خبر من تحت أنفه -يديعوت

الساعة 10:18 ص|10 سبتمبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: ناحوم برنياع

(المضمون: اذا كان ثمة معنى سياسي للائحة الاتهام ضد سارة نتنياهو فهو معاكس لما يسعى الى تحقيقه منتقدو الزوجين. فهي تسمح لهما بمواصلة تعزيز احساس الضحية لدى الجمهور اليميني - المصدر).

 

عندما انكشف الحساب البنكي للزوجين رابين في واشنطن، نهض رئيس الوزراء اسحق رابين واستقال. ليس هذا ما سيحصل في ملف منازل الزوجين نتنياهو. رئيس الوزراء نتنياهو لن يستقيل. لا يعقل ان يستقيل. مما يفيد بان ليس رؤساء الوزراء فقط هم الذين تغيروا في الاربعين سنة منذئذ، بل وكذلك توقعات الاسرائيليين من زعمائهم تغيرت هي الاخرى.

أما قراءة مسودة لائحة الاتهام ضد سارة نتنياهو فتستدعي مشاعر مختلطة. فهي تصف، من جهة، سرقة منتظمة لاموال الدولة ومؤامرة بين زوجة رئيس الوزراء وموظف كبير بهدف غش الدولة. هذا لا يغتفر. من جهة اخرى كله ينقسم الى سرقات صغيرة، بائسة، صبيانية، تعود الى مجال النفس بقدر لا يقل عن انها تعود الى المجال الجنائي.

افترض أن الطرفين لن يتبنيا الرأي الذي أعربنا عنه هنا. وعلى الرغم من ذلك فاني اقول ان هذه القصة السيئة من المناسب معالجتها باقل ما يكون من الضجيج وأكثر ما يكون من الحكمة. وسيحسن المستشار القانوني للحكومة اذا ما توجه الى الزوجين نتنياهو علنا وعرض عليهما التوصل الى تسوية مالية معقولة تنهي القضية. ليس مرة وليس مرتين، بعد التصريحات الكفاحية لمحاميهما، وجد الزوجان سبيلا ماليا للخروج من تورطاتهما. اليد التي يصعب عليها الوصول الى المحفظة قادرة على ان تصل بعيدا حين تلتقي الخوف من شاهد ملكي آخر تفزعه رائحة الليزول في السجن فيفتح فمه.

 

ان القرار للتفريق بين سارة نتنياهو وزوجها، واتهامها دون ذكره على الاطلاق، يضيف عجبا على عجب. يخيل أن هذه سياسة ثابتة للنيابة العامة: في كل ما يتعلق بالاقتصاد المنزلي، الزوج معفى من المسؤولية: فهو لم يرَ ولم يعرف. الزوجة تتحمل كل التهمة. يهودا فينشتاين لم يلاحظ الخادم غير القانوني الذي ينظف بيته، ايهود باراك لم يلاحظ الخادمة. في النيابة العامة للدولة هناك غير قليل من النساء ذوات الرأي ممن يؤمن بالمساواة بين الرجل والمرأة. وعلى الرغم من ذلك

فان التهمة لا تقع الا على النساء. النساء مخادعات. الرجال سذج. نتنياهو لم يعرف عن ابناء عمه ومحاموه الذين سيغنون من قراراته في قضية وسائل الابحار، لم يعرف عن مصدر اطعمة الشيف التي سقطت فجأة على طاولته، ولكنه عرف بكل تفاصيل حسابات ميني نفتالي. هذا ليس فقط مدحوض: بل هو ليس ذكيا.

اذا كان ثمة معنى سياسي للائحة الاتهام ضد سارة نتنياهو فهو معاكس لما يسعى الى تحقيقه منتقدو الزوجين. فهي تسمح لهما بمواصلة تعزيز احساس الضحية لدى الجمهور اليميني. وعبادة الضحية لا توجد فقط في قاعدة نتنياهو في الليكود بل وايضا بين الكثيرين من مقترعي البيت اليهودي، شاس، كحلون ويوجد مستقبل. الادعاء بالضحية هو وقفة، نبأ ملفق. وعلى الرغم من ذلك فالكثيرون يؤمنون به. بما في ذلك الزوجان. هذا هو سر قوة اقناعهم.

 

كلمات دلالية