خبر مع أصدقاء كهؤلاء -يديعوت

الساعة 09:02 ص|23 أغسطس 2017

فلسطين اليوم

بقلم: شمعون شيفر

(المضمون: نتنياهو سيكتشف بان الخطوط الحمراء تفقد من لونها في ضوء علاقات القوى التي يصممها في المنطقة صديقه الطيب بوتين، الى جانب الايرانيين. وهذه ستكون قصة مختلفة تماما - المصدر).

 

درج رئيس الوزراء نتنياهو على التباهي غير مرة بعلاقاته القريبة مع صديقيه، الرئيس الروسي بوتين والرئيس الامريكي ترامب – ولكن ما الذي يخرج لنا في واقع الأمر من هذه العلاقات مع الصديقين اللذين يحاول نتنياهو اساسا الا يغضبهما؟

 

لقد قيل ان نتنياهو سيسافر لعقد لقاء مع بوتين في مدينة الاستجمام الروسية سوتشي كي يحذر من مصادر قلق إسرائيل في ضوء الاتفاق المتبلور بين الامريكيين والروس قبيل انتهاء الحرب الاهلية في سوريا – اتفاق من المتوقع أن يبقي الاسد في الحكم ويساعد مصالح ايران، حزب الله والميليشيات الشيعية. عمليا، بعد كل تلك لقاءات التنسيق والمحادثات بين نتنياهو وبوتين في

 

السنوات الاخيرة، ستجد اسرائيل نفسها تحت تهديد الحرس الثوري الايراني، ممن سيجلسون على الجدار في هضبة الجولان تحت تهديد نار الصواريخ الجديدة التي تنتج في مصنع اقامته ايران قرب حلب وستنقل الى حزب الله، وتحت تهديد الاف المقاتلين من ميليشيات شيعية من افغانستان ومن الباكستان.

 

ينشأ السؤال كيف ستضمن اسرائيل مصالحها الحيوية في الشرق الاوسط الجديد هذا، حيث سيكون اللاعبون المسيطرون هم روسيا وايران. اما المساعدة من الصديق ترامب فمن غير المتوقع لنتنياهو ان يتلقاها – إذ ان امريكا تحت رئاسته لا تظهر تواجدا في الحرب الاهلية في سوريا، بل ولا تبدي اهتماما خاصا بمساعدة حلفائها. صحيح أنه بعد استخدام الاسد للسلاح الكيميائي حرص الامريكيون على توجيه ضربة الى اهداف تعود للنظام السوري، ولكن بالاجمال يواصل ترامب سياسة سلفه، اوباما: التدخل المحدود في مناطق القتال.

 

هكذا ستبقى اسرائيل وحدها مع الخطوط الحمراء التي رسمتها. في اثناء القتال في سوريا اوضحت القدس بان كل محاولة ايرانية لنقل الصواريخ والوسائل القتالية الى حزب الله ستستجاب بشدة – وقائد سلاح الجو المنصرف أمير ايشل كشف النقاب حتى عن أن طائرات سلاح الجو نفذت حتى اكثر من مئة غارة هجومية ودمرت قوافل سلاح كانت تشق طريقها الى لبنان. وقد نفذت هذه الضربات لانه في السنوات الاخيرة تبلورت انماط تنسيق بين الجيش الاسرائيلي والجيش الروسي في سوريا بهدف منع مواضع خلل وصدامات. واثبتت وسائل التنسيق هذه نفسها – ولكن ماذا ستفعل اسرائيل عندما سيثبت الايرانيون سيطرتهم على الارض؟ هل سيشير نتنياهو الى خطوط حمراء جديدة؟.

 

ساندي بيرغر الذي تولى منصب مستشار الامن القومي في إدارة كلينتون درج على القول ان المشكلة مع الاسرائيليين هي أن كل خط أحمر يعلنون عنه سرعان ما يصبح خطا ورديا. هكذا، نتنياهو هو الاخر من شأنه ان يكتشف بان الخطوط الحمراء تفقد من لونها في ضوء علاقات القوى التي يصممها في المنطقة صديقه الطيب بوتين، الى جانب الايرانيين. وهذه ستكون قصة مختلفة تماما.

كلمات دلالية