خبر وزير التدين- هآرتس

الساعة 10:11 ص|27 أغسطس 2017

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

نُشر في ملحق « هآرتس » يوم الجمعة الماضي لقاء صحفي أجراه نير غونتج مع واضعة كتاب العلوم للصف الاول، سارة كولتيشكو. وروت كولتيشكو في اللقاء انها تلقت تعليمات من وزارة التعليم بادخال مضامين دينية الى الكتاب. ووفقا للتعليمات، في فصل « ماذا يفعل المزارع في الخريف » كتبت انه « يحرث الحقل، يبذر البذور وفي نهاية عيد العرش يصلي للمطر ويطلب الاستقصاء والبركة للارض ».

 

وفي وقت لاحق، في الشبكات الاجتماعية هاجم وزير التعليم نفتالي بينيت، مراسل « هآرتس » براك ربيد - الذي كشف النقاب عن القصة عندما اطلع على كتاب تعليم ابنته – والمبادرين الى الحملة المضادة للتدين « مشروع 61 ». واتهموا « باللاسامية الذاتية »، بالاكاذيب وبالتحريض. اما من حيث النقد على التدين، فتمسك وزير التعليم بالادعاء بان كتاب العلوم صدر في 2011، تحت وردية وزير التعليم السابق جدعون ساعر.

 

هذا ادعاء بالبراءة. أولا، هذا ليس نموذجا استثنائيا. ففي الاشهر الاخيرة نشرت نماذج عديدة للاستخدام الواسع للمصادر الدينية في كتب التعليم، من الصفوف الدنيا في المدارس الابتداية وحتى الثانوية. وغير مرة دون صلة بالموضوع المدرس او بالاختصاص. والمسيرة التي غرست فيها مضامين دينية في الكتب التي تعلم في التيار الرسمي بدأت قبل دخول بينيت الى وزارة التعليم، ولكن على حد قول كولتيشكو، مثل ناشرين وكُتاب آخرين أيضا، فان الميل تعاظم في السنوات الاخيرة. فالتعليمات لادراج هذه المسائل في كتاب تعليم اللغة تسللت بالتدريج الى مواضيع اخرى. وبالتوازي مع التدين في كتب التعليم، عزز بينيت جدا مراكز تعزيز الهوية اليهودية – التي تعمل فقط في المدارس العلمانية. الكثيرون من مسؤولي المراكز يرتبطون بالبيت اليهودي؛ والمدير العام للمنظمة التي تمثلهم هو عضو مركز الحزب.

 

ثانيا، حتى لو كان الكتاب صدر في وردية ساعر، فان استخدامه اليوم هو تحت المسؤولية الكاملة لبينيت. وعلى اي حال، فان بينيت مدعو لان يصلح الجور الذي الحقه سلفه في المنصب، وان يسحب الكتاب ويصدر كتابا جديدا علميا صرفا. ان سلوكه يثبت من جديد بانه مصمم على جعل الوزارة التي تسلمها ائتمانا مؤقتا اداة لفرض النزعة الدينية القومية على المدارس.

 

يجدر بنا العودة الى تذكير وزير التعليم بان من حق الاهالي العلمانيين الاعتراض على ان يؤخذ اطفالهم اسرى لجهاز تعليم يقدس قيما غريبة عليهم. وفي رده الهستيري أظهر بينيت بانه يخاف اليقظة العلمانية، التي بدأت مؤشراتها تظهر في ارجاء البلاد. هذا تذكر ممتاز لماذا ينبغي مواصلة الاعتراض على التدين في جهاز التعليم.

كلمات دلالية