بعد التحركات الامريكية

خبر ترتيبات لإجتماع وزاري يضم «فلسطين ومصر والأردن» في رام الله

الساعة 05:47 ص|26 أغسطس 2017

فلسطين اليوم

 تتجه القيادة الفلسطينية في الأسابيع القليلة المقبلة التي تسبق بدء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، لتكثيف اتصالاتها بالدول العربية المؤثرة، وذات العلاقة بتطورات ملف السلام، بهدف تنسيق المواقف بشكل أكبر، بعد التحركات الأمريكية الأخيرة الرامية لاستئناف المفاوضات.

 ويجري العمل حاليا لعقد اجتماع جديد لوزراء خارجية فلسطين ومصر والأردن، تكون مدينة رام الله مكانا له، في سياق توجيه رسائل «دعم علنية» من العرب للموقف الفلسطيني.

وعلمت «القدس العربي» من مصدر سياسي فلسطيني، أن جولة المبعوثين الأمريكيين خلال الأيام الماضية للمنطقة، شملت تقديم وجهة نظر الإدارة الأمريكية لمسؤولي الدول العربية المؤثرة، وكذلك إلى القيادتين الفلسطينية و« الإسرائيلية » حيال عملية التسوية، التي تريد إطلاقها إدارة الرئيس دونالد ترامب، في المرحلة المقبلة.

ومن المقرر حسب الاتصالات التي جرت باتجاه رام الله، من عواصم عربية، بعد أن زارها مبعوثي ترامب، وقبل وصولهما للقاء الرئيس محمود عباس، أن يصار إلى استمرار عملية التنسيق بشكل أوسع، على أن تشمل عقد اجتماعات مشتركة، بهدف التباحث للوصول إلى وجهة نظر عربية موحدة حيال الأفكار الأمريكية المقدمة.

وتريد القيادة الفلسطينية في هذا الخصوص عقد اجتماع آخر لوزراء الخارجية الثلاثة «فلسطين ومصر والأردن» خلال الفترة المقبلة، يكون هذه المرة في مدينة رام الله، بهدف التأكيد على الدعم العربي للموقف الفلسطيني المطالب بتبني خطة السلام، وقيام دولة فلسطينية على حدود عام 67، التي لا تزال الأفكار الأمريكية المقدمة تتجاهل ذكرها، حسب ما أكد المصدر السياسي الفلسطيني.

ويجري التخطيط لأن يكون هذا الاجتماع ومكان عقده المقترح، خلال الفترة القريبة المقبلة، ضمن التحركات الفلسطينية الهادفة لتنسيق المواقف مع الدول العربية، بخصوص الرد على أفكار الإدارة الأمريكية، وكذلك قبل مشاركة الرئيس محمود عباس في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تنطلق أعمالها الشهر المقبل.

وكان وزراء الخارجية الثلاثة قد عقدوا السبت الماضي في القاهرة اجتماعا لهم، لتنسيق المواقف قبل وصول مبعوثي ترامب، وقال وقتها وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، إن التنسيق الثلاثي يهدف للخروج برؤية متفق عليها لمواجهة التحديات القائمة. وأكد أن الجولة المقبلة ستكون «أشرس وأعنف» من قبل الاحتلال، وأنه يجب الاستعداد لها.

يشار إلى أن الرئيس عباس تلقى خلال زيارة مبعوثي الإدارة الأمريكية للمنطقة، اتصالات من الملك الأردني عبد الله الثاني، وكذلك ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير. وأطلع الرئيس المسؤولين السعوديين خلال الاتصالات على نتائج اجتماعاتهم مع الوفد الأمريكي الخاص بعملية السلام، وذلك في سياق التنسيق المشترك بينهما.

واتفق الرئيس خلال الاتصال بالملك الأردني على استمرار الاتصال والتشاور، خلال المرحلة المقبلة، على الأسس التي تم الاتفاق عليها خلال القمة العربية، التي عقدت مؤخرا في منطقة البحر الميت.

وتعمل القيادة الفلسطينية وهو أمر جرى نقاشه مؤخرا بشكل موسع في اجتماع اللجنة التنفيذية، على قطع كل الطرق أمام مخططات الإدارة الأمريكية القائمة على طرح خطة «السلام الإقليمي»، التي تتجاوز المطالب الفلسطينية بإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس المحتلة، على حدود الرابع من يونيو/ حزيران عام67.

وفي السياق علمت «القدس العربي»، أن الاجتماع الأخير الذي عقدته القيادة الفلسطينية وخصص لبحث ملف عقد المجلس الوطني، تخلله شرح الرئيس عباس لآخر التطورات في الملف السياسي الخاص بالمفاوضات، في ظل التحركات الأمريكية، وأن النقاش وقتها تطرق إلى الخطوات التي تريد القيادة اتخاذها بهدف قطع الطريق على مخططات الحكومة « الإسرائيلية » التي تستغل الجمود الحاصل، بسبب مواقفها من أجل الاستمرار في عمليات الاستيطان والتهويد.

وبشكل أساسي جرى الاتفاق مبدئيا على وضع خطة سياسية سريعة، يقدمها الرئيس عباس مباشرة للأمم المتحدة، أثناء اجتماعات الجمعية العامة الشهر المقبل.

وترتكز هذه الخطة على الطلب من الأمم المتحدة لإقرار ترسيم حدود الدولة الفلسطينية، التي اعترفت بها في وقت سابق، المرتكزة بالأساس على حدود عام 1967، بما فيها القدس المحتلة، وسط مطالبات بأن تشمل الخطة تقديم طلب للجمعية العامة لإعطاء فلسطين صفقة «دولة كاملة العضوية» كبديل عن الاعتراف الأخير الذي حصل عام 2012، حين منحت «دولة بصفة مراقب».

وعبر عن ذلك نائب رئيس حركة فتح محمود العالول خلال لقاء جمعه أول أمس عبر تقنية البث المباشر مع صحافيي غزة، حيث قال «سنقول للعالم أين القرارات التي أصدرتها لحماية الفلسطينيين، وأين هذه الدولة التي اعترفتم بها وأين حدودها؟». وخلال اللقاء تحدث عن صعوبة الوضع السياسي، بسبب سياسات الحكومة الإسرائيلية، وأكد أنه لا يمكن صناعة سلام مع إسرائيل في ظل الحكومة اليمينية، وأن العلاقة الفلسطينية مع إسرائيل في حالة «اشتباك دائم».

 

كلمات دلالية