خبر التجنيد بالاكراه يلغي انجازات الماضي- اسرائيل اليوم

الساعة 09:27 ص|14 سبتمبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: الحاخاماسحق نيريا

          من اجل ازالة الشك، فقد خدمت في الجيش وفي الاحتياط، وإبني البكر يخدم الآن في الخدمة العسكرية في اطار مدرسة دينية ضمن الاتفاق. وأنا اؤمن بأن الخدمة في الجيش الاسرائيلي هي أمر ديني وحق. ورغم ذلك أنا اعتقد أن قرار المحكمة أمس الغاء القانون الذي يعفي طلاب المدارس الدينية من التجند للجيش الاسرائيلي، ينضم الى القرارات البائسة التي اتخذتها محكمة العدل العليا التي تسيطر على القضاء وتنتهج نشاط قانوني متشدد منفصل بدرجة كبيرة عما يدور في النفوس ومعزول عن الوضع في المجتمع.

          يجب عليك أن تكون منفصلا كي لا ترى ماذا يحدث في مجتمع الحريديين بصورة مسيطر عليها وحذرة كما يناسبهم ويناسب طريقتهم الروحية، من خلال السياقات التي تحدث هناك في السنوات الاخيرة التي جرى فيها تصدع للاسوار والاندماج الصحي للمجتمع الحريدي في الحياة الاسرائيلية. هذا يحدث بشكل ابطأ مما أراد اشخاص معينون. ماذا في ذلك؟ يؤسفني أنه لم يؤخذ برأي القاضي نوعم سولبرغ الذي أحسن تحليل الحالة التي رأى فيها بالاجمال تطورا طبيعيا وصحيا وتقارب بين العوالم المختلفة في المجتمع الاسرائيلي. وكيف أن المجتمع الحريدي اندمج بشكل بطيء، لكن بثقة، في الاكاديميا والتشغيل والاقتصاد. ليس من خلال الاكراه بقوة القانون نصل الى المساواة في تحمل العبء، بل من خلال تقدير عميق اكثر للعوالم المختلفة التي تشكل المجتمع الاسرائيلي.

يصعب علي فهم كيف أن قضاة اذكياء ومتنورين يخدمون باخلاص المتطرفين في المجتمع، حيث من الواضح أن قانون تجنيد من هذا النوع سيتسبب في أن تقول الاجزاء المتطرفة للاجزاء المعتدلة اكثر « لقد قلنا لكم، الاتفاقات مع سلطات الدولة غير متساوية ». إن محاولة الحصول بقوة الاحكام على مواقف اجتماعية وعلى قيم ثقافية، لم تنجح. وهذا سيعيد الى الوراء الانجازات التي تم تحقيقها ويدخل الجمهور الحريدي الى موقع دفاع، يشارك فيه كل أطيافه. حقيقة أن قرارات حكومية يتم فحصها من خلال وسائل قانونية باردة وغريبة، هي الخطأ الاول. ان تدخل القضاة في السياسة الاجتماعية ليس له مكان، وأضراره أكثر من فائدته.

          من غير الواضح لي لماذا سلطة القانون تتفوق على العقل السليم. ولكن بالاساس يجب علينا الندم على النظرة التي تبرز في النقاش الجماهيري بخصوص من يدرسون التوراة من عدد من الشرائح والتيارات. هناك الكثير مما يمكن تحسينه في كل واحد من قطاعات المجتمع الاسرائيلي، لكن الاعتقاد أن من يدرسون التوراة لا يساهمون للدولة؟.

          كل شخص متدين، وكل مواطن مؤمن، يثور ضد اعتقاد كهذا. في نهاية الامر فان ادعاء « المساواة في تحمل العبء » بقدر ما هو محق، إلا أنه يفترض أن قيمة التوراة واسهامها في المجموع أقل من قيمة الخدمة العسكرية في الجيش. مرة اخرى، في اعقاب نقاش ضحل وسطحي، فان تاج التوراة موضوع جانبا.

          لنتذكر جميعنا ما هي أهمية دراسة التوراة على مر الاجيال. التأثير على العقل اليهودي وعلى التقاليد التي حافظت علينا كشعب موحد. إن اليهودي الذي لديه مشكلة مع ذلك، ليفحص بنفسه ثانية هويته، حيث أن أمتنا ليست أمة بدون التوراة.

 

كلمات دلالية