خبر هو ليس العنوان- معاريف

الساعة 10:30 ص|30 أغسطس 2017

فلسطين اليوم

بقلم: شلومو شمير

(المضمون: الامين العام للامم المتحدة يحتاج الى الاقرار، الاسناد والتشجيع من القوى العظمى الكبرى، ولا سيما الولايات المتحدة وروسيا -المصدر).

 

ان الادعاءات التي وجهها رئيس الوزراء للامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتريش في أنه في « كل ما يتعلق باسرائيل الامم المتحدة فشلت »، هي ادعاءات محقة. كما ان الشكوى في أن « في كل ما يتعلق باسرائيل وايران الامم المتحدة فشلت، هي الاخرى صحيحة. يمكن لنا أن نفهم رئيس الوزراء، وزير الدفاع ورئيس شعبة الاستخبارات، الذين حذروا الامين العام من »التواجد العسكري لايران في سوريا« . المشكلة هي ان غوتريش ليس العنوان الرئيس الذي توجه اليه هذه الادعاءات.

 

ان صلاحيات الامين العام للامم المتحدة محدودة، ورئيس الوزراء ذكر ذلك. ولكن حتى من أجل تفعيل وتطبيق صلاحياته المحدودة، فان الامين العام للامم المتحدة يحتاج الى الاقرار، الاسناد والتشجيع من القوى العظمى الكبرى، ولا سيما الولايات المتحدة وروسيا. ان رئيسي القوتين العظميين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين هما العنوانين المركزيين والهامين للادعاءات ضد الامم المتحدة وموقفها من اسرائيل، ولا سيما من التحذيرات من التواجد الايراني في سوريا. وبدون المساعدة والدعم الامريكي والروسي بهدف وضع التهديد والخطر الذي تشكله ايران على المنطقة على رأس جدول اولويات المنظمة العالمية – فان الامين العام عديم الوسيلة. والتأييد من جانب الولايات المتحدة للعمل في ساحة الامم المتحدة معناه ايضا تأييد بريطانيا وفرنسا. والمساعدة من جانب روسيا تنتج تلقائيا ايضا مساعدة من جانب الصين. حين يكون للامين العام اسنادا من الدول الاعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الامن، يكون قادرا على »تحريك« الامور في المجلس وفي الجمعية العمومية على حد سواء.

 

رئيس الوزراء نتنياهو فخور بصداقة الرئيسين الامريكي والروسي ويتباهى بها، ولكن المساعي الشخصية المباشرة من جانبه في اللقاء مع بوتين للعمل ضد التواجد الايراني في سوريا لم تعطي نتيجة عملية. وفد برئاسة رئيسي الموساد وقيادة الامن القومي، الذي التقى في واشنطن في مستشار شؤون الامن لدى الرئيس ترامب، هو الاخر لم يحقق الهدف: ربط الولايات المتحدة بالمساعي لمنع انتشار ايران في الشرق الاوسط. اما الامين العام للامم المتحدة، حتى لو كان راغبا ومستعدا، لا يمكنه أن ينجح في ان يحقق في ساحة الامم المتحدة هدفا ليست القوتان العظميان مستعدتين بشكل معلن على تحريك اصبع لتحقيقه. اذا حاول عمل ذلك، فانه سيسخف نفسه فقط ويقلل من اهمية الهدف.

ليست الامم المتحدة مؤسسة يمكن تغييرها، وبالتأكيد ليس من خلال التصريحات والاخطارات. فالامر لا يسير على هذا النحو. سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة نيكي هيلي التي اعلنت بانها هي »الشريف الجديد« الذي سيفرض النظام في الامم المتحدة، تتعلم الان بان هذا لا يسير على هذا النحو. »يوجد في الامم المتحدة تقدير كبير لاسرائيل« ، قال في حديث معه مسؤول كبير في سكرتاريا المنظمة. »ولكن الاحتلال والمعارضة للمستوطنات، والتي هي حجم الاجماع العام، يفوقان احاسيس التقدير".

 

 

كلمات دلالية