خبر علق في الشبكة- معاريف

الساعة 10:18 ص|11 سبتمبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: د. رويتل عميران

(المضمون: جلوس باراك على جدار للتويتر مجد جدا للمعارضة بشكل عام ولحزب العمل بشكل خاص. لما كان جنرالا بلا جنود، فان هجمات نتنياهو عليه لا تضر به بل تنفعه - المصدر).

بينغ بونغ فيس بوكي متواصل بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الوزراء الاسبق ايهود باراك يعصف المرة تلو الاخرى بالخطاب الجماهيري. وعلى افضل التقاليد تغيب النزعة الرسمية التي يؤسسها هنا، يبدو ان نتنياهو لا يتردد مرة اخرى في استخدام كل وسيلة ممكنة كي يهزم خصومه. فالضغط المتزايد على حكمه جعل هذه المرة السخرية بالدقة الناقصة لدى باراك مشروعة.

غير أنه فضلا عن الخط الشعبوي والمتدني الذي يتمسك به رئيس الوزراء تفيد معارك الشبكة هذه اساسا بان نتنياهو لا يحصي المعارضة الرسمية أي آفي غباي ويائير لبيد. ففي خطاباته لا يكرس لهما حتى ولا ذرة انتباه. وفضلا عن ميني نفتالي، فان ايهود باراك هو الوحيد الذي ينال منه موقفا. وفي النقيض على النقيض يخيل أن سلوك نتنياهو هذا يشق الطريق الاكثر نجاعة للمعارضة نحو الحكم.

بعد الانتخابات التمهيدية والانتصار اللامع الذي حققه غباي، صمت حزب العمل. فالحزب مطلوب أغلب الظن زمن للتقويم واعادة احتساب المسار. بعض من اجنحته لا تزال تلعق جراحها. كل هذا أغلب الظن لا يترك له الطاقة لاداء دوره كمعارضة كفاحية. صحيح أن قادته يردون في الفيس بوك وفي التويتر ويشجبون الخطوات والتصريحات من جانب الائتلاف، بل ان غباي تجرأ ووصل الى مظاهرة واحدة في بيتح تكفا، ولكن بالعموم، لا ينجح حزب العمل في خلق ريح جارفة ذات مغزى لازمة لاغراق سفينة الليكود المترنحة بين الامواج العاصفة.

لا ينبغي الوقوع في الخطأ، فرئيسه ليس متعطلا. غباي يقود الان تغييرات دستورية هامة بالنسبة لقدرة الحكم في الحزب وينجح في خطوة غير مسبوقة في تجنيد تأييد كبار مسؤولي الحزب. وبالتوازي، يواصل حرث الارض بشكل جذري، وملء الدوائر المنزلية والابقاء على اتصال مع جمهور الناخبين. ومع ذلك، ينبغي الاعتراف بان غباي لا يتمتع بكاريزما تدفع جمهور سامعيه للنهوض على اقدامهم والهتاف له. وبقدر كبير يمكن ان نرى فيه مواساة للسياسة: مهني وعادي. والى جانب كل هذا، سبب آخر لا تنجح المعارضة بناء عليه في أن تكون راكلة يعود الى أنه من ناحية عامة نجح اليمين في أن يجعل كلمة « يسار » بظلالها المختلفة موضع سخرية لما يلمسها من

 

نزعة خيانة. اما رئيس يوجد مستقبل، وبقدر لا بأس به غباي ايضا، فيهربان منها كما يهرب المرء من النار. وهكذا عمليا، تتعاطل قدرتهما على ان يشكلا قوة معارضة ناجعة للحزب الحاكم.

في ضوء ذلك، فان جلوس باراك على جدار للتويتر مجد جدا للمعارضة بشكل عام ولحزب العمل بشكل خاص. باراك، الذي لا يحتاج الان الى توسيخ يديه في السياسة، يحافظ على صورته كزعيم ذي صلاحيات، تجربة وكاريزما. ولم كان الان هو مثابة جنرال بلا جنود، فان هجمات نتنياهو لا تضر به، بل العكس، تحدده كخليفة مناسب وذي وزن؛ كزعيم من شأنه في اللحظة المصيرية ان يخرج من الشبكة، يرص صفوف المعارضة الناعسة ويحتل الساحة المركزية.

 

 

 

كلمات دلالية