خبر ديماغوجيا « الحرب الدفاعية »- هآرتس

الساعة 10:48 ص|08 سبتمبر 2017

فلسطين اليوم

ديماغوجيا « الحرب الدفاعية »- هآرتس

بقلمزئيف شترنهل

(المضمونإن حرب الايام الستة التي جلبت الاحتلال لم تكن حرب دفاعية استكملت حرب 1948، بل فتحت حرب جديدة نهايتها غير معروفة -المصدر).

من اجل منح الشرعية للاحتلال في اوساط اليمين اللين، حليف اليمين الموجود في الحكم، يعود الآن بصوت مرتفع الادعاء بأنه بسبب أن حرب الايام الستة كانت حرب دفاعية، ليس من واجب اسرائيل انهاء الوضع القائم، طالما لم يتم تحقيق اتفاق يوفر كل مطالبها. هذه ديماغوجيا فظة، لكنها لم تولد في 1977. الهدف المركزي لاسرائيل في الحرب، التي جاءت كرد على اجراءات مصرية عدوانية وغير متوقعة في أيار 1967، كان واضحا: ازالة التهديد عن طريق كسر قوات العدو في سيناء. من اجل ذلك رُكزت في الجنوب الوحدات النظامية وقوات الاحتياط. رأس الحربة كان فرقة القوات المدرعة، بقيادة اسرائيل طال. نائبه ورئيس اركانه كان هرتسل شبير: كلاهما كان يستحق كل في زمنه منصب رئيس الاركان. هدف الفرقة كان اختراق التشكيلات المتحصنة للمصريين، التي اغلقت الطريق الى العريش. الاختراق اعتبر مهمة صعبة سيكون فيها خسائر كبيرة. ولكن التوقعات الكئيبة لم تعط للقوات: الامر الوحيد كان تنفيذ المهمة بكل ثمن.

الافتراض في جيش الدفاع الاسرائيلي كان أن الفرقة وبسبب الخسائر التي ستتكبدها لن تنجح في الوصول بقوتها الذاتية الى مطار العريش. لهذا خصص لمهمة احتلال منطقة العريش – بير لحفان – اللواء 55 من المظليين (لواء احتياط)، الذي كان يجب عليه الهبوط في جبهة العدو. فقط بعد أن تبين في 5 حزيران أن الاختراق تكلل بنجاح لم يحلم به أحد، وأن كتيبة دبابات « سنتوريوم » للواء السابع قد وصلت الى مشارف المطار، تم ارسال لواء المظليين الى القدس.

يجب التذكر: فقط بعد هزيمة التشكيلات المصرية الامامية، وفقط بعد تحررنا من الخطر الحقيقي الوحيد الذي كان ماثلا امامنا، توجهت القوة لاحتلال القدس. بكلمات اخرى، لولا النجاح في شبه جزيرة سيناء لم تكن الضفة الغربية لتسقط، ولم يكن أحد سيفكر أن احتلالها هو أمر حيوي لأمن الدولة.

في القدس كان هناك قصف اردني متقطع، ودخل الاردنيون الى قصر المندوب السامي، وهي منطقة كانت تحت سيطرة الامم المتحدة. لهذا نفذ الملك حسين تعهده الرمزي تجاه مصر ولم يكن ينوي التقدم الى أبعد من ذلك. ولأن النوايا الاردنية العامة كانت معروفة، لم يكن يوجد في منطقة القدس سوى قوات دفاع. فقط لدى وصول المظليين ظهر خيار هجومي، وتم استغلال الفرصة بشكل كامل. الجيل الذي قاد الجيش وحكم الدولة كان جيل حرب الاستقلال. وحسب وجهة نظر رجاله فان الهزيمة المصرية خلقت فرصة ذهبية لانهاء حرب تأسيس الدولة. باستثناء عدد الاشخاص العقلانيين مثل رئيس الحكومة ليفي اشكول، لم تكن هناك معارضة حقيقية لدى القيادة لجوهر المبدأ: ما لم نتمكن في انهائه في 1949 يتم استكماله الآن.

لهذا فان الحرب في الجبهة الاردنية واحتلال الضفة الغربية لم تكن بالتأكيد حربا دفاعية. وهذا ادعاء ديماغوجي، كذب فظ، من السهل طرحه في العالم، ومعظم الاسرائيليون يبلعونه بسعادة. « خطوط اوشفيتس »، هكذا عرّف بدون خجل الخط الاخضر رجل الدعاية الاسرائيلي الاول، وزير الخارجية آبا ايبان. في السنوات العشرة التي اعقبت الانتصار كان ما زال يسيطر حزب العمل، كل الاوراق كانت في يديه، لكن كان ينقصه القدرة الذهنية والشجاعة كي يرى أن الاحتلال لم يعمل على انهاء حرب 1948، لكنه فتح حربا جديدة لا نرى لها نهاية.

 

كلمات دلالية