خبر « إسرائيل » تؤيّد عمليةً حازمةً لـ”تأديب” كوريا الشماليّة

الساعة 06:11 ص|06 سبتمبر 2017

فلسطين اليوم

على الرغم من تصدّر التحقيقات في قضية شراء الغواصّات من ألمانيا، واعتقال وزير سابق وعدد كبير من الموظفين والضباط رفيعي المستوى بشبهة الفساد والرشا، على الرغم من تصدّر هذه القضية الأجندة في الدولة العبريّة، فإنّ تل أبيب تُسلّط الضوء، وبشكلٍ لافتٍ للغاية، على الأزمة بين كوريا الشماليّة وأمريكا، وتُعبّر عن خشيتها العميقة من اندلاع حرب بين الطرفين، تكون عواقبها وخيمةً للغاية.

وزير الحرب الإسرائيليّ السابق، موشيه يعلون، كتب على حسابه في موقع “تويتر” إنّ ردّ المجتمع الدوليّ بقيادة واشنطن على استفزازات النظام الحاكم في كوريا الشماليّة، ستُلقي بظلالها على تصرّفات إيران في المستقبل المنظور. ولفت إلى أنّه على الرغم من أنّ التجربة الصاروخيّة التي أجرتها كوريا يوم الأحد ليست من شأننا، إلّا أنّه يتحتّم علينا أنْ نكون قلقين، على حدّ تعبيره.

أمّا البروفيسور عوزي إيفن، وهو مختّص بالشؤون النوويّة وأحد مؤسسي المفاعل النوويّ في ديمونا، فقال إنّ التجربة الصاروخيّة خطيرةً جدًا، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ هذه القنبلة قادرة على قتل أكثر من مليون شخصٍ. البروفيسور إيفن، وفي معرض ردّه على سؤالٍ حذّر من أنّ ردّ الفعل الأمريكيّ حتى الآن، يؤكّد على أنّ واشنطن في طريقها لفقدان قوّة الردع، وهذا أمر خطير للغاية، على حدّ قوله.

في السياق عينه، نقلت صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيليّة عن مصادر سياسيّة وأمنيّة في تل أبيب، وصفتها بأنّها رفيعة المستوى، قولها إنّ المفاوضات مع كوريا الشماليّة استمرّت لمدّة عامين ولم تؤدّ إلى شيء يذكر، وحذّرت المصادر من أنّ هذا الأمر ينسحب على إيران، وعلى المجتمع الدوليّ، شدّدّت المصادر أنْ يتعلّم من الدرس مع كوريا الشماليّة، وعدم السماح لإيران بالتصرّف على هذا النحو.

من ناحيته، رأى الدبلوماسيّ الإسرائيليّ السابق، ألون بنكاس، أنّ النزاع يدور بين الرجل البدين، أيْ دونالد ترامب، وبين الطفل الصغير، أيْ الرئيس الكوريّ-الشماليّ، لافتًا إلى أنّه للدولتين توجد أسلحة نوويّة، وللدولتين زعيمين غير متوقعين بالمرّة، وبالتالي فإنّ احتمال أنْ يؤدّي ذلك إلى حربٍ طاحنةٍ لا يرغب فيها أحدٌ بات قريبًا وجاهزًا، على حدّ تعبيره.

بنكاس شدّدّ في حديثه على أنّ احتمال اندلاع حرب تقليديّة أوْ غيرُ تقليديّة بين الدولتين ارتفع في الأيّام الأخيرة بعد التهديدات التي أطلقها الرئيس الأمريكيّ، والردّ الكوريّ-الشماليّ، الذي جاء على صورة تجربة بالصواريخ الباليستيّة، وعبّر عن بالغ قلقه من أنّ الرسائل المُتبادلة بين الطرفين، قد تُفهم بطريقةٍ خاطئةٍ، ومن هنا ستكون الطريق مفتوحةً لاندلاع الحرب بينهما، مُشيرًا إلى أنّه بحسب تقديرات المؤسسة الأمنيّة في إسرائيل سيصل عدد ضحايا الحرب الطاحنة إلى أكثر من مليون شخص على الأقّل.

علاوةً على ذلك، كشف الدبلوماسيّ الإسرائيليّ السابق النقاب عن أنّ كوريا الشماليّة، بحسب التقديرات الأمريكيّة الرسميّة، تمتلك ما بين 40 إلى 60 قنبلة نوويّة، وهذا الكّم من القنابل غير التقليديّة بالإمكان استيعابه والتعايش معه.

على صلةٍ بما سلف، رأى الجنرال عاموس يدلين، رئيس شعبة الاستخبارات العسكريّة الإسرائيليّة سابقًا، أنّ كوريا الشماليّة تؤسس نفسها كقوةٍ نوويةٍ عظمى تحدث توازنًا في الرعب أمام أمريكا، لافتًا إلى أنّ التحدي الماثل أمام إدارة ترامب بهذا الخصوص ليس بسيطًا.

وزاد أنّه في إسرائيل تجري مراقبة الأزمة وتدرس انعكاساتها، وسيما ما يخص البرنامج النوويّ الإيرانيّ، ويسود تخوف من أنّ ضبط النفس الأمريكيّ والسلوك الاستفزازيّ من قبل كوريا الشمالية يُرسل إلى طهران رسالةً مفادها بأنّ الدولة التي تصر على اجتياز العتبة النوويّة ستفعل ذلك، وفي ظلّ معارضة ذلك أيضًا من جانب واشنطن.

ولفت يدلين إلى أنّ مجرد وجود سلاح نووي في أيدي بيونغ يانغ يُقلّص مساحة المناورة الأمريكيّة ويرفع المخاطر الكامنة بالتصعيد العسكريّ في مواجهتها، كما أنّ اليابان وكوريا الجنوبية تخشيان التصعيد لأنّهما ستكونان أول من سيتضرر منه.

وأشار يدلين إلى أنّ التصعيد في أعقاب الأزمة التي خلقتها كوريا الشمالية ستضرب اقتصاد كوريا الجنوبية واقتصاد اليابان، والذي يشكل معها حوالي 8 بالمائة من اقتصاد العالم، بمعنى أنّ التصعيد سيمس اقتصاديًا بالولايات المتحدة وحليفاتها في آسيا على وجه الخصوص.

وبرأيه، فإنّ نظام العقوبات الفاعل يستلزم تعاونًا صينيًا، وهذا غير موجود، فالمساعدات الصينية تعتبر عنصرًا مركزيًا في قدرة النظام الكوري الشمالي على البقاء وإبداء الاستقرار حتى في ظلّ الضغوطات الخارجية المكثفة وطويلة الأمد.

بالإضافة لكونه مصدر إلهام لإيران، أوضح الجنرال يدلين، فإنّ التوتر في شبه الجزيرة الكورية قد يسترعي انتباه أمريكا، وبالتالي يُوسّع الفراغ الذي تخلفه واشنطن في الشرق الأوسط، كذلك إذا نظرت إدارة ترامب إلى سياسة إيران في الشرق الأوسط تهديدًا للمصالح الأمريكيّة في هذه المنطقة فقد تكون أقل انتباهًا لما يدور فيه إثر تركيز الاهتمام والموارد على التحدّي المنبثق من الشرق، على حدّ قول يدلين.

إلى ذلك، قال موقع صحيفة (هآرتس) العبريّة في ساعةٍ متأخرةٍ من ليلة أمس إنّ الناطق الرسميّ بلسان الخارجيّة الإسرائيليّة أصدر بيانًا رسميًا جاء فيه أنّ تل أبيب تشجب وتستنكر التجربة الصاروخيّة التي أجرتها كوريا الشماليّة، مؤكّدًا على أنّ الدولة العبريّة تدعم ردًا حازمًا على هذا الاستفزاز، والذي من شأنه أنْ يردع دولاً أخرى، والمقصود طبعًا إيران.

كلمات دلالية