بعد 11 عاماً من الأسر

تقرير المحرر إياس الرفاعي يروي تفاصيل مرضه في السجون والإهمال الطبي

الساعة 08:11 م|22 أغسطس 2017

فلسطين اليوم

منذ اليوم الأول لتحرره يتوجه المحرر « إياس الرفاعي » من بلدة كفر عين غربي رام الله كل يوم إلى مجمع فلسطين الطبي لإجراء فحوصات وتحاليل طبية جديدة، ليتمكن من الحصول على تحويلة طبية لاستكمال علاجه من المرض الذي أصابه خلال سنوات إعتقاله الطويلة.

الرفاعي والذي أفرج عنه الأسبوع الفائت بعد 11 وأشهر في المعتقل، يعاني من أورام في أمعائه وبحاجة لعلاج عاجل وإجراء عملية عاجلة لمحاصرة المرض وتسكينه بالجسم؟

وبدأت رحلة إياس مع الأسر في العام 2006 حينما اعتقل بتهمة انتمائه لحركة الجهاد الإسلامي، ولكن المرض بدأ يظهر في جسده في نهاية العام 2014، حيث نقل إلى الزنازين الانفرادية بعد الحرب على القطاع عقابا له، وهناك بدأت تظهر عليه الأعراض من ارتفاع للحرارة والدوخة والبرد الشديد مرة واحدة، وبسبب وجودة في الزنازين لم يتمكن من مراجعة الطبيب.

وبعد فترة العزل وعودة إلى الأقسام استمرت الأعراض بشكل أكبر حيث كان دائم التعب والشعور بالدوار، إلا أن الطبيب السجن كان يقلل من أهمية هذه الأعراض ويعللها بالتغيرات الجوية وطبيعة الأكل المقدم وبدلا من إجراء فحوصات له وينصحه بتجنب بعض الأطعمة.

يقول إياس لـ« فلسطين اليوم »: استمرت الأعراض وبدت واضحة وبدأت أخسر وزني بشكل مفاجئ مرة واحد 20 كيلو، وعندما راجعت الطبيب عاد من جديد ليقول لي ان السبب هو نوعية الأكل ورفض تحويلي لإجراء الفحوصات« .

بقي إياس خمسة أشهر يحاول اقناع طبيب السجن أن يجري له فحوصات، خسر من وزنه الكثير حتى نهاية شهر 12 حيث تعرضت للأغماء في القسم قرر وقتها الطبيب نقلي بشكل طارئ للمستشفى، وبدلا من نقله بسيارة اسعاف قاموا بالانتظار أربع ساعات ونقله بعد تقيديه بسيارة البوسطة العادية.

 وفي المستشفى، تبين أن أوراما تشكلت في الأمعاء إلى جانب الالتهابات التي انتشرت في كل البطن، في حينه قرر له عملية طارئة ولكنه رفض إجرائها: » كانت نسيه الالتهاب عالية جدا ولو أجريت العملية لما ألتم الجرح« ، قال إياس.

وتابع: » تم تحويلي للمتابعة لثمانية أيام في مستشفى سوروكا بقيت هناك أعيش على المحاليل والأدوية، ثم تقرر نقلي لمستشفى الرملة للتخفيف من النفقات العالية التي تطلبها حالتي الصحية« .

في مشتفى الرملة بدأت معاناة إياس الحقيقية، حيث لم يعد يتمكن من الحصول على الدواء بانتظام ولا العناية الطبية التي تطلبها حالته، وكل ذلك بمعزل عن عائلته التي لم تكن تعلم شيئا عما جرى معه، كل ذلك جعل حالته تسوء أكثر، وبعد شهرين وبدلا من نقله للمستشفى للعلاج نقل إلى الزنازين مرة أخرى وأعيد إلى سجن النقب، بحاله سيئة بقي شهرين متتالين لا يستطيع النهوض و المشي على رجليه.

يقول: » اصبت بإغماء مرة أخرى وخسرت مزيدا من الوزن حتى أصبح وزني 45 كليو وبعدها نقلت لسجن بير السبع في البوسطة مرة أخرى وأصبحت كل شهر أراجع مرة بالمستشفى وبعد عام من العلاج اجري لي أول عملية جراحية« .

خضع إياس لعملية استئصال لجزء من الأمعاء وتركيب أنابيب وبعد شهر ونصف في سجن الرملة نقل من جديد ولم يكن قد أكمل العلاج إلى سجن »بئر السبع« وكانت المعاناة كبيرة حيث كان بحاجه لمساعدة دائمة وعناية طبية.

وبعد سته أشهر أجرى فحوصات جديدة ليتبين بان كتلة ورم جديدة ظهرت في الجهة الثانية، وإصابته بفايروس بالكبد بسبب الاهمال الطبي خلال عملية العلاج، ولكن إدارة السجن رفضت إجراء عملية جراحية له لقرب الإفراج عنه وبقي ثلاثة أشهر الأخيرة بلا علاج.

يؤكد إياس إن حالته واحدة من الحالات الكثيرة في الاهمال الطبي للمرضى في السجون، إلا أن تسليط الأضواء على قضيته من خلال الأعلام ساعده في التعجيل بإجراء العملية التي كان موعدها سيبعد عام أو أكثر، يقول: » التقارير الإعلامية التي كتبت و الضجة الإعلامية كان لها تأثيرا باعترافهم بتسريع علاجي بالرغم من كل التجاوزات التي حصلت خلاله، وإلا لكنت حتى الأن انتظر إجراء العملية الجراحية".

وكانت وكاله فلسطين اليوم من أوائل الوكالات التي سلطت الضوء على قضية الرفاعي من خلال التقارير و القصص الصحافية التي أعدتها بالعودة إلى عائلته.

كلمات دلالية