خبر « السـجائر ولعت ».. فأشعلت خلافات بين الأزواج في غزة

الساعة 10:37 ص|07 سبتمبر 2017

فلسطين اليوم

لم يكن جديداً الخلاف بين المواطن (محمد عامر) وزوجته المتكرر، حول تدخين السجائر وأثره على الصحة وخسارة المال، إلا أن الخلاف احتدم مؤخراً، بعد أن ارتفعت أسعار السجائر حتى وصلت لـ20 شيكل للعلبة الواحدة.

عامر وهو (اسم مستعار) عامل في البناء، يعمل بشكل يومي، فيحصل على عمل في يوم ولا يحصل عليه في أيام كثر، يدخن يومياً علبة كاملة، في وقت تزداد فيه الأعباء الاقتصادية سوءاً، إلا أنه لا يستطيع أن يترك السيجارة فقد أدمن عليها منذ نعومة أظافره.

عامر ليس وحده، فالآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني ممن يدخنون، لا يستطيعون تركه، على الرغم من ارتفاع ثمنه في وقتٍ تزداد فيه الأوضاع الاقتصادية صعوبة، حيث أن البعض يبرر ذلك بأن التدخين ينفس عن مشاكلهم الاقتصادية والحياتية.

ارتفاع ثمن السجائر أشعل فتيل الخلافات العائلية، وهو ما ذكره عدد من الأشخاص الذين تحدثت إليهم « وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »، حيث تشير إحدى الزوجات أن علبة الدخان تصرف على البيت لمدة أسبوع كامل، على افتراض شراء خضروات فقط للمنزل.

فيما تضيف أخرى، أنها أشعلت خلافاً مع زوجها حتى يحاول تقنين إشعال السجائر، منوهةً إلى أن زوجها يدخن أسبوعياً 5 علب سجائر، وهو أمر بات يكلفها المزيد من العناء، حيث يضطر في أوقات كثير للاستدانة من محل السجائر المجاور لبيتهم ويطلب صاحبه الديون التي تراكمت عليه كل فترة.

تقول: يصعب القول أنه يمكن لأي رجل أن يترك التدخين نهائياً حيث أن الرجل يمكنه أن يشتري السجائر بأي ثمن يمكن أن يباع به، لذا فرفع ثمنه يزيد البيوت الغزية أوضاعها سوءاً.

شراء بالعدد

صاحب إحدى بسطات الدخان، كان يحاول جلب زبائنه بعد أن كانوا يتهافتون عليه لشراء الدخان، مشيراً إلى أن المواطنين باتوا يشترون أنصاف العلب، وليس علبة كاملة بسبب ارتفاع ثمنها، فيما زاد عدد المواطنين الذين يشترون بالعدد.

وأضاف في تصريح لــ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »، أنه منذ ارتفاع ثمن السجائر بات الطلب عليه بشكل أخف، والربح أصبح أقل، حيث أن الوضع الاقتصادي بات صعباً على الجميع.

ويعيش قرابة 2 مليون فلسطيني في قطاع غزة، في الوقت الراهن واقعاً اقتصادياً وإنسانياً قاسياً، في ظل تشديد الحصار « الإسرائيلي ».

الطلب والعرض ليس له علاقة

محمد أبو جياب المحلل الاقتصادي ورئيس تحرير الصحفية الاقتصادية، أوضح أن معدل الاستهلاك اليومي لمواطني قطاع غزة من السجائر يبلغ تقريباً 150 ألف علبة يومياً.

وأضاف في تصريح خاص لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »، أن الحكومة بغزة تفرض ضريبة بمعدل 12 شيكل لكل علبة، حيث ارتفعت مؤخراً أسعار العلبة الواحدة من 14شيكل إلى 20 شيكل.

وفي تعليقه حول تصريحات وزارة المالية بغزة عن أن سبب ارتفاع ثمنها يرجع لقلة العرض وبقاء الطلب كما هو، فند أبو جياب هذه التبريرات، مؤكداً أن الأسعار عادةً لا تزيد بناءً على الطلب والرفض، وفي حال ارتفعت بناءً على الطلب والعرض فيمكن أن ترتفع فقط من 2 إلى 3 شيكل.

وأشار أبو جياب، أن الضريبة التي تجبيها مالية غزة على الدخان تدخل الخزينة الحكومية بشكل تقريبي 30 مليون شيكل سنوياً، فيما تحصل ضريبة 130 شيكل لكل كيلو على المعسل.

وحول سبب ارتفاع الأسعار، يرى أبو جياب أن الضريبة التي تدفع من خلال معبر كرم أبو سالم تراجعت بمعدل 30% بسبب تراجع الحالة التجارية، نتيجةً إحجام التجار عن استيراد البضائع كما السابق، بسبب عدم وجود استهلاك جيد للمنتجات، وقد تضطر وزارة المالية بغزة إلى تعويض الفقدان في معبر كرم أبو سالم، عبر الدخان باعتبارها سلعة تدخل عبر الأنفاق.

وفي سؤال حول إمكانية ارتفاع السعر أن يحجم المواطن على ترك التدخين، أوضح أبو جياب أن ارتفاع ثمن السجائر سيؤدي إلى تقنين الاستهلاك وليس العزوف عنه بشكل نهائي.

وفي تصريحات لمساعد وكيل وزارة المالية في غزة ومدير عام ضريبة القيمة المضافة، عوني الباشا، فقد أكد أن ارتفاع أسعار السجائر والمعسل في قطاع غزة، نظراً لقلتها، وهو أن العرض قل والطلب كما هو، بحيث تصبح الضريبة على علبة السجائر الواحدة (7) شواكل فقط.

وبين الباشا أن الوزارة لم تعلن عن أية جمارك جديدة حتى هذه اللحظة، لافتاً إلى أن الضرائب وجدت كي لا يكون المنتج في متناول الأطفال، وفئة معينة من الناس فقط من يحصلون عليها.

وتعد نسبة التدخين في قطاع غزة من أعلى النسب في العالم، برغم الظروف الاقتصادية الصعبة، ونتيجة لذلك لجأ البعض لطرق لتفادي أزمة ارتفاع ثمن السجائر، من خلال التخفيف منه والاتجاه لشراء الدخان الشامي أو ما يعرف بـ« النفل ».

كلمات دلالية