خبر بــتــجــرّد كــامــل .. بقلم/ خالد صادق

الساعة 01:22 م|28 أغسطس 2017

فلسطين اليوم

 

لا زالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين تمارس بحرفية عالية دورها الوطني وواجبها تجاه شعبها, وتحاول ان تجمع الكل الفلسطيني وتحدث حالة من التوافق والإجماع على الساحة الفلسطينية لخدمة المشروع الوطني الفلسطيني, وهذا الدور يتطلب منها تضحيات كبيرة, اقلها إنكار الذات, والعمل من خلف الستار, وبعيدا عن وسائل الإعلام بتجرد كامل وعدم النظر لأية مصالح حزبية أو شخصية, وبما أنها ارتضت لنفسها ان تقوم بهذا الدور الوطني الكبير, فقد تعرضت للنقد أحيانا والتجريح أحيانا أخرى, والهجوم على شخصيات قيادية في الحركة, وتوجيه التهم جزافا دون الاستناد للبرهان أو الدليل.

هذا الموقف الذي اتخذته الحركة فيه مجازفة كبيرة, وادخلها في حسابات كان من الممكن ان تنأى بنفسها عنها, ولكن الجهاد الإسلامي الذي يدرك واجبه تجاه شعبه وقضيته, رأي ان من واجبه ان يقوم بهذا الدور الإصلاحي وتصويب البوصلة, والتركيز نحو الاحتلال الصهيوني كعدو مركزي للأمة, ومواجهة مخططاته واطماعه التي لا تنتهي, بل وتتزايد أخطاره يوما بعد يوم, في ظل حالة النشوة التي يعيشها نتيجة تحالفه مع أطراف عربية عدة بشكل سري وعلني, والسعي لإقامة علاقة رسمية بينه وبينهم, واختلاف الخطاب الرسمي العربي في التعامل مع «إسرائيل» وآخرها تصريحات وزير الاستثمار السوداني مبارك الفاضل المهدي الذي دعا بلاده للتطبيع مع إسرائيل, وان القضية الفلسطينية أخرت العالم العربي جدا حسب زعمه, فكان لزاما على الجهاد الإسلامي ان يعيد للقضية الفلسطينية اعتبارها ومكانتها, وان تصبح فلسطين هي القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية, وذلك ببذل الجهود, واستنفاد الطاقات, لتوحيد الجبهة الداخلية, والإجماع على موقف وطني موحد يجمع الكل الفلسطيني ويتصدى لمؤامرات الاحتلال ومخططاته العدوانية.

يجب ان يدرك الجميع ان من أولى أولويات حركة الجهاد الإسلامي, التخفيف عن شعبنا الفلسطيني, وإنهاء الانقسام, ووحدة الأرض والشعب, وهو لا يتوقف عن الحراك على المستوى الداخلي والخارجي, فالجهاد الإسلامي يبذل جهوداً مضنية في محاولة لتقريب وجهات النظر بين فتح وحماس, ويقدم المبادرات ويدعمها, ويقرب وجهات النظر من خلال إقناع كل الأطراف بخطورة المرحلة التي تمر بها قضيتنا الفلسطينية, ولا تتوقف القيادة السياسية للحركة عن التنقل بين العواصم المختلفة لأجل التخفيف عن شعبنا وإيجاد حلول لقضية المعبر وتخفيف الحصار عن كاهل شعبنا الفلسطيني, وفي كل هذا الحراك تنكر الحركة ذاتها, وتدفع باتجاه مصلحة الشعب الفلسطيني, ولا ترغب حتى بإظهار دورها إعلاميا في التخفيف من الحصار وتبعاته, حتى ان الأمين العام المؤسس لحركة الجهاد الإسلامي الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي رحمه الله, دفع روحه ثمنا وهو يبذل جهودا مضنية لدى القيادة الليبية, لأجل منع تهجير الفلسطينيين من ليبيا, وتم اغتياله على يد الموساد الصهيوني في مالطا وهو عائد من ليبيا, بعد ان نجح في إقناع القيادية الليبية بعد م تهجير الفلسطينيين.

هناك من يعطي بلا حدود, ويبذل من الجهد والوقت والتضحيات ما يعجز الكثير عن بذله, دون ان يكون له حسابات خاصة, ولا مطمع في سلطة أو جاه أو منصب ما, أو مقعد في مجلس أو غير ذلك, فالجهاد رحلة لا تنتهي من العطاء والتضحيات, ولن يستطيع احد ان يشكك في ذلك, مهما كان موقعه أو منصبه, الجهاد الإسلامي يتحرك بقراره هو, ولا يملك احد مهما كان ان يفرض عليه رأيا أو موقفا, ولذلك تجد ان قراراته السياسية متقدمة ونابعة من موقف وطني ثابت, يستند لمصلحة الشعب الفلسطيني, وينحاز لخيارات الجماهير الفلسطينية, ومن اجل ذلك يحظى الجهاد باحترام الجميع على المستوى الشعبي والفصائلي, ولعل منطلقات الحركة وأفكارها تصب دائما في مصلحتها, لأنها كلها تصب في مصلحة الشعب وضد الاحتلال, وليس في أجندتها على الإطلاق ما يمكن ان يسمى بالمكاسب الرسمية, لأنها تعتبر نفسها في مرحلة تحرر وطني, وليس هذا هو الوقت الذي يمكن ان تبحث فيه عن مكاسب لصالحها.

كلمات دلالية