خبر دراسة « إسرائيلية »: السعوديون لن يوقفوا برنامج تعزيز السلفية في العالم

الساعة 10:12 ص|04 سبتمبر 2017

فلسطين اليوم

يُحاول الخبراء والمُحللين والمُستشرقين ومراكز الأبحاث في إسرائيل سبر غور مُستقبل السعوديّة في ظلّ حكم وليّ العهد، الأمير محمد بن سلمان، وعلى سبيل الذكر لا الحصر، رأى مركز بيغن- السادات في دراسةٍ جديدةٍ نشرها على موقعه الالكترونيّ أنّه من غير المحتمل أنْ يُوقف بن سلمان البرنامج السعودي الخّاص لتعزيز السلفية.

وأشار المركز إلى أنّ السلفية هي الشكل الراديكاليّ للإسلام الذي يمارسه السعوديون، وكان تصدير معتقداتهم سببًا رئيسيًا في تحرك العالم الإسلاميّ نحو التطرف على مدى ما يقرب من 40 عامًا.

وأوضحت الدراسة أنّ التحدّي الرئيسيّ الذي يعلق على رؤوس الأسرة الحاكمة السعودية لعقود من الزمن هو كيفية مواصلة وحدتها الطويلة الأمد بشكلٍ ملحوظٍ إلى ما بعد جيل ابن الملك بن سعود البالغ من العمر 54 عامًا، وإذا نجح التحضير للقرار التاريخيّ لجعل بن سلمان ولي العهد في تجنب الانقسام في الأسرة، فقد تمّ الآن تلبية هذا التحدي.

وشدّدّت الدراسة على أنّه منذ ما يقرب 40 عامًا، كانت الأسرة المالكة السعودية تقوم بتنفيذ واحد من أنجح برامج تغيير العالم الذي شهده التاريخ. إنّهم ينفقون مبلغًا بقيمة 4 مليارات دولار سنويًا للأئمة والمساجد في جميع أنحاء العالم لتدريس النسخة السعوديّة للشكل السلفيّ للإسلام.

وكانت النتيجة أنّ قوة الإسلام الراديكاليّ (مثل السلفية)، مقارنة بالإسلام المعتدل، قد زادت بشكلٍ حادٍّ في حصة كبيرة من السكان المسلمين في العالم. ومن الأدلة على ذلك الزيادة الملحوظة في الاستخدام الإسلاميّ للحجاب والنقاب واللحى وأشكال أخرى من اللباس الدينيّ المحافظ.

والبرنامج السعوديّ، استدركت الدراسة، لا يعلم الإرهاب أوْ يروج للمنظمات الإرهابيّة، ولكن يعتقد على نطاق واسع أنّ نجاحه جعل من السهل على الجماعات الإسلاميّة التي تُفضّل الحرب مع الغرب، بما في ذلك المنظمات الإرهابيّة، أنْ تُجنّد الدعم الشعبيّ.

ولا يعتقد زعماء العائلة المالكة، بما في ذلك ولي العهد الجديد، والحكومة السعودية أنّ الحرب الإسلاميّة ضدّ الغرب جيدة للمملكة، وهم يُعارضون بشدّةٍ جماعة الإخوان المسلمين، فلماذا ينفقون الكثير من الأموال المصدرة للسلفيّة الوهابيّة؟

سببان. أولاً، بدأوا البرنامج في عام 1979 بعد أنْ جلبت الثورة الإسلاميّة الخميني إلى السلطة في إيران، شعر السعوديون أنهم لا يستطيعون تحمل تكاليف السماح للخميني والشيعة بالسيطرة على التطرف الإسلاميّ، وبالتالي هناك حاجة لحركةٍ سُنيّةٍ منفصلة للتنافس مع النفوذ الإيرانيّ.

ثانيًا، كان موقفهم السياسيّ الداخليّ قائمًا على تحالفهم طويل الأمد مع علماء رجال الدين الوهابيين الذين يعتبر تدريس السلفية التزامًا دينيًا.

البرنامج السعوديّ لتصدير السلفية، أوضحت الدراسة، وإنْ كان قد تباطأ إلى حدٍّ ما وأقل تطرفًا ممّا كان عليه في السابق، لا يزال واحدًا من أهّم الأسباب التي تجعل الحرب الإسلاميّة ضدّ الغرب قوية كما هي، وقد تكون لها القدرة لتصبح أكثر خطورةً. وعلى الرغم من أنّ القيادة السعودية تُعارض الحرب الإسلاميّة ضدّ الغرب، إلّا أنّ المال السعودي لا يزال أحد الأسباب الحاسمة وراء دعم المسلمين لهذه الحرب.

ولا تستطيع واشنطن إقناع القيادة السعودية بوقف إنفاق الكثير من المال على تصدير السلفيّة حول العالم، لأنّ البرنامج يحظى بدعمٍ كبيرٍ جدًا، وعليه يجب على أمريكا حثّ السعوديين على أنْ يرتبوا بهدوء عدم دفع أيّ أموالٍ لتصدير السلفية إندونيسيا أو الهند والدفع للأئمة أو المساجد فيهما.

وحتى الآن، قالت الدراسة، لم تتطرّف المجتمعات الإسلامية في إندونيسيا والهند، التي تضم أكثر من 400 مليون شخص، أو ما يقرب من ربع جميع المسلمين في العالم، ومع ذلك، بدأ الراديكاليون في إحراز بعض النجاح في كلا البلدين في السنوات الأخيرة.

وإذا أخذ المرء منظورًا طويل الأجل حول الصراع بين الإسلام المعتدل والإسلام الراديكالي، أوضحت الدراسة « الإسرائيليّة »، فإنّ النجاح المحتمل للإسلام المعتدل في إندونيسيا والهند هو أحد الأسباب الرئيسيّة للثقة بأنّ العالم الإسلاميّ سيختار في نهاية المطاف السلام والتحديث بدلاً من الإسلاموية والصراع الديني. هذه البلدان يمكن أنْ تكون أمثلة شاهقة أنّ المسلمين يمكن أنْ يتحركوا إلى العالم الحديث مع الاستمرار في الموالاة للإسلام.

واختتمت الدراسة قائلةً إنّ معظم الخبراء يُوافقون على أنّه لا يوجد احتمال كبير لإمكانية التطرف بين إندونيسيا والأقلية المسلمة في الهند دون استخدام مبالغ كبيرة من الأموال السعودية لتشجيع مثل هذا التغيير، وعليه، إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على إقناع السعوديين بالحفاظ على المال السعوديّ من تلك البلدان، فإنّه سيقطع شوطًا طويلاً نحو ضمان النصر النهائّي للإسلام المعتدل. كما دافع دانيال بايبس لسنواتٍ عديدةٍ: « الإسلام الراديكاليّ هو المشكلة، والإسلام المعتدل هو الحل ».

كلمات دلالية