تفاؤل حذر من المواطنين

خبر ملفات مهمة على أجندة حماس في القاهرة..هل تنعكس على حياة الناس؟

الساعة 10:33 ص|10 سبتمبر 2017

فلسطين اليوم

ينصبُ اهتمام الفلسطينيين وأهالي قطاع غزة على متابعة ومطالعة الأخبار المتعلقة بزيارة وفد قيادي رفيع المستوى من حركة (حماس) برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة أسماعيل هنية إلى العاصمة المصرية (القاهرة) ضمن جولةٍ خارجية، أملاً في أيجاد بصيص املٍ في بحر الأزمات المتفاقمة التي تضرب بأطنابها كل مناحي الحياة في قطاع غزة، الأمر الذي أثَّر على المشروع الوطني برمته.

 وعلى الرغم من حذر المواطنون من التفاؤل المفرض، إلا أنهم يعلقون آملاً جديدة على الزيارة على اعتبار أن القائمين على الزيارة من الشخصيات الرفيعة القادرة على فكفكة بعض الازمات من خلال جمهورية مصر العربية، ويزور القاهرة إلى جانب هنية يحيى السنوار رئيس الحركة في غزة، ونائب رئيس المكتب السياسي موسى أبو مرزوق إضافة إلى عدد كبير من القيادات الوازنة، كما من المقرر أن يصل القاهرة النائب في المجلس التشريعي محمد دحلان وهو صاحب الشخصية المؤثرة في عددٍ من دول المنطقة بينها مصر والإمارات.

وكانت حركة حماس قالت « إن وفد الحركة برئاسة هنية سيبحث العديد من القضايا المهمة وخاصة العلاقات الثنائية مع مصر الشقيقة وسبل تطويرها وتعزيز التفاهمات مع القاهرة التي تمت خلال زيارة وفود الحركة السابقة وآليات تخفيف الحصار عن غزة وغيرها من الموضوعات التي تهم الطرفين، وسيبحث مستجدات القضية الوطنية وسبل استعادة وحدة الشعب الفلسطيني وتحقيق المصالحة الوطنية ».

عوكل: الزيارة على أهميتها قد تُحسن من الأوضاع الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، دون تخليص القطاع من كل المشاكل التي يعانيها

الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، طلال عوكل، أكّد أن زيارة الوفد القيادي برئاسة هنية يحملُ العديد من المؤشرات والدلالات المهمة، أبرزها أن حركة حماس بجميع أطرها وقياداتها ملتزمة بخيار (القاهرة)، وبالتفاهمات الثنائية التي توصلت لها الحركة مع مصر في جولات سابقة، وأن حماس من خلال الزيارة تعطي دلالة صريحة وواضحة للقاهرة أنها الخيار والعنوان الأول فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وأن ما دونها –يقصد تركيا وايران وسوريا- مجرد عوامل مساعدة للحركة، وأن الخيار الأساسي لدى حماس في معالجة الكثير من القضايا هي القاهرة.

ويرى عوكل أن اجتماع جميع قيادات حماس من الصف الأول وأصحاب القرار في الحركة في (القاهرة) يعطي دلالة أن الحركة موحدة في خيار التوجه نحو مصر، وخيار التوجه والقبول بالتفاهمات التي خاضها السنوار مع المخابرات المصرية، والتفاهمات التي جرت مع النائب في التشريعي محمد دحلان، الأمر الذي يغلق الباب في وجه الأحاديث من أن هناك تيارات داخل (حماس) تعارض التفاهمات مع مصر ودحلان.

وذكر ان هناك التزامات متبادلة بين القاهرة وحماس، والأخيرة تحاول بجدية مُطلقة إثبات التزامها بالتفاهمات الأخيرة للخروج من ازماتها، وتريد من مصر أن تلتزم بالتفاهمات الأخيرة، وتستعجلها في تنفيذ التزاماتها، ولكن اختلاف موازين القوى بين الحركة والدولة المصرية يجعل من الأخيرة تعمل بأريحية أكبر ودون استعجال، لذلك ستلتزم القاهرة بالتفاهمات ولكن بشكلٍ تدريجي.

عوكل: الوفد قد يبحث مع مصر ملف الجنود الإسرائيليين لدى المقاومة

وأشار إلى أن الزيارة على أهميتها قد تُحسن من الأوضاع الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، دون تخليص القطاع من كل المشاكل التي يعانيها.

وتوقع ان يتطرق الوفد إلى المشاكل الإنسانية التي يعاني منها قطاع غزة، وعلاقة الحركة بالقاهرة، إضافة إلى بحث قضية الجنود الإسرائيليين لدى المقاومة في غزة، خاصة أن الملف لاقى اهتماماً كبير من عدد من المؤسسات الدولية بينها اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تطرقت للملف أثناء زيارة مديرها « بيتر ماورير » للمنطقة الذي التقى رئيس الحركة في غزة يحيى السنوار، والتقى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وتباحثا في الملف.

وذكر أن مؤشرات نجاح، يتمثل في حلحلة سريعة على ازمة الكهرباء، وفتح معبر رفح أمام حركة الأفراد والتجارة، مشيراً إلى أن ملف المصالحة الاجتماعية، ومشاريع التكافل، والمشاريع الإغاثية كلها مشاريع مهمة ولكن المواطن لا يلمس نتائجها بشكلٍ مباشر وسريع.

عوكل: مصر الدولة لا ترى في العلاقة مع حماس استراتيجية وأنما هي علاقة مصالح متبادلة تحكمها ظروف معينة

ويرى عوكل أن الدولة المصرية –حتى اللحظة- لا ترى العلاقة مع حماس استراتيجية، وأنما هي علاقة مصالح متبادلة في ظرفٍ ما، وهي علاقة أمنية تتمثل في حفظ الحدود في مقابل تقديم تسهيلات لقطاع غزة، مشيراً إلى أن بناء علاقة استراتيجية بين (حماس) ومصر يتطلب وقتاً ليس بالقصير، ويحكمها في هذا الوقت تصرف حماس تجاه الموضوع الفلسطيني والعمق العربي، وحتى تتأكد مصر وغيرها من مصداقية خطاب حماس، وعمق انتمائها الوطني، وبرنامجها بعيداً عن أي تبعات إقليمية أو ايدولوجية خارج الخارطة الفلسطينية.

من جانبه، يرى المحلل السياسي شرحبيل الغريب أن زيارة هنية ووفد رفيع المستوى للقاهرة بهذه التشكيلة يحمل دلالات في غاية الأهمية، أولها من ناحية التوقيت، إذ أن الزيارة هي الأولى لهنية بعد توليه رئاسة المكتب السياسي لحماس، وتحمل الزيارة رسالة مهمة بأن حماس حركة قوية موحدة وتشكل لاعباً قوياً مهماً في المنطقة.

الغريب: أن زيارة هنية ووفد رفيع المستوى للقاهرة بهذه التشكيلة يحمل دلالات في غاية الأهمية

ويرى الغريب أن الزيارة تحمل في جعبتها ملفات مهمة كالتأكيد على ضرورة استمرار دعم القضية الفلسطينية، وملفات وطنية أخرى كالمصالحة والأمن ولن تخلو من تناول ملف الجنود الأسرى، وتعزيز ودعم التفاهمات الأخيرة مع مصر، قائلاً « ما نفذته القاهرة وحماس من التفاهمات جيد لكن شعبنا يتطلع لدور مصر أكبر ولخطوات عملية أكثر تخفف من الحصار المفروض ».

وشدد على أن مصر دولة كبيرة محورية مؤثرة في المنطقة يجب أن يتواصل دورها لدعم فلسطين وقضيتها بشتى السبل والوسائل، ومثل هذه الزيارة تؤكد أن القاهرة في العنوان الأول في التعامل مع الملف الفلسطيني، يجب تعزيز هذا الدور وتطويره، والاستفادة منه لصالح القضية الفلسطينية أكثر .

 الكاتب والمحلل السياسي اياد القرا اتفق مع سابقيه في أهمية الزيارة، وأنها تحمل دلالات كبيرة من ناحية الشخصيات المشاركة والتوقيت، إذ يرى أن « زيارة الوفد الحمساوي رفيع المستوى برئاسة هنية الى القاهرة تأتي في وقت مهم وحساس وتخصيصها لمصر يعني ان موقف حماس واضح ان القاهرة هي العنوان في الملف الفلسطيني في عديد الملفات منها المصالحة ورفع الحصار وصفقة الجنود القادمة ». 

القرا: القاهرة ستؤكد على ما جاء في زيارة وفد حماس الاخيرة التي قادها السنوار

ويرى القرا أن القاهرة ستقارب في العلاقة بين حماس وعباس ودحلان ولن تقطع علاقتها مع أحد.

كما ويرى، أن القاهرة ستؤكد على ما جاء في زيارة وفد حماس الاخيرة التي قادها رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار.

وتوقع ان يفتح الوفد آفاق جديدة للعلاقة مع القاهرة، خاصة أن رئيس الوفد رئيس المكتب الساسي لحركة حماس إسماعيل هنية يتمتع بشخصية ذات كاريزما، وهي المرة الأولى التي يزور فيها القاهرة بعد توليه المنصب الجديد.

وأوضح « أن الوفد الذي يمثل الداخل والخارج في حماس يحاول أن يؤكد على وحدة موقف الحركة داخليا وخارجيا من التفاهمات الاخيرة مع مصر ودحلان، وتخفيف درجة الانزعاج التي تنتاب الصف الحمساوي بوجود تباينات. »

وبين أن نجاح زيارة الوفد تتمثل بقدرته في ترجمة الوعود المصرية الى خطوات عملية يلمسها المواطن، مشيراً إلى أن نجاح الزيارة والاجواء الايجابية قد تساهم في انطلاق الوفد بزيارة خارجية لحماس تساهم في طرح رؤيتها حول العديد من القضايا الوطنية والاقليمية وتجنيد الدعم السياسي والمادي للقضية الفلسطينية
  
وأشار إلى أن « الزيارة يمكن ان تفتح افاق نحو خطوة جديدة بملف الجنود ويعطي المصريين المجال للتحديث بتوسع حول ذلك وسيضغط الاحتلال لفتح الملف ».

المدهون: حماس جدية بتطوير العلاقة مع القاهرة وحريصة على تطوير التفاهمات الأخيرة

ويقول الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون، أن حركة حماس مازالت جدية لتطوير العلاقة مع القاهرة بشكل كبير، وحريصة على تطوير التفاهمات مع القاهرة، ووفد الحركة رفيع المستوى أكبر دليل على ذلك.

ويرى المدهون أن زيارة وفد حماس للقاهرة مهمة في عدة اتجاهات، أولها حجم الوفد الحمساوي الذي خرج من الداخل والخارج، وثانيها، الاختيار الأول كان للقاهرة التي تلعب دوراً رئيسياً في المشهد الفلسطيني.

ويوضح المدهون أن المطلوب من مصر حالياً، هو ألا تخذل الشعب الفلسطيني مرة أخرى، وأن يكون هناك استجابة سريعة خصوصاً في ملف معبر رفح، وإشعار المواطن الفلسطيني أن هناك جدية مصرية للتخفيف من أزمات غزة.

واوضـح أن أهم الملفات التي سيناقشها الوفد مع القاهرة هي التفاهمات المصرية الحمساوية، وتطوير العلاقة مع مصر، ودورها في الساحة الفلسطينية والمصالحة وعلاقة حماس بالرئيس محمود عباس وإنهاء الانقسام.

كما استبعد المدهون أن يتم تباحث صفقة تبادل أسرى في القاهرة، مبيناً أن للصفقة آلياتها وطرقها، وحتى اللحظة لم يقدم الاحتلال اوضح يديها شيئاً.

وتعتبر هذه هي الزيارة الأولى لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية منذ توليه المنصب خلفاً لخالد مشعل.

واختار مجلس الشورى العام الجديد لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية رئيسا للمكتب السياسي للحركة خلفا لخالد مشعل، وذلك في الانتخابات التي جرت في السابع من مايو الماضي بالعاصمة القطرية الدوحة وغزة تزامنا، بواسطة نظام الربط التلفزيوني (الفيديو كونفرنس).

وتأتي الزيارة بعد اصدار حماس وثيقة سياسية جديدة، تضمنت 11 فصلاً و41 بنداً تفصيلياً، عرضت فيها المبادئ والمنطلقات التي تستند إليها الحركة في تكوين رؤيتها، وبناء خطابها، وتحديد سلوكها وأدائها السياسي، وينظر العديد من المراقبين إلى الوثيقة بأنها تطور في فكر حماس، وسيفتح لها آفاق جديدة في عددٍ من دول العالم.

كلمات دلالية