بعد ان خذلته حكومة الاحتلال

تحليل هل ستجر استقالة منسق المفاوضات مع حماس غزة نحو حرب جديدة؟

الساعة 08:30 ص|26 أغسطس 2017

فلسطين اليوم

بعد ثلاثة سنوات على تعيينه، فشل ما يسمى بمنسق المفاوضات مع حركة « حماس » لاستعادة الجنود « الإسرائيليين »، ليئور لوتان، في تحقيق أي اختراق أو انجاز في الوصول لصفقة تبادل مع المقاومة الفلسطينية على غرار صفقة وفاء الأحرار ، وهو الأمر الذي برره في استقالته التي قدمها بشكل رسمي لحكومة الاحتلال « الإسرائيلي ».

لوتان عُين في منصبه هذا قبل ثلاثة أعوام حيث كان يشغل عدة مناصب « حساسة ومعقدة »، من بينها إدارة المفاوضات باسم هيئة القيادة العامة خلال أزمة كنيسة المهد عام 2002.

ووفقاً لما يسمى بديوان رئيس الحكومة « الإسرائيلية »، بنيامين نتنياهو، فقد أوعز لوتان لمستشاره العسكري، البريغدير اليعزار توليدوانو بتولي الملف في الفترة القريبة، حيث نقلت « هآرتس » عن مصادر مقربة من لوتان، أن الأخير قرر الاستقالة من منصبه بعد أن تبين له تعثر المفاوضات مع « حماس » ووصولها إلى طريق مسدود، مقابل هامش المناورات الضيق الذي تمنحه إياه الحكومة في المفاوضات.

وتعتقل « حركة حماس » أربعة أسرى « إسرائيليين »، اثنان منهم من الجنود، هما هدار جولدين وشاؤول أرون، اللذان أعلن جيش الاحتلال أنهما في عداد القتلى، بعد أن كانت الحركة أسرتهما في شهري يوليو/تموز، وأغسطس/آب خلال العدوان. أما الآخران، بحسب إسرائيل، فهما مواطنان مدنيان اجتازا الحدود إلى قطاع غزة.

استقالة لوتان لن تكون عادية بالنسبة للفلسطينيين وأهالي الجنود المعتقلين لدى المقاومة الفلسطينية، ولا لحكومة الاحتلال « الإسرائيلية » التي قد تتخذ عدة خطوات حيال هذه الاستقالة، وهو ما أكده المحلل في الشؤون « الإسرائيلية » حسن لافي في حديثه لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية ».

فقد اعتبر لافي استقالة لوتان عنوان لفشل الحكومة « الإسرائيلية » في إدارة أزمة الجنود المعتقلين لدى المقاومة الفلسطينية، حيث يوجد تضارب داخل الحكومة والمستوى السياسي والمهني في هذه القضية.

وأضاف لافي، أن لوتان اتهم بالأمس الحكومة « الإسرائيلية » أنها تفشله ولا تتعامل بجدية مع القضية – الجنود المعتقلين لدى حماس- وخاصةً بعد أن ذكر تصريحات سابقة لوزير الحرب « الإسرائيلي » أفيغدور ليبرمان بأنه لن يكون هناك صفقة مع حركة حماس بالنسبة للجنود.

كما رأى أن الاستقالة تدلل دلالة واضحة على أن نتنياهو في هذه المرحلة غير معني بإتمام صفقة للأسرى، مما جعل لوتان يعتبر نفسه أنه سيحمل مسؤولية ، خاصةً أنه يعمل في هذه المهمة كمتطوع ولا يتلقى راتباً مقابل ذلك.

واعتبر لافي، أن قرار الاستقالة ينعكس بشكل واضح أكثر على أهالي الجنود المعتقلين في غزة، وهو ما ظهر في تصريحات عائلة جولدن التي حَمَلت الحكومة « الإسرائيلية » المسؤولية في إفشال لوتان، وأن نتنياهو لا ينفذ القرارات التي تم اتخاذها في الكنيست، وأن الأمر يتنافى مع أخلاقيات جيش الاحتلال، وتطالب بعمل ضغوطات جديدة على الحكومة للتعاطي مع القضية.

أما بالنسبة لتأثير الأمر على الفلسطينيين، فأعرب لافي عن أسفه بأن هذه الأزمة قد تضطر نتنياهو لاتخاذ خطوات تصعيدية نحو التضييق على قطاع غزة، كتقليص عدد ساعات عمل معبر كرم أبو سالم، وتخفيف المنتجات التي سمح لها بالدخول لقطاع غزة.

لكن لافي استبعد أن يستدعي الأمر عملية عسكرية، أو حرب على قطاع غزة، وخاصةً أن هناك عدم توافق داخل المستوى السياسي لحكومة الاحتلال، لأن الجهة الأكبر قوة في حكومة الاحتلال ترفض إتمام صفقة سياسية.

وأشار لافي إلى ليبرمان الذي كان عنوانه نحن لا نحرر أسرى وسنطالب بإعدام أسرى فلسطينيين، ونفتالي بينت الذي صَوَت بالمعارضة على صفقة وفاء الأحرار الأولى.

وجدد تأكيده على أن هذه الأزمة لن تستدعي حرباً جديدة، ولكنها قد تؤدي لخطوات أكثر جدية نازية باتجاه غزة.

وبين أن المجتمع « الإسرائيلي » سيقوم بحملة ضغط من قبل عوائل الجنود وأخرى شعبية ضد حكومتهم لأنها تثبت عدم جديتها.

وكانت تقارير سابقة تحدثت، العام الحالي، أكثر من مرة، عن اقتراب التوصل إلى صفقة تبادل بين إسرائيل و« حماس »، بوساطة أطراف مختلفة، بينها مصر، لكن أياً من هذه التقارير لم تثبت صحتها.

من جهته، رأى المختص في الشأن « الإسرائيلي » اسماعيل مهرة،  أن استقالة لوتان لها دلالات، حيث أنه تولى المنصب قبل ثلاث سنوات وكان يشكل لعائلات الجنود الأسرى لدى المقاومة عنواناً للثقة على الأقل لعائلتي هدار غولدن وشاؤول آرون، وقد كان أحد قادة الوحدة التي حاولت تحرير نخشون فاكسمان الذي كان معتقلاً لدى كتائب القسام في الضفة المحتلة وقد أصيب أثناء الهجوم.

وأوضح مهرة، أن استقالة لوتان أصابت عائلة غولدن بالصدمة واعتبرت ذلك تصريحاً من لوتان بعدم ثقته بالمستوى السياسي، وتعنتهم برفض كل اقتراحاته، كما أنهم شعروا أن الاستقالة تبدد أي آمال بوجود صفقة في الأفق.

كما أضاف مهرة، أن من دلالات الاستقالة الأكثر وضوحاً أن لوتان ما كان ليترك منصبه لو كان ثمة أي تقدم حقيقي أو توجهات « إسرائيلية » حقيقية نحو عقد صفقة تبادل وإنهاء ملف الاسرى والمفقودين , ويبدو أن لوتان شعر أن كل جهوده وخططه وصلت إلى نهايتها ووصلت إلى طريق مسدود .

ووفقاً لمهرة، فعلى إثر الاستقالة فإن عائلة غولدن والتي عرفت بأنها الأكثر تحفظاً على تقديم ثمن كبير للمقاومة مقابل استرجاع ابنها، وكانت الأكثر اسناداً وتأييداً للخط الرسمي للحكومة، أعلنت بعد أن شعرت بإهمال الحكومة, أن نتنياهو وليبرمان لا يوليان أهمية لملف الاسرى والمفقودين.

وأشارت إلى أن ليبرمان يتعامل مع الجنود وكأنهم كؤوس للاستخدام لمرة واحدة، ورفضت منطق الحكومة الذي يرفض كل مبادرة، وفي نفس الوقت لا يلتزم بقرارات الكابينت الخاصة بالموضوع .

كلمات دلالية