المنازل – ليس الشخصية المناسبة لتمثيل اسرائيل في مثل هذه الاجتماعات الدولية.

 

يدور الحديث عن مناسبة سنوية يشارك فيها أكثر من مئة زعيم دولة، رؤساء حكومات ووزراء خارجية. من ناحية سياسية، للجدال العام، درة التاج في الجمعية العمومية السنوية، يوجد معنى طفيف. ولكن أهميته هي رمزية بالاساس. وبالأساس لهذا السبب، فان كلمة نتنياهو لن تضيف شرفا لدولة اسرائيل.

 

يمكن الافتراض بأن القلائل جدا، هذا اذا كان على الاطلاق، من بين مشاركي الجمعية العمومية الحالية، واعون بوجود التحقيقات ضد رئيس الوزراء، أو سمعوا في أي مرة عن ملف 1000 أو ملف 2000. مشكوك ايضا اذا كان الوافدون الى الجمعية يعرفون عن قضية الغواصات أو القرار برفع لائحة اتهام ضد عقيلة رئيس الوزراء. ولكن حقيقة أن الناس لا يعرفون عن مرض الآخر ليست مواساة للمريض وليست مبررا له للظهور في الحفلة والتظاهر وكأن كل شيء على ما يرام. وهذا على ما يبدو بالضبط ما سيفعله رئيس الوزراء في اثناء تواجده في نيويورك: سيلقي خطابا مسقعا في الجمعية العمومية، وسيجري لقاءات مع الزعماء، بمن فيهم الرئيس الامريكي ترامب وسيشارك في مناسبات تعقد على هوامش الجمعية.

 

نشر كاتب الرأي روجر كوهين مؤخرا في زاويته في « نيويورك تايمز » استعراضا مفصلا لكل التحقيقات التي تجري ضد نتنياهو، في ظل مقارنتها بتورطات الرئيس ترامب. كما افادت نيويورك تايمز مؤخرا بالقرار لرفع لائحة اتهام ضد عقيلة رئيس الوزراء، سارة نتنياهو، تحت العنوان: « زوجة نتنياهو متهمة بسوء استخدام الاموال العامة ».

 

من بين رؤساء الدول والزعماء المشاركين في الجمعية العمومية، غير قليل متورطون في قضايا فساد في بلدانهم أو مشاركون في اعمال القمع والانتهاك لحقوق الانسان. ولكن رئيس وزراء اسرائيل يفترض أن يمثل دولة يهودية الاخلاق فيها هي اساس وجودها، غايتها النور للأغيار، زعماؤها هم قدوة للحفاظ المتشدد على القانون. ليست هذه بالضبط هي صورة الوضع التي يمثلها نتنياهو. رئيس وزراء اسرائيل سيلقي خطابا في ساحة معادية لاسرائيل، وعليه فهو ملزم بأن يكون رمزا شخصيا للاستقامة، لنظافة اليدين، للتميز الواضح عن كل مؤامرة وبراءة شاملة من كل ظل شبهة تتطلب تدخلا من سلطات القانون.

اذا حاكمنا الامور وفقا للخطابات التي القاها نتنياهو في اجتماعات الجمعية العمومية السابقة، ولا سيما بموجب الخطاب الذي القاه في العام الماضي، ففي الخطاب الذي سيلقيه رئيس الوزراء غدا سيحذر من التهديد المحدق بالسلام العالمي من جانب ايران نووية. كما أنه سيزاود اخلاقيا على اعضاء المنظمة في موقفها المتحيز وأحادي الجانب ضد اسرائيل ويلمح ربما بالعلاقات الخفية التي لاسرائيل مع دول عربية. مفهوم أن نتنياهو سيكرر ايضا تطلع اسرائيل للسلام مع الفلسطينيين واستعداد الدولة لمفاوضات بدون شروط مسبقة. هذا مضمون جدي جدا سيجد رئيس وزراء متورط مع القانون صعوبة في تسويقه واقناع مستمعيه به.

وعليه، فمن يجدر أن يمثل اسرائيل في مناسبة عالمية كالجمعية العمومية للامم

كلمات دلالية