تقرير الخان الأحمر.. مدرسة الصمود في وجه « الهدم »

الساعة 10:25 ص|06 سبتمبر 2017

فلسطين اليوم

لم يكن افتتاح العام الدراسي الجديد ( 23 أب الفائت) في مدرسة الخان الأحمر، أو ما باتت تعرف ب« مدرسة الإطارات » عادياً، فأكثر من170 طالباً وطالبة يطاردهم قرار هدم المدرسة الوحيدة في منطقة السفوح الشرقية لمدينة القدس المحتلة، حيث تجدد سلطات الاحتلال الصهيوني كل عام.

هذه المدرسة بنيت في العام 2009 لإيجاد حل لمشكلة منع البناء الإسمنتي أو الكرفانات في المنطقة من قبل الاحتلال، حيث استلهم أهالي التجمعات البدوية فكرتها من المناطق النائية والفقيرة في أمريكيا اللاتينية والتي تقوم بالبناء من الإطارات وطين الأرض فقط، حيث قام الأهالي في حينه وبمساعدة من الاتحاد الأوروبي ووزارة التربية والتعليم ببناء المدرسة وتجهيزها لتحتضن أبنائهم.

وخلال البناء تلقت المدرسة قرار وقف البناء من سلطات الاحتلال، الا إن القائمون على بنائها لم يستجيبوا لهذا القرار وأكملوا بنائها بالكامل من الإطارات وبجهود ذاتية. وبعد الانتهاء من بنائها بالكامل وبدء العام الدراسي فيها تلقت المدرسة أولى قرارات الهدم وذلك في العام 2009، كما يقول « عيد خميس » الناطق باسم التجمعات البدوية في منطقة الخان الأحمر شرق القدس المحتلة.

وتابع خميس لــ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »: منذ ذلك الحين و حتى الأن يجدد الاحتلال قرارات الهدم كل عام دراسي، ولكن الضغط الشعبي و الدولي والتواجد الدائم للوفود الأوروبية والمتضامنين الدوليين والمحليين الدائم في المدرسة حال دون تنفيذ قرار الهدم حتى الأن".

والهدف الأساسي من بناء المدرسة كان الحاجة لوجود مدرسة من التجمعات البدوية، في المنطقة كان إيجاد حل لمشكلة بعد المدارس عن المنطقة حيث يمنع البناء بالكامل في المنطقة وفي المقابل التجمعات السكانية التي تتواجد فيها مدارس بعيدة، مما كان يحول بين توجه معظم الطلاب للمدرسة وتلقي تعليهم الأساسي وخاصة الفتيات اللواتي تخشى عائلاتهن السماح لهم بالدراسة في المدارس المجاورة لبعدها وعدم وجود مواصلات لنقلهن.

وتخدم هذه المدرسة خمسة تجمعات سكانية وهي تجمع أبو فلاح، وأبو رائج عراره، والتبنه، أبو الحلو، تجمع المدرسة (هي مجموعة من العائلات التي سكنت بمحيط موقع المدرسة)، ويقدر عددهم السكان في هذه التجمعات ب 1400 نسمه.

والأن يدرس في المدرسة أكثر من 170 طالبا 79 منهم من الفتيات، وتضم المدرسة صفوف من الصف الأول وحتى الصف التاسع، كلها صفوف ضيقة وصغيرة وتفتقر لكل الخدمات، وخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف، ولكن وبالرغم قله الإمكانيات والاحتياجات التعليمية تعتبر هذه المدرسة حلم الطلبة الذين كانوا يضطروا لقطع مسافات طويلة للوصول لمدرسة قبل بنائها.

وبعد الصف التاسع يضطر الطلاب للتوجه إلى بلدة العيزرية التي تبعد أكثر من 15 كم عن مكان سكنهم. وهذا الحال جعل 50% من الطلبة الذكور يتركوا المدرسة بعد الصف التاسع، بينما يفضل أهالي معظم الفتيات أن يبقين في البيت وعدم إكمال دراستهن، وخاصة أن لا مواصلات تصل للمنطقة حيث يطارد الاحتلال أي مركبة عمومية تقوم بالتوقف على الشارع الرئيسي المحاذي لهذه المخالفات عالية جدا.

وبحسب خميس، فإن قرار هدم المدرسة وملاحقة طلابها وتضيق الخناق عليهم يأتي ضمن المخطط الكبير للاحتلال بإخلاء المنطقة بالكامل من البدو، وتنظيفها من كل التجمعات الفلسطينية من العيزرية حتى البحر الميت، تمهيدا للبناء الاستيطاني عليها تطبيقا لخطة 2020 ضمن ما يعرف بالقدس الكبرى.

ورغم الصعوبات التي تواجهها المدرسة والطلاب والمعلمين والقائمين عليها، والتهديد الدائم لها بالهدم، إلا إن الأهالي مصرين على المواصلة في تعليم أبنائهم فيها، كما يقول أبو خميس، فهناك إجماع ضمني من قبل الأهالي على ضرورة المواصلة في تعليم أبنائهم في المدرسة وإعادة بنائها في حال هدمها من الاحتلال.



مدرسة الخان الأحمر1

مدرسة الخان الأحمر2

مدرسة الخان الأحمر4

مدرسة الخان الأحمر3

 

 

 

كلمات دلالية