قصف جيش الاحتلال « الإسرائيلي »، فجر اليوم الخميس، هدفًا تابعًا للنظام السوري في حماة، هذا ما أكده الجيش السوري.
وحسب تصريحات الجيش السوري، فقد قتل جندييْن في الهجوم الذي وقع وسط موقع الطلائع التابع لمركز الأبحاث العلمية في بلدة مصياف بضواحي حماة. الحديث هنا عن مركز لتطوير آليات القتال، وتطوير الصواريخ وسلاح كيماوي.
كما نقل الجيش أن هناك أضرارًا وقعت في المبنى المستهدف، مهددًا بأنه سيكون لهذا الهجوم تداعيات خطيرة.
في إسرائيل لم ينفوا ولم يؤكدوا التقارير المتعلقة بالهجوم الذي وقع في ظل أكبر تدريب للجيش الإسرائيلي منذ 19 عامًا على الجبهة الشمالية، ويحاكي من خلاله حربًا مع حزب الله.
رئيس مركز دراسات الأمن القومي عاموس يدلين علق، في صفحته الخاصة على « تويتر »، مدعيًا بأن « الحادثة المذكورة غير روتينية، الحديث عن مركز عسكري علمي سوري يتم فيه تطوير وإنتاج صواريخ دقيقة، سيكون لها تأثير كبير في الحرب القادمة ». وأشار إلى « المصنع الذي تم قصفه يُصنّع أيضًا سلاحًا كيماويًا وبراميل متفجرة، قتلت آلاف المواطنين السوريين. في حال كان الهجوم إسرائيليًا، فهو - أخيرًا - رد إسرائيلي أخلاقي على المجازر التي تحدث في سوريا ».
يدلين أضاف « الهجوم يحمل ثلاث رسائل؛ الأولى: ان إسرائيل لن تسمح بإنتاج سلاح استراتيجي، الثانية: توقيت الهجوم، حيث ان القوى تتجاهل الخطوط الحمراء التي وضعتها إسرائيل، الثالثة: تواجد الدفاع الجوي الروسي لا يمنع النشاطات المنسوبة لإسرائيل في سوريا. الآن، مهمٌ جدًا التركيز والسيطرة على التصعيد والاستعداد لرد سوري، إيراني، حزب الله، وربما حتى خطوات احتجاج روسية ».
اللواء في الاحتياط غادي شامني (السكرتير العسكري السابق لرئيس الحكومة) تطرق للهجوم في مقابلة مع إذاعة الجيش بالقول « أنا أفترض بأن هناك مستوى من التنسيق مع الأمريكان أثناء العملية أو بعدها، لسنا بحاجة لأن نطلب منهم موافقة »، وأوضح « علينا ان نفعل كل شيء من أجل منع إيران من السيطرة أكثر ممّا هي تفعل في سوريا ».
السكرتير العسكري السابق ذكر أنه « مع اندلاع الثورة في سوريا عام 2011، قدّر مسؤولون في الاستخبارات بأن الأسد لن يصمد أكثر من عدة أشهر؛ هذا يعكس أننا لم نكن يقظين لكل الجوانب في المنطقة، لم نكن نتوقع أمر تدخل إيران وحزب الله في المعارك ». وقدّر بأنه « في مرحلة معينة، الأسد سيسيطر على غالبية سوريا، كدمية للإيرانيين ونصر الله، ولا شك أننا نقف أمام فترة غير هينة ». وأنهى حواره قائلًا « هذه العملية أعتقد بأنها إيجابية من أجل المساس بالتمركز الإيراني ».
من جانبه، صرح الجيش الاسرائيلي بأنه لن يعلق على تقارير غريبة.
هذا الهجوم جاء على خلفية تهديدات متكررة من قبل نتنياهو ورؤساء المؤسسة الأمنية بأنهم لن يتوقفوا عن العمل ضد جيش الأسد وإيران في حال كانت لهم أنشطة ليست في مصلحة إسرائيل.
رئيس قسم الاستخبارات هرتسي هليفي حذر مؤخرًا من أن التطلع الإيراني لإنتاج سلاح من قبل حزب الله على أرض لبنان، والصناعات العسكرية السورية؛ تطور خطير لن تستطيع إسرائيل تجاهله« ، وأضاف خلال لقائه مع السكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس »تمركز إيران والخط الشيعي في سوريا، وتعزيز حزب الله في لبنان خطوتان قد تؤديان لتصعيد غير مرغوب فيه بالساحة الشمالية".
وكان نتيناهو اجتمع بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وصرح بأن سيطرة إيران على سوريا هي خط أحمر.